أعلن في تل أبيب مساء أمس السبت عن وفاة إسحق شامير، رئيس وزراء إسرائيل الأسبق، عن عمر ناهز 96 عامًا، ومن المقر أن تقام المراسم الجنائزية لشامير غدًا الأثنين، حيث يسجى جثمانه في ساحة الكنيست، لتمكين جمهور المواطنين من القاء النظرة الاخيرة عليه ثم ينطلق موكب جنازته إلى مقبرة قادة إسرائيل على جبل هرتزل. وكان شامير سابع رئيس وزراء لإسرائيل وتولى نفس المنصب مرتين فى الفترة من عام 1983 حتى عام 1984 ومن عام 1986 حتى عام 1992. ولد شامير في بولندا بتاريخ 15 أكتوبر 1915، وهاجر لفلسطين المحتلة عام 1935، وكانت عائلته تعرف آنذاك باسم "يازيرنيتسكي" وغيره فيما بعد ليصبح "شامير"، ثم انضم إلى منظمة أرجون. عندما حدث الانشقاق بالأرجون في عام 1940 ونجم عن الانشقاق ولادة منظمة شتيرن على يد "ابراهام شتيرن"، إنضم شامير لجناح شتيرن المتطرف ، وعندما قامت القوات البريطانية بقتل ابراهام شتيرن عام 1942، تولى شامير مع اثنين من أفراد عصابة شتيرن زعامة العصابة. انضم شامير إلى جهاز الموساد من الفترة 1955 إلى 1965 وفاز بمقعد في الكنيست الإسرائيلي في عام 1973، وتولى شامير رئاسة الكنيست عام 1977، وأصبح وزيرا للخارجية في عام 1980. عرف شامير بمواقفة اليمينية المتشددة، حيث عارض مؤتمر كامب ديفيد للسلام مع مصر، وعارض الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان، وفي ولايته الثانية أجبر شامير تحت ضغط من جورج بوش رئيس الولاياتالمتحدة الأمريكة أنذاك على الدخول فى مفاوضات السلام مع الفلسطينين، وشارك في مؤتمر مدريد للسلام عام 1991. وفى عام 1990 تعرضت حكومة شامير لواحدة من أهم الاختبارات بعد تعرض تل أبيب إلى القصف بالصواريخ من قبل النظام العراقي، ولم يرد شامير على الصواريخ التي أطلقها الجيش العراقي على بلاده، فقد ألحت الولاياتالمتحدة على شامير أن لا يقوم بالرد على الصواريخ العراقية لكي لا يحدث الرد الإسرائيلي شرخا في التحالف العربي الأمريكي في حرب الخليج الثانية. وبعد إعلان وفاة شامير توالت رسائل النعي من الداخل والخارج لشامير الذى يعرف فى الأوساط العربية ب"مجرم حرب"، وكانت أولى هذه الرسائل من شيمون بيريز من رئيس اسرائيل، ونقل راديو "صوت إسرائيل" عن بيريز قوله إن شامير كان مقاتلا شجاعًا قبل قيام إسرائيل وبعدها، مضيفا أن شامير تفانى في خدمة إسرائيل دولة وشعبا بمنتهى الإخلاص. من جانبه أعرب المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني عن تعازي الولاياتالمتحدة للشعب الإسرائيلي في وفاة رئيس وزراء إسرائيل الأسبق إسحق شامير. وقال المتحدث في بيان صحفي للبيت الأبيض إن شامير سعي - منذ أيام عمله على استقلال إسرائيل وحتى توليه لمنصب رئيس وزرائها - من أجل تعزيز أمن إسرائيل وتعزيز الشراكة بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل. بدوره أعرب الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند عن آسفه لوفاة رئيس الوزراء الاسرائيلى الأسبق إسحق، وقال أولاند فى بيان وزعه الاليزيه أن اسرائيل فقدت اليوم شخصية قوية التزمت منذ سن مبكرة، بتأسيس دولة إسرائيل التى شغل منصب رئيس وزرائها لمرتين.. معربا عن تعازيه للحكومة والسلطات الاسرائيلية. وأضاف الرئيس الفرنسي أن شامير "كان طوال حياته سياسي نشط ، حريص على دور اسرائيل الدولى وأمنها"..مشيرا إلى أنه شامير الذى كان رئيسا للوزراء خلال حرب الخليج الأولى "عندما تعرضت اسرائيل للهجوم على يد الرئيس العراقى الأسبق صدام حسين.. كان شامير قادرًا على إظهار ضبط النفس لحماية بلاده".