بدأ الأوكازيون الشتوي وسط تخوفات وتكهنات من تداعيات الاحتفال بمرور عام علي ثورة 25 يناير ولم تأت هذه التخوفات من فراغ، فللمرة الثانية علي التوالي يتزامن بدء فعاليات الأوكازيون الشتوي الذي ينتظره التجار لكسر حدة الركود التي تخيم بظلالها علي الأسواق مع اضطرابات لا يحمد عقباها، خصوصًا علي منطقة وسط البلد بالقاهرة والتي تتركز فيها 80% من حجم قطاع الملابس الجاهزة والمنتجات الجلدية، مما يؤثر بشكل سلبي ومباشر علي حجم المبيعات. قال محمود الداعور رئيس شعبة الملابس الجاهزة بغرفة القاهرة التجارية إن الشارع التجاري يشهد حالة من الترقب بمدي نجاح الأوكازيون في كسر حالة الركود وذلك بعد مرور يومين علي افتتاحه رسميا في 23 يناير. وأشار الداعور إلي أن قطاع الملابس الجاهزة يعد الأكثر تأثرا بالأحداث السياسية والتي يأتي تأثيرها مباشرة علي حجم المبيعات, حيث يعتبرها البعض من الكماليات في ظل الظروف الحالية ويستطيع بسهولة الاستغناء عنها مقابل شراء السلع الأساسية والغذائية للأسر المصرية. وأوضح رئيس الشعبة رغم أن الأوكازيون لم يمر عليه سوي يومين إلا أن معظم محلات وسط البلد تغلق أبوابها اليوم مع الاحتفال بثورة 25 يناير تحسبا لأي أضطربات أمنية أو مشاجرات فضلا عن أن هناك أكثر من 90% من المستهلكين لم يكن لديهم أي نية للتسوق في هذا اليوم مع تصاعد التوافد علي ميدان التحرير, مشيرا الي أن المواطنين الآن ينقسمون ما بين ثوار بميدان وملتزمون بالمنازل أمام شاشات التليفزيون. واتفق معه علي شكري نائب رئيس الغرفة التجارية، مضيفا أنه رغم تجاوز التخفيضات الموجودة في السوق نسبة ال50%، إلا أن الشوارع التجارية لم تشهد تغييرا والهدوء التام يخيم علي المحلات. قال شكري: أصبح لدي المواطنين تخوفات الآن من اصطحاب مبالغ مالية كبيرة حتي لا يتعرض للسرقة، مما يحجم الكثير عن السير في الشوارع التجارية تحسبا لأي انتهاكات. وأعرب نائب رئيس الغرفة التجارية للقاهرة عن أمله بأن ينتهي يوم 25 يناير بدون اعتصامات بميدان التحرير أو تصاعد للأحداث، مشيرًا إلي أن الوضع الاقتصادي سيزداد سوءًا في حال الاعتصام وسيكون هذا العام الثاني علي التوالي في تحقيق فشل للأوكازيون الشتوي وهو ما لايتحمله صغار التجار, حيث يهدد هذا الفشل مصدر رزقهم. وأشار يحيى زنانيرى رئيس جمعية منتجى الملابس الجاهزة إلي أن هناك بعض المحلات قامت بعرض منتجاتها بأسعار مخفضة قبل بدء الأوكازيون رسميا بفترة تخوفا من هذا اليوم ولكن لم تلق أي إقبال, لافتًا إلي عدم تفاؤله بنجاح الأوكازيون الشتوى فى تصريف البضاعة الراكدة ومحاولة تحريك السوق نتيجة للعديد من العوامل من بينها بدء الأوكازيون قبل احتفالات الثورة بيومين وهناك حالة من الترقب تجتاح الشارع المصرى.