أمرت النيابة الإدارية، بإحالة 10 عاملين بمستشفى بلبيس المركزي للمحاكمة العاجلة، لاتهامهم بالإهمال الطبي الجسيم والتقصير في أداء واجبهم الذي ترتب عليه وفاة إحدى السيدات أثناء الولادة بمستشفى بلبيس المركزي. المتهمون هم كلٍ من: طبيب مقيم نساء وتوليد بمستشفى بلبيس المركزي وثلاثة إخصائيات نساء وتوليد بمستشفى بلبيس المركزي ومساعد إخصائي نساء وتوليد بمستشفى بلبيس المركزى و رئيس قسم النساء والتوليد بمستشفى بلبيس المركزي وإخصائي تخدير بمستشفى بلبيس المركزي ورئيس قسم الجراحة العامة بمستشفى بلبيس المركزي وفنية تخدير بمستشفى بلبيس المركزي و ممرضه بمستشفى بلبيس المركزي. وباشرت نيابة بلبيس الإدارية تحقيقاتها في القضية رقم 683 لسنة 2018 بمعرفة المستشار ياسر زغلول تحت إشراف المستشار شريف صفوت، مدير النيابة، بناء على بلاغ مديرية الشئون الصحية بالشرقية بشأن مذكرة الإدارة العامة للطب العلاجي بخصوص فحص شكوى أحد المواطنين عن وفاة إحدى أقاربه يوم 5/ 5/ 2018 بمستشفى بلبيس المركزي اثناء عملية الولادة. وتم تشكيل لجنة للفحص من قبل وكيل وزارة الصحة بالشرقية برئاسة طبيب بشرى بإدارة المستشفيات بمديرية الصحة بالشرقية وعضوية عدد من الأطباء المتخصصين من إدارة المستشفيات بالمديرية ومن مستشفى الزقازيق العام، وتمت الاستعانة باستشاري النساء والتوليد بمستشفى منيا القمح. وكشفت التحقيقات عن دخول إحدى السيدات الساعة 8.15 صباحا تقريبا لمستشفى بلبيس المركزي، بغرض الولادة وعليه تم دخولها للمكان المخصص للولادة وقرر الطبيب المقيم بأن يتم ولادتها ولادة طبيعية على الرغم من أنه كان يجب أن تتم قيصرية بناء على رأى استشاري النساء والتوليد مخالفا بذلك التعليمات الإدارية بشأن التوصيف الوظيفي للطبيب المقيم، كما لم يتم الاتصال بأي إخصائي إلا بعد تدهور الحالة. وقد تبين أن الحالة قد حدث لها انفجار للرحم وتهتك بالمثانة ونزيف داخلي في المكان المخصص للولادة بالمستشفى وقد تم التعامل معها بعمل موجات فوق صوتية (سونار)، وتبين أن الجنين توفى على الرغم من أن المتوفاة في غرفة العمليات من الساعة 9.30 صباحا ًتقريباً ولم يتم البدء في إجراء العملية إلا بعد الساعة 10 صباحا. وكشفت التحقيقات عن عدم وجود إخصائيتي النساء والتوليد المكلفتين بالعمل بنوبتجية السهر عن يوم 5/ 4/ 2018 بأماكن عملهن الأساسية في ذلك اليوم كما قامتا بمغادرة المستشفى قبل حضور البديل لاستلام العمل منهن ودون إجراء تسليم وتسلم وخلو النوبتجية من أخصائي نساء وتوليد الفترة منذ انصرافهن حتى وصول البديل وتأخر البديل (إخصائية النساء والتوليد ومساعد أخصائي النساء والتوليد بالمستشفى )عن الحضور والمنوط بهم الاستلام منهما بعد نوبتجية السهر للعمل في نوبتجية قسم النساء في مواعيد التسليم والتسلم ودون إخطار رئيس القسم أو مدير المستشفى لتوفير بديل وتسببا في وجود فراغ زمني منذ انصراف نوبتجية السهر، مما أدى إلى تأخر إجراء العملية للمتوفاة وتدهور حالتها ووفاتها. كما كشفت التحقيقات عن عدم قيام رئيس قسم النساء والتوليد بالمستشفى بالإسراع لإجراء عملية قيصرية استكشافية للمتوفاة إلا بعد مرور نحو ساعة من دخولها المكان المخصص للولادة بالمستشفى إذ أن الوقت كان طويلا ولايكفي لإنقاذ الأم والطفل أيا كان سبب تدهور العلامات الحيوية ومستوى الوعي مما أدى لعدم انقاذ الطفل وتدهور حالة الأم ووفاتها ، وإهماله في الإشراف على أعمال التسليم والتسلم وعدم المرور على القسم حال حضوره للمستشفى لمتابعة الحالات المرضية والإشراف على الأطباء ومتابعة وجودهم من عدمه وعدم اتخاذه الاجراءات حيال عدم وجود الإخصائي النوبتجي و ضعف الاشراف على البروتوكولات العامة الخاصة بإجراء عمليات ولادة طبيعية وقيصرية ومتابعة الالتزام بها مما أدى لقيام الطبيب المقيم بإجراء عملية ولادة طبيعية يوم 5/ 5/ 2018 بدون وجوده أو وجود أحد الاخصائيين أو الاستشاريين . كما كشفت التحقيقات أيضا عن تأخر رئيس قسم الجراحة العامة بمستشفى بلبيس المركزي في الوصول لغرفة العمليات دون مبرر وعدم قيامه بعمل إنعاش قلبي رئوي للحالة بعد توقف قلبها في أخر العملية وعدم الاستعانة بطبيب عناية مركزة إلا بعد تدهور الحالة مما أدى لوفاتها. كما كشفت التحقيقات أيضاً عن أنه لم يتم تسجيل تطورات حالة المتوفاة تسجيلا واقعيا منذ فترة دخولها غرفة العمليات وأثناء العملية حتى حدوث الوفاة وكذا عدم تدوين أي تعليمات لصرف أدوية أو محاليل مما أدى لخلو التذكرة على الكثير من التفاصيل والإجراءات للوقوف على المراحل التي وصلت اليها الحالة حتى وفاتها كما كشفت التحقيقات عن أنه تم تحرير بيانات مغايرة للحقيقة ببلاغ الوفاة الصادر من المستشفى والموجه لمكتب صحة بلبيس. وقامت النيابة بمواجهة المتهمين بما نسب إليهم كلٍ في حدود اختصاصه وانتهت إلى قرارها المتقدم بإحالة المتهمين للمحاكمة العاجلة.