أحمد عبدالتواب كلمة عابرة لم تُعْلَن بعد التفاصيلُ المهمة عن خلفية إصدار اتفاق وقف النار فى ليبيا ، الذى أعلنته بعثة الأممالمتحدة للدعم فى ليبيا الجمعة الماضى، والذى وقَّعه طرفا النزاع فى ليبيا ، بعد محادثات استمرت لخمسة أيام فى مقر الأممالمتحدة فى جنيف، وفق مقررات مؤتمر برلين حول ليبيا فى يناير الماضى! غياب التفاصيل يحجب تفسير كيف وافقت حكومة السراج ، التى هى فى قبضة أردوغان، على بنود تضرب أردوغان وسياساته وطموحاته فى مقتل، منها موافقتها على خروج جميع المرتزقة والمقاتلين الأجانب من الأراضى الليبية برا وبحرا وجوا، فى مدة أقصاها 3 أشهر من تاريخ التوقيع على وقف إطلاق النار، وعلى أن وقف إطلاق النار لا يسرى على المجموعات الإرهابية المصنفة من قبل الأممالمتحدة على كل الأراضى الليبية ، وهى المجموعات التى جلبها أردوغان، وكذلك تجميد العمل بالاتفاقيات العسكرية الخاصة بالتدريب فى الداخل الليبى، التى يقوم بها خبراء أردوغان، وخروج أطقم التدريب إلى حين تسلم الحكومة الجديدة الموحدة أعمالها..إلخ. إضافة إلى موافقة حكومة السراج على أن تبدأ فورا عملية حصر وتصنيف المجموعات والكيانات المسلحة بجميع مسمياتها على كامل التراب الليبى، وتفكيكها، ووضع آلية وشروط إعادة دمج أفرادها، وبشكل فردى، إلى مؤسسات الدولة، ممن تنطبق عليه الشروط والمواصفات المطلوبة. وكذلك وافق طرفا النزاع على توصية وحث بعثة الأممالمتحدة على إحالة هذا الاتفاق إلى مجلس الأمن لإصدار قرار لإلزام كل الأطراف الداخلية والخارجية بتنفيذه..إلخ. وكل هذا يتفق تماما مع نصوص وروح المبادرة المصرية فى يونيو الماضى، التى شارك فيها رئيس البرلمان عقيلة صالح وقائد الجيش المشير حفتر برعاية الرئيس السيسى ، كما أنه يتسق بالكامل مع مستهدفات الخط الأحمر، سرت/ الجفرة، الذى أعلنه الرئيس السيسى ورضخت له تماما قوات أردوغان فى ليبيا . وأما أول وأسرع ردود الأفعال من طرف أردوغان، والتى تُفصِح بأوضح ما يكون عن تخوفاته، ففى قوله إنه لا يعلم مدى صحة التوافق بين طرفى النزاع على انسحاب كل المرتزقة والقوات الأجنبية فى غضون 3 أشهر!! نقلا عن صحيفة الأهرام