«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



طبيبة نفسية..تطهو بمهارة وقابلت جيفارا.. أسرار سيدة الشاشة!
نشر في محيط يوم 18 - 01 - 2015


زكي طليمات: فاتن حمامة تشبه صندوق آلة الكمان
أول ممثلة مصرية تترشح للأوسكار..ومثلت فيلمين عالميين
أزعجها مقال لمصطفى أمين ثم تحول الغضب إلى "كريزة" ضحك!
"هى ممثلة مركبة تمثل بإتقان يقارب حد الاعجاز" هكذا وصف الأديب الكبير الراحل خيري شلبي سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة التي رحلت عن عالمنا، وتركت الحزن يسيطر على القلوب.
وصفها الناقد السينمائي الكبير عبدالنور خليل في كتابه، قائلاً: "إن هذه السيدة النحيلة الرقيقة حجما ومظهرا قد سيطرت علي وجدان المتفرج وخلقت في ذهنه صورة نموذجية للأخت أو الحبيبة أو الزوجة التي تفرض عليه أريحيته وشهامته أن يحميها من أي شر يتهددها أو يدفع عنها أي ضرر يقع عليها".
إنها الفنانة التي اختارها الجمهور والنقاد بإرادة حرة لتحمل لقب "سيدة الشاشة العربية".. لم تسع هي إلى ذلك ولكن عطاءها هو الذي حقق لها تلك المكانة، وكانت فاتن حمامة، الدكتور النفسية لجمهورها.. حيث كان يأتي لها عدد كبير من "الجوابات" مليئة بعدد من الإستفسارات عن الحب وخاصة من البنات، وكانت فاتن تحاول أن تجاوب على كل الأسئلة.
فاتن حمامة والعصر الذهبي للسينما
رحلة ممتعة وحافلة بالأسرار يأخذك إلى عالمها المثير الناقد السينمائي الكبير عبدالنور خليل في كتابه "فاتن حمامة والعصر الذهبي للسينما".
في هذا الكتاب تقترب كثيرا من فاتن حمامة، ليفصح عن العلاقة الوثيقة بين فن السينما وفنون الصحافة.
ظهر نجم فاتن حمامة لأول مرة علي غلاف مجلة "المصور" ، فقد نشرت صورتها علي الغلاف، وهي ترتدي زي ممرضة كملاك من ملائكة الرحمة، وكانت المجلة قد نظمت مسابقة لاختيار أجمل طفلة، رأي صورتها المخرج السينمائي الكبير محمد كريم فكادت الصورة أن تنطق "أنا أنيسة يا أستاذ كريم" ليبدأ المخرج الكبير رحلة البحث عن فاتن لتلعب دور أنيسة الطفلة في فيلم "يوم سعيد" أمام محمد عبدالوهاب.
واستطاع كريم أن يقنع والد الطفلة الذي كان يعمل ناظرا لإحدى المدارس في المنصورة بأن تلعب فاتن دور أنيسة، ونجحت بالفعل فاتن في تجسيد الدور، وأصبحت مشهورة إلى حد أن الناس كانوا يلاحقونها كلما مشت في شوارع المنصورة ذاهبة إلى المدرسة أو عائدة منها فاتخذ والدها قرارا بأن تتفرغ لدراستها، وقد أحس أن "أنيسة" أفسدت علي ابنته الصغيرة حياتها.
يرصد الكاتب أثر هذا الاختفاء القسري لفاتن من خلال مذكرات شيخ المخرجين الراحل محمد كريم فيقول:
لما انتهي دور فاتن في "يوم سعيد"، وفي اليوم الذي أكملت فيه آخر لقطة شعرت بحزن وأسي، فقد أيقنت وأيقن الجميع أننا إزاء موهبة، وأن علينا أن نستغل هذه الموهبة، أشرت على عبدالوهاب أن يتعاقد معها لا لفيلم واحد بل بصفة دائمة، وفعلا تعاقد معها لمدة سنتين بمرتب شهري، لكن للأسف مضي شهر.. وسنة وسنتان بل سنوات كثيرة، ولم تظهر الطفلة العبقرية فاتن حمامة في السينما، مضت هذه الطفولة الرائعة دون أن يستغلها أحد، مضت كطيف سريع الظهور.. سريع الاختفاء".
ويبدو أن هذا الشعور العميق بموهبة فاتن هو ما دفع محمد كريم بعد ذلك بعدة سنوات إلي محاولة إقناع والدها بظهورها في السينما من جديد لتعود فاتن إلي السينما في فيلم "رصاصة في القلب" لتمثل دور الأخت الصغري لراقية إبراهيم، وكان الفيلم من بطولة محمد عبدالوهاب، وكانت عودة فاتن هذه المرة إيذانا ببداية الرحلة الطويلة التي قطعتها صعودا إلي القمة والانفراد بالبطولة في عشرات من أفلام العصر الذهبي للسينما في مصر والعالم العربي.
والتحقت فاتن بمعهد التمثيل عام1944 فكانت بين أعضاء الدفعة الأولي، وكان زكي طليمات قد أنشأ المعهد بعد عودته من بعثة لدراسة التمثيل في فرنسا، وكانت فاتن أشهر من التحقوا به، ولكنها اضطرت لتركه قبل أن تكمل دراستها، وذلك تحت ضغط العمل كنجمة سينمائية تصعد إلي القمة بسرعة الصاروخ.
وقد اجتذبت فاتن اهتمام أستاذها الفنان زكي طليمات فسجل في كتابه "ذكريات ووجوه" الذي لقاءه الأول بفاتن حمامة وهو البورتريه الذي حرص عبدالنور أن يضمه إلى عدة بورتريهات أخرى لفاتن.
فاتن "عروسة" غالية!
يقول زكي طليمات عن فاتن: "رأيت شيئا دقيق الحجم، ينمو بحساب دقيق، ويؤلف قطعة من فتاة وسيمة، وجه صغير بالغ الوسامة كوجه العرائس الغالية، تتحرك فيه وبلا انقطاع عينان واسعتان يكمن وراءهما قلق يدق وفضول لا ينقطع، وأشرت قائلا:"تعالي هنا يا عروسة"، وقفت صاحبة الوجه الذي يشبه العروسة وهي تحتج: "أنا مش عروسة يا أستاذ". قلت: "طيب ما تزعليش، بكرة تبقي عروسة..
اسمك إيه؟
- فاتن حمامة
- لازم تعرفي بأة تطيري يا شاطرة؟!
- يعني إيه؟
- مش أنت حمامة؟!
- لا أنا فاتن!
ويصور قلم زكي طليمات ثقة فاتن في نفسها، وقوة شخصيتها علي حداثة سنها ويصف إحساسها بالكلمة فيقول: "إنها تحس ما تقوله إحساسا عميقا، يرتسم علي كل أعضاء جسمها مثل صندوق آلة الكمان أو العود الذي يهتز بكل كيانه عندما تلامسه ريشة العازف".
"كان لديه احساس عال"، هكذا وصفت فاتن حمامة المخرج الكبير هنرى بركات مؤكدة "كان بيننا تفاهم كبير، وكنا نذهب الى البلاتوه" فرحانين "مثلا فى أفلام مثل "الحرام" و"دعاء الكروان" كانت هناك شاعرية غير عادية رغم أن القصص نفسها تحمل قدرا من المآساوية، لكن بركات كان شديد الشاعرية فى التعامل مع الواقع، وكان يرفض تصوير القذارة فى القرى، كان يصور الأشجار ويقول أن الواقعية ليست أن نشعر الناس بالقرف" كما ذكر الكاتب الصفى عبد النور خليل فى كتابه "فاتن حمامة والعصر الذهبى للسينما".
فاتن والأوسكار
هي أول ممثلة مصرية تترشح لجائزة "الأوسكار" عن دور "آمنة" في فيلم "دعاء الكروان" فهذا أول فيلم مصري يصل إلي التصفية النهائية لمسابقة "الأوسكار" لأحسن فيلم ناطق بلغة أجنبية، وتبعه فيلم المخرج عاطف سالم "أم العروسة" بعد ذلك بأربعة أعوام ولم يتكرر هذا مرة أخرى في تاريخ السينما المصرية إلي اليوم.
ومن الطريف أن نعلم من كتاب عبدالنور أن المطرب الكبير فريد الأطرش كان هو "المرشح للدور الذي لعبه الفنان أحمد مظهر في دور مهندس الري الذي أحبته آمنة وهنادي"! ولكن عندما بدأ يوسف جوهر في كتابة الصفحات الأولي من السيناريو للفيلم عن رواية عميد الأدب العربي طه حسين "دعاء الكروان" أخذت القصة مسارا آخر بعيدا عن فكرة الفيلم الغنائي.
ويبرز دور الصحافة الفنية في تكريم مجلة "الكواكب" لفاتن حمامة والمخرج هنري بركات في الحفل الذي أقيم لهما في دار الهلال وصدور "الكواكب" وهي تحمل على غلافها صورة شهادة ترشيح "دعاء الكروان" لجائزة الأوسكار وصورة فاتن في أحد مشاهد الفيلم، وذلك بعد عدة مقالات كتبها عبدالنور في "الكواكب" مطالبا باستخراج شهادة الترشيح للأوسكار من مخازن وزارة الثقافة واستطاع بالفعل الحصول عليها لتتسلمها فاتن من الكاتب الكبير فكري أباظة في حفل بدار الهلال ومعها المخرج هنري بركات.
وقد أطلت فاتن علي السينما العالمية فمثلت في فيلمين هما فيلم "القاهرة" الذي شاركت فيه الممثل العالمي "ركس هاريسون" وزميله "إريك جونسون" وصورت كل مشاهده في مصر بين القاهرة والأقصر ومعابدها، كما شاركت في فيلم آخر "صراع الملعونين"، من إخراج جورج بنتلي والنجم الإنجليزي جون جريجسون.
فاتن وجيفارا!
كان أحمد بهاء الدين الكاتب الكبير يرى كما يري الكثيرون أن فاتن حمامة رمز من رموز السينما المصرية على مستوى العالم، لذا فقد حرص دائما علي أن يدعوها في كل المناسبات المهمة عندما كان رئيسا لمجلس إدارة "دار الهلال" ورئيسا لتحرير "المصور"، وقد دعاها لحفل رسمي عندما جاء إلي القاهرة الثائر الأشهر "تشي جيفارا".
وقد أبرز عبدالنور الحوار الذي دار بين فاتن وجيفارا فقال: "حدثته فاتن عن آخر أفلامها وقتذاك "الحرام"، وكيف قامت فيه بدور الفلاحة التي تترك أسرتها وترتحل ضمن أنفار الترحيلة الذين يعملون في أراضي أحد الإقطاعيين وتتعرض للظلم والقهر وتموت في نهاية مأساوية، وفي رده كان جيفارا قاطعا لم يكن يؤمن بأن السينما عندما تعالج واقع الفقراء من الناس العاديين يمكن أن تضيف شيئا إلى الثورة، بل يجب أن تتبنى موقفا واضحا ضد الاستعمار والقهر وتحرض على الثورة"، وقد كان الحوار بين فاتن حمامة وجيفارا واحدا من أهم العناصر التي تناولها أحمد بهاء الدين في مقال شامل عن جيفارا.
ليست الفتاة الضعيفة
المفاجأة التي يكشف عنها الكتاب: "فاتن في حياتها الخاصة ليست الفتاة الضعيفة المسكينة المظلومة الحق التي تظهر علي الشاشة في معظم أفلامها، ليست الفتاة المهضومة الحق، المسلوبة الإرادة التي تترك الظروف المحيطة بها تقسو عليها وتسلبها حقها في الحياة الكريمة أو السعيدة، إنها فتاة عاقلة في الحقيقة والواقع لا تندفع في تصرف، فتاة حازمة تمتلك إرادة حقيقية ونظرة ثاقبة إذا أرادت شيئا حققته دون حساب الصعاب والأقاويل مادامت مؤمنة بصحته وأن حقها في الحياة السعيدة مادام دون إيذاء الغير والآخرين في ظل الحب والاحترام وتبادل التقدير والإعجاب".
ويضرب الكاتب مثالا لذلك من حياتها الخاصة، فعندما صدمت في حبها الأول فلم تجد صورة ما رسمته في أحلامها من صورة فارس الأحلام في زواجها من المخرج المبدع الراحل عزالدين ذوالفقار، غالبت أحزانها ومثلت في هذه الفترة "خمس سنوات" حوالي 43 فيلما، حاولت أن تتمسك بزواجها خاصة أنها كانت قد عارضت رغبة أسرتها وتزوجته وأثمر هذا الزواج طفلة جميلة هي نادية ذوالفقار، لكن فاتن التي مثلت من إخراج زوجها أفلام: "موعد مع الحياة" و"موعد مع السعادة" و"خلود" لم تستطع بالفعل أن تجد سعادتها فاتخذت قرارا بالانفصال.
وعندما التقت بعمر الشريف في فيلم "صراع في الوادي" ليقف أمامها كممثل لأول مرة وتحابا انتصرت لحبهما في النهاية رغم العواصف التي تفجرت قبل هذا الزواج وبعده، كان من حقها أن تحقق أملها في حب كبير، لقد أصرت فاتن على أن تنهي تعاستها بإرادة حقيقية حديدية".
تحمل اسم دمية!
قالت سيدة الشاشة العربية : "إن والدتها حين أنجبتها ظلت هي ووالدها حائرين في اختيار اسم لها وفجأة جاء أخيها منير إلى فراشها ووضع العروسة بجوارها كهدية منه لها، وعلى الفور أطلقت والدتها اسم العروسة عليها".
كما تحدث المؤلف عن لقاء فاتن مع رائد الفضاء "جا جارير" واستقبال الجمهور السوفيتي لها، حيث عرض أحد أفلامها في (2000) دار عرض في روسيا .
لثغة الراء
كانت فاتن لثغة في الراء، وكان زكي طليمات يساعدها في حل تلك المشكلة خلال وجود فاتن بالمعهد، فبدأ شخصيا يعطيها دروسا في الإلقاء ويلقنها مخارج الألفاظ، وفي النهاية استطاع أن يخلصها من اللثغة وجعلها تنطق حرف الراء دون صعوبات، وتحدث عبدالنور عن دور زكي طليمات في إنشاء المعهد.
قصة المقال الذى أزعج سيدة الشاشة العربية
من طرائف ماكتب مصطفى أمين ذات مرة فى مجلة الجيل الجديد أوائل سنوات الستينيات من القرن الماضى مقالاً بعنوان " أكتب لكم من سرير فاتن حمامة "..
قرأت سيدة الشاشة العربية العنوان ، وغلت الدماء فى عروقها واستشاطت غضباً وهى الرقيقة المهذبة مما دعاها للذهاب إلى مكتب مصطفى أمين وخاطبته بلهجة لم يعهدها مصطفى أمين فيها من قبل لا فى حياتها العادية ولا على الشاشة الفضية حين قالت :
كيف تسمح لنفسك أن تسئ إلى سمعتى ؟ إننى ظللت طوال سنوات حياتى أحافظ على سمعتى ولم أسمح لأحد بأن يدنسها ، كيف تدّعى أنك نمت فى سريرى ؟، فدعاها أمين إلى قراءة المقال
وبدأت فاتن حمامة فى القراءة حتى إذا ما انتهت من القراءة أصابتها "كريزة " من الضحك المتواصل ، وأبدت اعتذارها للصحفى الكبير ..
كتب مصطفى أمين فى سطور مقاله أن ظروفاً صحية استدعته لأن تُجرى له عملية جراحية فى مستشفى الجراح الشهير الدكتورعبد الله الكاتب ، واختار الطبيب لمريضه غرفة فى وسطها سرير صغير ، وقال له :
هذا السرير كانت ترقد فيه منذ أيام الفنانة فاتن حمامة وقت أن كانت تجرى عملية جراحية .. نظر مصطفى أمين إلى السرير الذى كانت ترقد فيه فاتن حمامة وقت علاجها وتعجب من صغر حجمه ..
ورأى مصطفى أمين أن السرير لا يكاد يسعه فمن المستحيل أن يتقلب عليه بجسده الضخم دون أن يسقط على الأرض ، وهنا تفتق ذهنه جال بالكتابة عن هذا الموضوع بأسلوبه الصحفى المعروف بالإثارة والجمال .. وكتب المقال الذى نشرته مجلة "الجيل الجديد" عن هذا السرير وحمل المقال العنوان الذى أحزن فاتن حمامة !
مجنون فاتن
فى إحدى المجلات الفنية عرضت الفنانة القديرة فاتن حمامة خطابات معجبيها، حيث أرسل معجب خطاب يقول فيه لفاتن:
"والدى يملك محل بقالة فى المركز و20 فدانا وطاحونة، وأنا وريثه الوحيد، وقد نلت الشهادة الابتدائية، واشتغلت مع والدى فى المحل بالنهار، أما فى الليل فأنا أكمل دراستى، فإذا قبلت الزواج منى، فإننى سأتمم دراستى بسرعة لأصبح جديرا بك، أما إذا رفضت وأهملت الرد علىّ كما هو عادتك، فسأمتنع عن الدراسة، بل سأترك والدى، وأهجر بلدى، وأهيم على وجهى فى هذه الدنيا، وأكتب قصة حبى تحت عنوان (مجنون فاتن) ليرويها التاريخ للأجيال القادمة كما روى قصة مجنون ليلى".
آراء ومواقف
ترى أنه على الفنان أن يحاول دائما أن يقدم اعمالا تساعد المجتمع علي التقدم.. وأن يقدم اعمالا تلقي الضوء علي مشاكل الناس وهمومهم, خاصة الفئات الاكثر ضعفا.. والفنان يؤدي واجبه تجاه مجتمعه من خلال فنه.. وليس ان يشترك في مظاهرة..
وعن أسعد أيام حياتها تقول: يوم أكتوبر يوم العبور.عندما قال الرئيس" الراحل انورالسادات فى مجلس الشعب عبرنا هذا اسعد يوم في حياتى.
تواصل: انا فاكرة يوم ما بدأت الحرب كلنا ذهبنا نساعد فى المستشفيات الكل كان ملتزما كان كل العربات تترك جانب الطريق السريع لعربات الاسعاف لنقل الجرحى كل المصريين كانوا يدا واحدة فى هذا الوقت معدن المصريين اصيل وقوى وينهض دائما فى الازمات.
كانت ترى أن الزحمة الشديدة دائما تغير سلوك الانسان وتحوله الى كائن عدوانى؛ تقول: التجارب العلمية ناقشت هذا المعنى فى المعامل العلمية هناك تجربة معروفة عن سلوك الفئران تم وضع اربعة فئران فى قفص صغير فكان سلوك الفئران يتسم بالهدوء فى الحركة وفى تناول الطعام وبعد فترة اضافوا عشرة فئران فى نفس المساحة فتغير سلوكهما تماما الى العصبية والعدوانية والشراسة هذه هى اخلاق الزحام.
عن "الطبخ" تقول: "طبعا اطبخ. ربما لا أقف على النار. إنما لا توجد وصفة يتم طبخها فى البيت إلا على طريقتى.. لا اصنع أكلا معقدا، إنما صحيا وطعمه لذيذ جدا، وابتعد عن الإكثار من السمن والزيت تماما".
وعن صفات الفنان الحقيقي ترى أنه: لابد أن يكون منصتا. عارفا. سامعا. ليس من المفروض أن يكون الفنان فى حياته اليومية (متكلما) طوال الوقت، ولكن ينبغى عليه الاستماع والملاحظة اغلب الوقت.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.