قالت إيرينا بوكوفا، الأمين العام السابق لليونسكو ، عضو اللجنة العليا للأخوة الإنسانية: إن العالم يواجه أسوأ أزمة منذ الحرب العالمية الثانية مع عواقب سياسية واقتصادية واجتماعية وإنسانية غير مسبوقة، إذ وصل الآن كوفيد 19 إلى كل دولة، مع ما يقرب من 4 ملايين حالة مؤكدة، وأكثر من 270،00 حالة وفاة في جميع أنحاء العالم، وحتى الآن لم نصل إلى ذروة المرض في أفقر دول العالم، ولا يستطيع أحد توقع ونحتاج من 3 إلى 6 أشهر أخرى لذلك. وتابعت خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد منذ قليل من خلال تقنية الفيديو كونفرانس، بشأن دعوة اللجنة العليا للأخوة الإنسانية ب الصلاة من أجل الإنسانية يوم الخميس المقبل14 مايو، أن هناك أربعة مليارات شخص يعيشون في حالة حظر، والتوقعات للاقتصاد العالمي تزداد سوءًا يومًا بعد يوم، مما يتسبب في حالة بطالة هائلة واضطرابات على جميع المستويات. والأنظمة الصحية في العديد من البلدان تتعرض لضغوط شديدة. وبصرف النظر عن العواقب البشرية المأساوية الذي سببه وباء كوفيد 19، فإن عدم اليقين الاقتصادي، الذي أثاره، سيكلف الاقتصاد العالمي تريليون دولار في عام 2020 ، وفقًا لآخر تقديرات الأونكتاد. وأضافت، تقدر منظمة العمل الدولية أن 1،25 مليار شخص، إما سيصبحون عاطلين عن العمل، أو سيشهدون انخفاضًا في دخلهم، وذلك في جميع أنحاء العالم، وتنبه منظمة الأغذية والزراعة إلى ضرورة ضمان سلسلة الإمدادات الغذائية والإنتاج والتهديد للأمن الغذائي في جميع أنحاء العالم، وفقًا لتوقعات برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، كما يمكن أن يتضاعف عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع الشديد في جميع أنحاء العالم تقريبًا من 135 مليونًا إلى 265 مليوناً. وتلفت إلي أن النتيجة المدمرة هي في الاقتصاد الآخذ في الانكماش وفرص العمل، وزيادة التفاوتات وتصاعد الفقر، والخطر على جهود مكافحة تغير المناخ وضمان المسار المستدام للتنمية. تتعرض عقود من الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاقيات دولية مهمة وتنفيذها لخطر الضياع -خطة التنمية المستدامة 2030 واتفاقية باريس للمناخ. وستكون الأكثر تضررا هي البلدان النامية والأكثر ضعفا من بينها، الذين ليس لديهم أنظمة صحية قوية وقدرة اقتصادية أو مالية للاستجابة لأزمة بهذه النسبة. وغالباً ما وصلت النظم الصحية في البلدان التي مزقتها الحرب والبلدان الخارجة من النزاع إلى نقطة الانهيار التام. وتابعت الأمين السابق لليونسكو: إن العالم يدخل فترة خطيرة للغاية مع عواقب وخيمة على السلام والأمن. فالفيروس لا يعرف الحدود الجغرافية أو السياسية، والأنظمة السياسية للانقسامات العرقية والدينية، ويضرب في كل مكان والجميع، بيد أن الفيروس لا يميز في نطاقه، فإن آثار الوباء ليست موزعة بالتساوي بأي حال من الأحوال. إن الأكثر تعرضًا للوباء الحالي هم الرجال والنساء والأطفال الذين يقعون في مرمى النيران في النزاعات المسلحة -الذين شردهم العنف، والذين يعيشون في البلدان التي تحطمت هيكليًا بسبب سنوات من القتال والتدمير وتآكل الخدمات الأساسية -. وأوضحت أن ما يقرب من 168 مليون شخص حول العالم على الإغاثة الإنسانية بسبب النزاع والعنف والكوارث. وعلى الرغم من أن الآثار الصحية والاجتماعية والنفسية والاقتصادية مرعبة، فإن فيروس كورونا ليس كارثتهم الوحيدة، بل هي كارثة أخرى تلحق بهم، والتحدي الأكبر في وقت السلم الذي واجهته البشرية جمعاء على الإطلاق، لذا فالعمل والتضامن العالميان مهمان جدا. ويحتاج العالم، حسب قولها، إلى قيادة حتى تتمكن البشرية من المرور من أوقات عصيبة بأمل وتعاطف ورعاية لكل فرد. هذه هي القيادة التي أظهرها قداسة البابا فرنسيس وفضيلة الإمام الأكبر -شيخ الأزهر- بدعوة العالم للصلاة من أجل السلام في 14 مايو.