بعد أن تداول العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورًا يقال إنها للفنانة الكبيرة آمال فريد، التي تردد أنها ظهرت بأحد المقاهي بوسط البلد، ويبدو عليها التغير الكبير في ملامحها التي ترك الزمن والمرض آثاره عليها بشكل واضح. وأكد بعض النشطاء الذين تداولوا هذه الصورة أنهم تحدثوا إليها، وقالت إنها تعاني من الوحدة وإهمال أسرتها ومحبيها لها، الأمر الذي أدى لإصابتها بحالة نفسية سيئة، بالإضافة إلى إصابتها بفقدان ذاكرة مؤقت. . وقد وقفت "بوابة الأهرام" على حقيقة ما نشر والتقينا بالفنانة القديرة آمال فريد، والتي وجدناها ما زالت تتمتع بروح الفكاهة، وتعلو وجهها الابتسامة المرحة، فهي ما زالت رقيقة كالنسمة تسبح في الفضاء، وقد استمتعنا كثيرًا بالحديث معها، ولكنها تعاني حالة بسيطة من النسيان؛ بسبب تقدم العمر، ولكنها في المجمل تتميز بالاتزان العقلي، ولديها حالة كبيرة من الوعي لما يدور حولها، حيث أعربت عن استيائها الشديد لما نشر عنها في الجرائد والمواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي. ونفت الفنانة الكبيرة كل ما نشر عنها، وقالت إن تلك الصور التي نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي قد التقطت لها وهي جالسة بمقهى الأمريكين في منطقة وسط البلد، حيث هناك ذكريات جميله تربطها بهذا المكان؛ لأنها ترغب في التجول بحرية داخل مصر، إلا إنها فوجئت بحملة إعلامية تنال من سمعتها، وتتهمها بأنها فقدت عقلها، وأنها تتسول بشوارع القاهرة، وتتساءل الفنانة في دهشة: لمصلحة من يتم تشويه سمعة فناني مصر ورموزها؟ آمال فريد تبلغ من العمر 74 عامًا؛ حيث إنها من موالديد "عام 1943" بمنطقة السكاكيني بالعباسية، حاصلة على ليسانس آداب قسم إنجليزي جامعة القاهرة، ولم تعلن اعتزالها التمثيل، وتزوجت من طبيب مصري كان ينتقل بين موسكو ولندن والقاهرة، فعاشت معه هناك، ثم عادت لتكمل حياتها في مصر، حسبما صرحت به ل"بوابة الأهرام". أول بطولة مطلقة لها كانت مع الفنان عبدالحليم حافظ، وكانت قد دخلت الفن عن طريق تنظيم رحلة مدرسية لأستديو النحاس، واكتشفها المخرجان عزالدين ذوالفقار، ورمسيس نجيب. أول عمل لها كان أمام الفنانة فاتن حمامة في فيلم "موعد مع السعادة"، ثم انطلقت بعد ذلك في السينما لتقوم بالبطولة أمام الفنان عبدالحليم حافظ. وفيما يلي نص الحوار مع الفنانة القديرة آمال فريد: * اسمحي لنا أن نفتح خزائن ذكرياتك وبداية مشوارك الفني.. ونسألك عن موقف والديك من عملك بالفن؟ وبداية دخولك هذا المجال؟ ** كنت أواجه صعوبة شديدة في إقناعهم، وكان والدي يعمل مهندسًا معماريًا، وقامت الفنانة القديرة فاتن حمامة، والمخرج رمسيس نجيب بإقناع والدي بالعمل معهما في فيلمهما "موعد مع السعادة"، وأخذت من والدي وعدًا بالعمل في السينما، بعد حصولي على شهادة الثانوية العامة، وبعد ذلك نظمت المدرسة رحلة إلى أستديوهات النحاس، وكان يجري تصوير مشهد من فيلم "جعلوني مجرمًا" بطولة الفنان فريد شوقي، خلال انقلاب سيارته به، فلم أتحمل المشهد وصرخت، فنظر إليَّ المخرج عزالدين ذوالفقار وقال: هذه فتاتي القادمة، وأسند إليَّ دورًا مع الفنانة العظيمة سيدة الشاشة فاتن حمامة في فيلم "موعد مع السعادة"، وتوالت عليَّ الأعمال، إلا أن الأسرة والمدرسة رفضوا أن أعمل إلا بعد حصولي على شهادة الثانوية، وبعد ذلك التحقت بكلية الآداب قسم إنجليزي جامعه القاهرة، ثم عملت مع عبدالحليم حافظ عددًا من الأفلام، ثم عملت مع عمر الشريف، وتوالت أعمالي مع كبار الممثلين من النساء والرجال. * ما هو أول لقاء جمعك مع الفنان عبدالحليم حافظ؟ خلال دراستي بمدرسة العباسية الثانوية حضرعبدالحليم حافظ لزيارة محمد الموجي؛ حيث كان مسئولًا عن معمل المدرسة، وتوجهت للعندليب الأسمر لمصافحته، وحينما شاهدتني الناظرة نهرتني وقالت لي: لو كتب عنك كلمة واحدة في الصحافة قبل حصولك على الثانوية العامة، لا تأتي هنا مرة أخرى. * هل كان لديك صداقات داخل الوسط الفني؟ كانت فاتن حمامة صديقتي، وكنت أحبها كثيرًا، وكنا نتحدث في أمور كثيرة خلال تصويري معها فيلمي الأول "موعد مع السعادة" بالفيوم، وكان أول لقاء لنا سألتني هل تحبين السينما فأجبتها "لا"، "أحبك أنت" فقبلتني وأصبحنا من يومها أصدقاء. * وماذا عن علاقتك بماجدة ومريم وشادية وغيرهن من الفنانات؟ ** عملت مع الفنانة الجميلة شادية في فيلم "التلميذة"، وأمينة رزق ونيلي مظلوم، وكانت الفنانة ماجدة رقيقة ولديها إحساس عال في التمثيل، وعملت معها في فيلم "أيام وليالي" وتمتعت كثيرًا بالعمل مع ماجدة وعبدالحليم حافظ، وبرغم عدم مشاركتي في أعمال تضم الفنانة مريم فخر الدين إلا أن دورها في فيلم "رد قلبي" كان من أروع الأدوار، وجميع الفنانات والفنانين القدامى كنت أحبهم كثيرًا، ولكن لا تربطني بهم علاقات صداقة؛ لأني تزوجت صغيرة وسافرت. * وما هي المواقف التي دفعتك لقبول الزواج من رجل من خارج الفن؟ ** رشحه لي خالي ولم أرفض وتزوجنا سريعًا. * ما أكثر الأفلام التي حققت نجاحات كبيرة؟ وما الفيلم الأقرب إلى قلبك؟ ** أفلام عبدالحليم حافظ؛ لأنها تتميز بالطابع الرومانسي وعمر الشريف، والأقرب إلى قلبي "بداية حب" و"أيام وليالي" مع عبدالحليم، و"بداية ونهاية" مع الفنانة سناء جميل، وفي الحقيقة كل أعمالي أحببتها. وقد فجرت الفنانة الكبيرة آمال فريد مفاجأة؛ حيث أكدت أنها كانت ستؤدي دور الفنانة ميرفت أمين في فيلم "أبي فوق الشجرة"، وقالت إنها بالفعل قامت بكتابة العقد، وتسلمت جزءًا من مستحقاتها المالية، إلا أنها اعتذرت في اللحظات الأخيرة، وأعادت الأموال بسبب طلب زوجها السفر المفاجئ. * كيف تعيشين ومن أين تنفقين؟ ** لدي معاشي من النقابة ومن زوجي، ولدي ما يكفيني، وأقيم في شقتي التمليك بالزمالك، وليست في وسط البلد - كما أشيع عني – واستأت كثيرًا من الشائعات التي قيلت عني فبعض الصحف أساءت لي وشوهت صورتي أمام الناس، وتحدثوا عني على أساس أنني أتسول بالشوارع دون تيقن وتحقق؛ مما جعلني أتألم كثيرًا؛ فأنا لا أريد إلا العيش في هدوء. * هل تعيشين بمفردك؟ ** أنا لست بمفردي؛ لأن ربنا موجود معي في كل مكان، ولدي عائلتي التي تزورني دائمًا، مشيرة إلى أن لديها أخًا متزوجًا، ويقيم بمنطقة مصر الجديدة، ولديه أبناء وأحفاد، ويتبادلون الزيارات، وأن لديها بنتين يقيمان في أمريكا وهما منال ومشيرة. * هل حقًا الفنان رشدي أباظة حاول مغازلتك؟ ** لا لم يفعل، فقد عملت معه في فيلم "امرأة في الطريق" بطولة الفنانة هدى سلطان، وشكري سرحان، ولم يتعرض لي أي فنان داخل الوسط الفني نهائيًا، بل جميعهم كانوا يتعاملون مع بحب. * ماذا لو طالبت نقابة المهن السينمائية تكريمك.. هل توافقين وتتوجهين إليهم؟ ** لا أوافق؛ لأنها كانت فترة عمل في حياتي وانتهت، وماذا جنيته من الصحافة ووسائل الإعلام سوى تشويه صورتي أمام الناس وتحدثوا عني علي اساس اني بتسول بالشوارع، فأنا لا اريد الاقتراب من احد ويكفيني أهلي فقط. * وعن رأيها في الرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي؟ ** قالت الفنانة آمال فريد إنني أحبه وأحترمه، وأقدر كل الجهود التي يقوم بها من أجل النهوض بمصر ومحاربة الإرهاب. ويذكر أنه بعد أن ناشد عدد من النشطاء الدكتور أشرف ذكي نقيب المهن التمثيلية، سرعة التدخل، وإنقاذ رمز من رموز الزمن الجميل، أصدرت نقابة المهن التمثيلية بيانًا حول هذا الموضوع جاء فيه: "إن فناني مصر الذين منحوا الفن حياتهم وإبداعهم، ورفعوا من شأنه، وسطروا في تاريخه أروع الصفحات، يأتون في مقدمة اهتمامات النقابة وأولوياتها؛ سواء كان هؤلاء الفنانون مازالوا يمارسون العمل، أو اعتزلوا؛ لذا تولي النقابة اهتمامًا خاصًا بما تردد عن الحالة الصحية والمعنوية للفنانة والنجمة المعتزلة آمال فريد، وتؤكد تحركها وسعيها الآن لتوفير كل ما تحتاجه الفنانة القديرة من رعاية على كافة المستويات؛ تقديرًا لتاريخها وأدوارها التي لا تنسى؛ كإحدى نجمات السينما المصرية في زمن الفن الجميل".