الفكرة ببساطة تقوم على جمع الناس تحت راية لا يختلف عليها اثنان، من خلال جمع أهم التعاليم المشتركة بين الديانات السماوية الثلاث ، ونبذ مواطن الاختلاف بينها، ووضعها فى قالب جديد يسمى الدين الإبراهيمي ، بهدف تجريد الديانات من خصوصياتها وحدودها. وهذا الدينُ الجديدُ يحملُ أهدافًا سياسية بحتة، إذ يسعى لتمكينِ الولاياتِالمتحدةِ وإسرائيلَ منْ بسطِ سيطرتِهما وتحقيقِ أطماعهما في منطقة الشرق الأوسط وبالطبع هناك ذكاء في صياغة الاسم والمحتوى؛ لأنه عندما يذكر إبراهيم، عليه السلام، لا يختلف عليه اليهودي أو المسيحي أو المسلم؛ نظرًا لقيمته العظيمة في كل ديانة على حدة، وبالتالى مثل هذا الأمر يمكن أن يكون مقُنعًا لأى شخص، عندما يتم توجيه الخطاب إليه تحت هذا الفكر. ففي اليهودية هو أصل الديانة وأبوإسحاق، كما أن إبراهيم هو الذي حصل - بمفهوم العهد القديم - على الوعد الإلهي بامتلاك الأرض من النهر إلى البحر، أما عن المسيحية فيمثل إبراهيم الأصل العرقي لبني إسرائيل الذين خرج من بينهم المسيح عيسى، عليه السلام، من جهة أمه مريم. كذلك بالنسبة للإسلام يمثل إبراهيم قاعدة التوحيد والديانة الحنيفية، كما هو مذكور في قوله تعالى: «مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ»، وكذلك الإسلام يتبع الملة الحنيفية: «ملَّة أبيكم إبراهيم». ولا تزال الإدارة التي تأسست في عهد أوباما نشطة، ونصف أعضائها من رجال الدين المنتمين إلى الأديان الثلاثة، والإدارة ليست سرية، فقد نشرت كل تفاصيلها في تقرير معهد «بروكينجز الدوحة» في عام 2013، الذي حمل عنوان: «الدين والدبلوماسية»، وشارك فيه الرئيس أوباما بنفسه، وهو أيضًا من تحدث عن الحوار الخدمي. ويعتقد أصحاب هذا المخطط أن حوار الأديان الذي بدأ كآلية للتقريب بين الأديان في أثناء الحرب الباردة، نشاط نخبوي لم يُحقّق المرجو منه، ويقترحون الحوار الخدمي التنموي بديلًا عنه كدعم لفكرة الدين الواحد، فبعد الاتفاق على قيم مشتركة بين الأديان الثلاثة تقوم المراكز المروّجة للدين الجديد بتقديم خدمات مباشرة للشعوب، كحملات مكافحة الملاريا بإفريقيا، وشن حملات إغاثية عقب الكوارث الطبيعية للبشر المتضرّرين فى أماكن الصراع، أي تتحول الدبلوماسية الروحية إلى خدمات ملموسة يشعر بها المواطن، وتجعل ولاءه للطرح الجديد للديانة الإبراهيمية. وللتنفيذ على الأرض قامت بعض المنظمات لتسيير رحلات تسمى «درب سيناء» وهي رحلة مشي يقطع المشارك فيها مسافة 220 كيلومترًا خلال 12 يومًا، وتنظمها عدة قبائل بدوية. وتنطلق الرحلة، التي بدأ تنظيمها في عام 2015، من خليج العقبة وتنتهي عند قمة أعلى جبل في مصر، وهو جبل سانت كاترين، وخلالها يتم تفقد البقاع السياحية في مصر، خاصة ما يتعلق منها بالسياحة الدينية كالمزارات والعتبات والأضرحة لأهل البيت والصحابة، والبقعة المباركة الوحيدة في العالم التي كلم الله فيها موسى تكليمًا، ورحلة خروج اليهود هروبًا من فرعون، ورحلة العائلة المقدسة إلى مصر، والأديرة العتيقة فيها ويعتقد المسيحيون عامة أن لمصر موقعًا خاصًا من المشيئة الإلهية حسبما وصفها الكتاب المقدس. فإبراهيم أبو المؤمنين، عاش زمنا على ضفاف النيل، كما أن يوسف أصبح وزيرا لدى ملك مصر. أما موسى عليهم جميعا السلام فقد حصل في مصر علمًا وحكمًا وحكمة. كذلك فإن النبى حزقيال وعد بأن: الرب سيعرف المصريين بنفسه، ويومها سيعرف المصريون ربهم، وبالتأكيد ربط المسيحيون الأوائل بين تلك النبوءة وبين الروايات الإنجيلية عن فرار العائلة المقدسة إلى مصر. ومثل هذه الدعوات وطرح كتاب ديني ليس بالجديد، فعندما يفشل أى نموذج يحاولون طرح نموذج آخر بعد تطويره. فقد حاول الإنجليز نشر مذهب يدعى القاديانية فى الهند، للتقريب بين الديانات الثلاث، ثم ظهرت منذ عدة سنوات فرقة البهائية، وأصدروا كتابًا دينيًا خاصًا بهم، يتضمن مجموعة من التعاليم المشتركة بين الديانات السماوية الثلاث أيضًا، وبرغم الدعم المقدم لهم من قبل إسرائيل وأمريكا، ووجود أهم محفلين للبهائيين بحيفا وأمريكا، فإن نسبة انتشارهم لا تذكر، فبرغم بقائهم فإن أتباعهم ما زالوا أقلية لا تأثير لهم. ببساطة احذروا شعب يثور لكرامة أصغر جندي. لا تلعنوا المحن لأنها كاشفة. يتسابقون على الإفطار وهم لايعرفون الصيام. لا تقترب حين تنبهر، اقترب حين تطمئن. كل عام يرد السد العالي الاعتبار لناصر. إنسانية بعضنا في حاجة للصيانة الشاملة. من مات بالحب عاش حيًا للأبد. كلما زاد ارتفاع الظالم كان سقوطه مروعًا. الدول القوية هى التى تنتج بأكثر ما تستهلك. الفيس بوك يقود الإعلام والرأي العام. ماعندك كرم من الله وما ليس عندك حكمة منه. * نقلًا عن صحيفة الأهرام