تشهد حركة التجارة الداخلية بمختلف القطاعات حالة من الركود والشلل التام في العرض والطلب فاقت توقعات التجار للأسبوع الثاني علي التوالي تزامنا مع بداية أحداث التحرير التي بدأت السبت الماضي وتصاعدت حدتها مما عرض معظم التجار لخسائر كبيرة رافضين جميعا ما يحدث بالتحرير محذرين من اندلاع ثورة جياع بعد انهيار الاقتصاد القومي. وقال علي شكري نائب رئيس الغرفة التجارية بالقاهرة أن هناك حالة من الركود تخيم علي مختلف الأسواق وخاصة منطقة وسط البلد, الأمر الذي يكبد التجار خسائر هائلة تصل إلي ملايين الجنيهات في بعض القطاعات بتجارة الجملة. وكشف شكري عن أن قطاع التجارة الداخلية علي وجه الخصوص يتركز في منطقة وسط البلد حيث أن هناك أكثر من 60% من حجم التجارة الداخلية في مصر تنحصر في منطقة الموسكي وسوق الصاغة والعتبة والأزهر. وأشار شكري إلي أن أكثر القطاعات تأثرا بأحداث التحرير هي الملابس والأحذية حيث أنها من القطاعات الاستهلاكية التي لا تخلو من التداول عليها بصفة مستمرة طوال أيام العام, مشيرا إلي أن تصاعد المظاهرات واحتشاد المتظاهرين في ميدان التحرير أصاب المستهلكين بحالة رعب وهلع وترقب مع عدم النزول للشارع التجاري لشراء احتياجاتهم تخوفا من إصابتهم بالسوء نتيجة أعمال العنف التي تمارس ضد المتظاهرين والمدنيين. وأضاف محمود الداعور رئيس شعبة الملابس الجاهزة أن هناك عدد من المحلات بوسط البلد تعرضت للتحطيم بهدف السرقة, وذلك بسوق باب اللوق, مشيرا إلي ان هناك العديد من البلطجية المندسين وسط المتظاهرين. وأوضح الداعور أن أحداث التحرير الأسبوع الماضي جاءت متزامنة مع بداية الموسم الشتوي للملابس الجاهزة مما كبد التجار خسائر فادحة، مشيرا إلي ان التجار كانوا في انتظار هذا الموسم منذ شهور لكسر حدة الركود وتحريك عجلة التجارة الداخلية بعد توقفها منذ بداية أحداث الثورة بالرغم من استقرار الأسعار هذا العام وعدم زيادتها عن العام الماضي. واستطرد قائلا إن هناك توقفا بالعمليات التجارية بين تجار الجملة والتجزئة بسبب تخوف التجار من النقل والتوزيع تجنبا لحدوث حالة من السرقة في ظل الغياب الامني, بالإضافة إلي توقف حالة المرور بمنطقة وسط البلد. ومن جانب آخر أكد ناجي فيليبس عضو شعبة المصوغات أن هناك محلات للذهب تعرضت للسرقة الأسبوع الماضي مع بداية تجدد المظاهرات في التحرير، وأن السرقات حدثت أثناء النهار في ظل الغياب الأمني بالسطو المسلح والأسلحة البيضاء مما أدي الي تخوف باق محلات الذهب بسوق الصاغة إلي غلق محلاتهم في وقت مبكر، ونقل البضائع الي المنازل تخوفا من تعرضهم للسرقة على غرار ما حدث في مدينة السلام وسرقة أكثر من 30 كيلو من الذهب بأحدي المحلات منذ يومين. وأشار فيليبس إلى أن أحداث التحرير أرهقت الاقتصاد القومي بشكل عام وقطاع التجارة الداخلية علي وجه الخصوص، بعدما بدأ في استعادة عافيته منذ شهرين تقريبا بعد ثورة 25 يناير، حيث بدأ مرة أخري في التراجع إلي نقطة الصفر بعد الأحداث الأخيرة, محذرا من إندلاع ثورة جياع مع تصاعد الأزمة. وأضاف فيليبس أن قطاع الذهب من القطاعات التي تعتمد في جزء كبير منها علي السياحة, وإقبال السائحين علي سوق الصاغة في هذه الأوقات من العام تزامنا مع موسم السياحة، ومن جانب آخر فان القطاع يعتمد علي مدي الاستقرار الأمني والشعور بالأمان في الشارع المصري حتي تدور حركة السوق نظرا لأنها تعتمد علي مبالغ كبيرة في التداول. وقال فيليبس إن أسعار الذهب تخضع للحركة العالمية للأسواق والعرض والطلب عليه، مشيرا إلي أن سوق الذهب يشهد في تلك الفترة حالة من الاستقرار في الأسعار منذ شهرين حيث انخفض سعر عيار ال 21 من الذهب الي 281 جنيها مقابل 312 خلال الشهر الماضي.