أعلنت دائرة "الحماية المدنية" في الجزائر، أن 25 شخصاً قتلوا بسبب سوء الأحوال الجوية التي تشهدها مناطق شمال البلاد وشرقها ووسطها منذ ثلاثة أيام. وقتل 15 شخصاً اختناقاً بغاز أوكسيد الكربون المنبعث من وسائل التدفئة، فيما قضى عشرة أشخاص في حوادث سير متفرقة. وأكد ناطق باسم "الحماية" أنه "تم تجنيد أربعين ألف عنصر قاموا بأكثر من 7200 تدخل خلال الأيام الثلاثة الماضية التي شهدت تساقط أمطار غزيرة وثلوج كثيفة في مناطق شمال البلاد وشرقها". وأضاف أن "عشرة أشخاص قتلوا وأصيب 45 في 15 حادث سير، وتوفي 15 شخصاً اختناقاً، وأنقذ ثمانية من الموت بغاز أوكسيد الكربون". وأصدرت مصالح الأرصاد الجوية الجزائرية نشرة خاصة تحذر فيها من تساقط كثيف للثلوج في 19 ولاية من أصل 48 ولاية جزائرية، متوقعة أن تبلغ سماكة الثلج 40 سنتيمتراً. وأحدثت الثلوج أزمة استدعت تدخل الجيش لفك العزلة وإجلاء السكان في مناطق عدة، مثل ولايتي تيزي أوزو والبويرة. وأغلقت العواصف الثلجية أكثر من مئتي طريق سريعة وفرعية، ما أحدث زحمة سير خانقة وتسبب بندرة في الحليب والخبز والغاز، كما تعطلت خطوط سكك حديد، وشُلّت حركة المطارات. وقال موظفو الأرصاد الجوية الجزائرية إن الجزائر لم تعرف موجة ثلوج كهذه منذ عشرين سنة، إذ انخفضت الحرارة إلى ما يقارب العشرة تحت الصفر في المناطق الداخلية المرتفعة. وطالت العاصفة مدناً ساحلية، فبدت العاصمة الجزائرية بيضاء، بل "اسماً على مسمى"، كما يقول سكان مبتهجون رغم كل شيء بالمنظر الساحر، وذلك على اعتبار أن الجزائريين يسمون عاصمتهم "الجزائرالبيضاء" بل يدللونها بتسمية "البهجة" وهم اليوم يبتهجون ويندهشون للقاء البحر بالثلج ويتهافتون على تصويره.