الأمير نايف رجل أمن وفكر، أكد في أكثر من مناسبة أهمية المواجهة الفكرية لقضايا التطرف والانحرافات وجعل المواجهة الفكرية عبر الأساليب العصرية أساس في العملية الأمنية، ونجح فعلا في تحويل ذلك إلى برامج ومشاريع نوعية وسياسة عامّة للدولة. الأمير نايف بن عبدالعزيز – رحمه الله – حمل راية مواجهة الإرهاب والتطرف ( فكريا ) وأكد في أكثر من مناسبة أهمية مواجهة الفكر بالفكر؛ لذلك أطلقت السعودية برامج فكرية نوعية لمواجهة التطرف والأفكار المنحرفة عبر الحوار والإقناع والمواجهة الفكرية. وتم تحويل رؤيته إلى برامج عملية وواقعية مما أثر بشكل كبير على الجماعات المتطرفة وأدبياتها الفكرية، حيث تم تذويب التجمعات الفكرية وتكتلاتها، وتجاوزت السعودية بقيادة الأمير نايف بن عبدالعزيز، مرحلة المواجهة والرد إلى المعالجة والتصحيح والبناء. فمن البرامج التي انطلقت في السعودية: برنامج المناصحة والرعاية، وهو يتبع مباشرة وزارة الداخلية لكنه يعتني بالجانب الفكري والاجتماعي والنفسي للموقوفين، حيث تتم إعادة تأهيلهم وفق برامج علمية ونفسية مدروسة نجحت في تخريج دفعات ممن تراجعوا عن أفكارهم المتطرفة. برنامج ( السكينة ) وهي حملة إلكترونية متخصصة في تعزيز الوسطية وبناء الشخصية المتوازنة وتتبع وزارة الشئون الإسلامية لكنها تصب في السياق العام الذي أعلنه الأمير نايف وهو المواجهة الفكرية، واستطاعت حملة السكينة محاورة أكثر من 3000 ممن يتبنى أو يتعاطف مع أفكار الغلو وهم موزعون جغرافيا حول العالم، كما استطاعت تقديم محتوى علمي ودراسات وأبحاث حول التطرف والوسطية موجودة في موقع السكينة assakina.com وكان للحملة تأثير في مناقشة الشبهات التي يعتمد عليها أصحاب الأفكار المنحرفة وقدم نماذج علمية للوسطية والاعتدال وكان له تفاعل مع قضايا العالم الإسلامي حيث أسهم في إصدار مقالات علمية تحذر من الاعتداء على دور العبادة إبان أحداث الاسكندرية. أنشأت الجامعات السعودية كراسي بحث متخصصة في معالجة التطرف وإظهار الاعتدال والوسطية، حيث ركزت الكثير من البحوث العلمية على هذه الجوانب التي تدرس أسباب التطرف وأفضل السبل لمعالجتها. رعا الأمير نايف رحمه الله العديد من المؤتمرات العالمية المتخصصة في مواجهة الإرهاب والوقاية منه وكان لها تأثيرا على المستوى العالمي. *الكاتب السعودي عبدالمنعم بن سليمان المشوح - مدير عام حملة السكينة لتعزيز الوسطية