تتعرض الجزائر هذه الأيام، لأعنف موجة برد في تاريخها الحديث بسبب استمرار التساقط الكثيف للثلوج الذي عم البلاد لأول مرة منذ عشرين عامًا، ليصل حتى المناطق الصحراوية، مما استدعى تدخل الجيش الجزائري لوضح حد لمخاطر الأحوال الجوية، وأدت العواصف الثلجية التي لاتزال مستمرة منذ أسبوع إلى وقوع عشرات القتلى ومئات الجرحى والمفقودين، وهلاك العشرات من المواطنين نتيجة الاستخدام السيئ للغاز. كما تسببت موجة البرد في شلل تام لمعظم الطرق الرئيسية للبلاد، فيما أدت الثلوج إلى وقوع انهيارات لعدد من المباني والبيوت التي حاصرتها الثلوج، وحذر خبراء الأرصاد الجوية من أن تؤدي موجة الثلوج التي من المتوقع استمرارها إلى عدة أيام أخرى في وقوع المزيد من القتلى، خصوصا أن الثلوج لاتزال تحاصر العديد من المدن الجزائرية التي باتت تعاني عزلة بسبب انقطاع التيار الكهربائي، وندرة أسطوانات الغاز الطبيعي وهو ما دفع بالمواطنين إلى الاحتجاج. وكان المتشردين وسكان البنيات الهشة في الجزائر الضحايا الأكبر لموجة البرد الشديدة، فقد سجلت مصالح الحماية المدنية الجزائرية وفاة العديد من المتشردين في الجزائر بسبب البرد، وانتشلت مصالح الأمن جثث المتشرد المتوفين بردا، داخل خيامهم، كما أدت العواصف الثلجية إلى وفاة طفل يبلغ من العمر 4 سنوات بعد أن حاصرته الثلوج، كما تسببت موجة البرد التي عرفتها مدينة وهران في وفاة رضيع حديث الولادة بمصلحة الولادة، كما تم العثور على شيخين واحد يبلغ من العمر 59 سنة، والآخر65 سنة في حالة اختناق بالغاز.