تعُد أحد قلاع صناعة "الرخام" في الشرق الأوسط، وأهم مناطق تصديره، إلا أن إنشاءها كان عشوائيًا منذ 30 عامًا، والتفتت محافظة القاهرة لها عام 1997، ونجحت خلال 10 سنوات حتى عام 2007 في تقنين 538 مصنعًا، بمنطقة "شق الثعبان"، من إجمالى الورش والمصانع بالمنطقة والبالغ عددها 1858 مصنعًا وورشة تبقى منها 1320 ورشة تحتاج إلى تقنين. تمتد منطقة "شق الثعبان" على مساحة 1608 فدانًا، وواجهة 1.8 كم ويصل عمقها إلى 5 كيلو، وتقع بالمنطقة الجنوبيةبالقاهرة، وتحديدًا في حيز نطاق حي "المعادي" بطريق الأوتوستراد. ولأهميتها الاقتصادية، كلف الرئيس عبدالفتاح السيسي بتطويرها، وبدأت محافظة القاهرة تنفيذ التكليف بتقنين أوضاع أصحاب الورش والمصانع في "شق الثعبان". وكشف المهندس عاطف عبدالحميد، محافظ القاهرة، عن أن منطقة شق الثعبان بها 1858 مصنعًا وورشة، تقدم 1058 منها بأوراقهم لتقنين أوضاعهم، منتظرين تحديد السعر، مشيرًا إلى أنه تم تسليم 19 عقدًا، ويتقبي 21 سيتم تسليمهم تباعًا. وأضاف محافظ القاهرة، في تصريحات صحفية، أنه يوجد حتى الآن 235 مستثمرًا، لم يقدموا طلب التقنين، موضحًا أنه سيتم منحهم مهلة حتى 9 ديسمبر المقبل، وبعدها سيضاعف ثمن المتر إلى 1700 جنيه بدلاً من 1000 جنيه. كما كشف محافظ القاهرة، عن أن منطقة "شق الثعبان" لصناعة الرخام منطقة صناعية واعدة بكل المقاييس، مشيرًا إلى أنها تضم 18 مليار جنيه استثمارات، ويعمل بها أكثر من من 45 ألف في وظائف مباشرة، وحوالي 100 ألف عامل بوظائف غير مباشرة، وتصدر رخام بحوالي 500 مليون جنيه سنويًا، موضحًا أنها تمثل رابع منطقة على مستوى العالم في تصدير الرخام. لا يقتصر تطوير المنطقة على تقنين أوضاع أصحاب الورش والمصانع، بل أكد المهندس سيد أباظة، رئيس شعبة تصنيع الرخام، أن هناك فقرًا في مراكز التدريب للعمالة في مصر، الأمر الذي أدى إلى ضعف وقلة العمالة، موضحًا أن هناك توجها بإنشاء مركز فني على أعلى مستوى بمنطقة "شق الثعبان" لتدريب العمالة. وأضاف "أباظة"، أنه جار الانتهاء من توصيل المياه إلى منطقة "شق الثعبان"، للمرحلة الأولى، وسيتم تكملة المرافق، مشيرًا إلى أنه حضر اجتماعًا بوزارة الاستثمار وتم اتخاذ خطوات تنفيذية لتوصيل المرافق للمنطقة، كما أن هناك تحركًا سريعًا لإنهاء إجراءات تقنين أوضاع أصحاب ورش الرخام بالمنطقة. وأوضح أن منطقة "شق الثعبان"، تضم أمهر صناع الرخام، وقد حققوا إنجازًا عظيمًا في وضع المنطقة على خارطة التصدير، رغم الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة خاصة مع نقص الخدمات. المهندس أشرف حمدون، أحد أصحاب المصانع في شق الثعبان وأحد الذين تسلموا عقد تقنين من محافظة القاهرة الأسابيع الماضية، أوضح ل"بوابة الأهرام"، أنه يمتلك مصنعين بالمنطقة، وأقساطهم تم سدادها منذ 12 عامًا. ولفت "حمدون"، إلى أن أرض "شق الثعبان" كانت منذ 28 عاما مهجورة، غير مزودة بمرافق، وتمت التنمية فيها بالجهود الذاتية، إلى أن أتى محافظ القاهرة الأسبق الدكتور عبدالرحيم شحاته، لتقنين الأوضاع فيها، حيث تم تقدير المتر وقتها منذ 30 عامًا ب 160 جنيهًا، مع إدخال المرافق، وتم إدخال جزء من المرافق، ولم تستكمل الإجراءات، وظل الوضع كما هو عليه، حتى قامت ثورة يناير 2011، وبعدها تم فصل حيى حلوان والمعادي عن محافظة القاهرة، لتصبح حلوان محافظة مستقلة تضم أحياء جنوبالقاهرة ومنها المعادي، الأمر الذي أدى لتداخل الأوراق، ثم عادت حلوان مرة أخرى للقاهرة، وتوالي المحافظون، إلى أن أتى المحافظ الحالي المهندس عاطف عبدالحميد، وأعاد أسعار تقييم الأراضي، والتي كان تقييمها جزافيًا إلى أن تدخلت الرئاسة، وتم تقييم سعر المتر ب 1000 جنيه، والتزم أصحاب الورش والمصانع بالسداد، وأمهلت محافظة القاهرة غير الملتزمين حتى ديسمبر المقبل لسداد أقساطهم، كما تعهد بنك حكومي معروف بسداد قيمة الأرض من المستثمرين بفائدة تتناسب معهم. وأكد "حمدون"، أن منطقة "شق الثعبان"، تعمل في تصنيع الرخام المستخرج من جميع محاجر الجمهورية، ويستخدم الرخام في السوق المحلي أو التصدير للأسواق الخارجية. "دى عقود تقنين مش تمليك"، هكذا تحدث الحاج محمد فلاح، أحد أصحاب المصانع التي تنتج للسوق المحلية في "شق الثعبان"، مؤكدًا أن محافظة القاهرة لم تسلمهم عقود تمليك، إنما "تقنين". وأضاف "فلاح"، ل"بوابة الأهرام"، أن التقنين بدأ في عهد محافظ القاهرة الأسبق الدكتور عبدالرحيم شحاتة، ورغم سداد بعضنا للأقساط، إلا أن محافظة القاهرة أبقت علينا متأخرات، واشترطت سدادها للحصول على عقد التقنين. وكشف "فلاح"، عن أن عقد "التقنين" الذي حصل عليه لا يمكنه من الحصول على "سجل صناعي" مشَهر بوزارة الصناعة وهيئة الاستثمار، كما أنه لا يمكن توثيقه بالشهر العقاري، لأنه ليس عقد "تمليك"، وهذه أزمات على محافظة القاهرة حلها لأصحاب الورش والمصانع. كما أننا لا نحصل على مرافق وطرق ممهدة، رغم "الفوايد" التى تؤخذ منا، فالمنطقة صناعية من الدرجة الأولى، وتسير على طرقها "نقل ثقيل – تريلات"، يصل وزن البلوك إلى 70 و80 طنًا، وبالتالي فهي بحاجة لطرق مسفلتة على طراز عالٍ، غير الطرق التي تسير عليها سيارات ملاكي عادية. وردًا على ذلك، أكد عاطف عبدالحميد، محافظ القاهرة، خلال المؤتمر الذي عقدته المحافظة الأسابيع الماضية، لتسليم عقود التقنين لأصحاب المصانع والورش، أنه سيتم إدخال المرافق ل"شق الثعبان" من مياه وصرف وغيرهما، وسيتم تحويلها لمنطقة خدمية تشمل بنوك وقسم شرطة وإسعاف ومنطقة لوجيتسية بها مكاتب خاصة للشحن والتفريغ، وسيتم استكمال توصيلها بالطريق الدائري الإقليمي الذي يبعد عنها 8 كيلو متر تقريبًا، ومن المحتمل أن ينشأ بها ميناء "جاف"، عن طريق أرضيات تنزل ب "كاناتر" لمياه النيل.
"بوابة الأهرام" ترصد خطوط انتاج الرخام في "شق الثعبان" .