مع اليوم الأول لفتح باب الترشح لانتخابات الرئاسة، وإعداد التوكيلات اللازمة لتأييد المرشحين المحتملين، شكا عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعى مما وصفوه "بالتعنت" من الموظفين بمقار الشهر العقارى عبر حساباتهم على صفحات ال "فيسبوك"، وكانوا يسجلون عليها لحظة بلحظة حماسهم الشديد تجاه أول انتخابات رئاسة تنافسية فى تاريخ مصر منذ عقود طويلة بعد ثورة 25 يناير. وشيئا فشيئا تحول الحماس الذى بدأ جليا مع بداية اليوم إلى إحباط نتيجة للإجراءات والروتين و"التعنت" وسوء المعاملة من قبل الموظفين وغيرها من الأمور التى صاحبت تجربتهم الأولى فى إصدار توكيل لمرشحهم المفضل، حيث رصد البعض قلة عدد الموظفين فى بعض مأموريات ومكاتب الشهر العقارى مما تسبب فى زحام شديد طوال الوقت الذى كانوا يقضونه فى انتظار دورهم، وأشار البعض الآخر إلى وجود حالة من التخبط لدى الموظفين وجهل بعضهم بالإجراءات السليمة لاستخراج التوكيل. وانتقد عدد كبير من أنصار بعض المرشحين مثل خالد على والدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح وحمدين صباحى، ما اعتبروه "تعنتا " من قبل الموظفين الذين أصروا فى كثير من الأحيان على صورة بطاقة المرشح على الرغم من كون ذلك غير ضرورى وفق اللجنة العليا للانتخابات بالإضافة إلى إخبار البعض بعدم وجود توكيلات من الأساس، وأن المأمورية لم تتسلمها بعد وأن عليهم التوجه للمكاتب الرئيسية فيما حددت بعض المأموريات عددا محددا من التوكيلات التى ستقوم بإصداره على مدار اليوم بينما حددت بعض المكاتب عددا محددا من التوكيلات لكل مرشح طوال الشهر. ولم يختلف موقف الحملات الانتخابية كثيرا عن المؤيدين، فقد تلقت بدورها شكاوى شبيهة دفعتها لتوجيه انتقادات لعملية إصدار التوكيلات والارتباك المحيط بها حيث أكدت حملة حمدين صباحي أنها تلقت شكاوى من جهات متعددة من تعنت عدد من موظفى الشهر العقارى فى عمل التوكيلات، مشيرة إلى أن موظفى مكاتب الشهر العقارى بأبوروراش، أوسيم، إسنا، السيوف وبنى سويف أكدوا أن التوكيلات لم تصلهم حتى الآن، وفي طنطا طلب موظف الشهر العقارى توكيلا من المرشح أو من ينوب عنه لاستلام التوكيلات وفى مكتب رشدى بالإسكندرية ومكتب أخميم بسوهاج رفض الموظفون توثيق توكيلات اليوم وأفادوا بأنهم سيعملون اليوم فى التوثيقات العقارية فقط. وأوضحت حملة صباحي أن عددا من موظفي مكاتب القاهرة الكبرى، وسيدى سالم بكفر الشيخ وكفر الزيات، طلبوا صورة من بطاقة المرشح، أما في سمالوط فقد أفاد موظف الشهر العقارى للموكلين بأن المكتب سوف يوثق 200 توكيل فقط لكل مرشح طوال الشهر. ووصفت "الحملة الرسمية للدكتور عبد المنعم أبو الفتوح رئيسا لمصر"الإجراءات التي يتخذها مسئولو الشهر العقاري بأنها تتسم حتى الآن بالتأخر، ووضع عراقيل وصعوبات أمام المواطنين، وأشار القائمون على الحملة إلى أن "محافظة الإسماعيلية شهدت رفض عدد من مقار الشهر العقاري قبول توكيلات من ذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك بحجة أنه غير مسموح لهم عمل توكيلات في سابقة تعد إهدارًا فادحًا لحقوق ذوي الاحتياجات الخاصة وتمييزًا شديدًا وقسوة ضدهم لافتين إلى عدم وجود نماذج التوكيلات في 18 مقرًا من مقرات الشهر العقاري في كل من مقر الشهر العقاري بجنوب الجيزة، والذي يضم البدرشين والعياط، ومقرين بمدينة 6 أكتوبر، ومقر القنطرة غرب بالإسماعيلية، والمقر الرئيسي بكفر الشيخ، ومقر شهر عقاري منيا القمح بالشرقية، وأيضا مقر أرض اللانش ببورسعيد، مشيرة إلى أنه لا توجد أي نماذج للتوكيلات في 11 مقر شهر عقاري بمحافظة الفيوم، كما مارس مكتب الشهر العقاري الرئيسي ببنها ومكتب شبين القناطر محاولات للتضييق على المواطنين بطلب صورة بطاقة الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، بالرغم من عدم الحاجة إلى ذلك في الإجراءات. من جهته أعلن خالد على المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية عن قلقه إزاء التخبط الإدارى فى مأموريات الشهر العقارى، بشأن عمل توكيلات المواطنين التى لا يجب أن تقل عن ثلاثين ألف توكيل في خمس عشرة محافظة بحيث لا يقل عدد المؤيدين في أي من تلك المحافظات عن ألف مؤيد، مشيرا إلى أن عددا كبيرا من المواطنين قد واجهوا مشاكل عدة فى مختلف المحافظات منها التعنت والتعسف الإدارى. وأوضح أنه فى إمبابة لم يجد المواطنون توكيلات من الأساس وفى بعض المحافظات مثل كفر الشيخ، دمنهور والدقهلية، وطالب موظفو مأموريات الشهر العقارى بصورة بطاقة المرشح وهو لا يجوز طبقا للهيئة العليا للانتخابات ، وفى مصر الجديدة، وامتنع الموظفون عن إصدار التوكيلات وطالبت مأموريات أخرى تاريخ إصدار البطاقة. طالب خالد على من الهيئة العليا للانتخابات وضع تعليمات واضحة لإجراءات التوكيلات بحيث لا يكون لكل مأمورية قانونها الخاص، الذى لا يكون له أى صلة بتعليمات الهيئة وإصدار قرار يسمح للمواطنين المصريين المقيمين بالخارج بالسماح لهم بالمشاركة فى تلك المرحلة الهامة، كما طالب بندب موظفى الشهر العقارى إلى مقرات المرشحين للحصول على توقيعات أنصارهم وذلك تسهيلا لكبار السن وذوى الاحتياجات الخاصة، محذرا من هذا الارتباك الذى قد يؤدى إلى التأثير على مجريات العملية الانتخابية.