اشتعلت نار الخلافات بين الزوجين خالد ونسمة، حتي عصفت بحياتهما معا، تعددت شجارتهما، وتطورت كثيرا مع الوقت حتي وصلت إلي حد القتل، لتدفع الزوجة المسكينة حياتها ثمنا لرغبة زوجها في تعاطي المخدرات، والتي حولته لثور هائج أطاح بكل ما حوله. فبعد ظهيرة يوم الصيام فوجئت الزوجة بزوجها يطلب منها أموالا ليشتري المخدرات، وعلي الرغم من اشتراكهما في شرب المواد المخدرة في بعض الأحيان، إلا أنها رفضت بشدة أن تعطيه المبلغ المطلوب، دارت بينهما مشاجرة تبادلا فيها السباب والشتم، لكن الزوجة كالت لزوجها العديد من الإهانات والشتائم المحملة بالعديد من الألفاظ النابية، ليستل الزوج سكينا من المطبخ وينقض على زوجته بها، لتفقد حياتها بعدة طعنات متفرقة في الصدر والرقبة والبطن. في شارع ضيق بمنطقة القومية بالوراق، ما زال الحديث جاريا عن الحادث الأليم والغريب عن المنطقة، تقول علياء علاء تعمل في محل بقالة مجاور للشقة التي شهدت الحادث إن طبيعة الحادث غريبة عن المنطقة، فكل سكان المنطقة تفاجأوا بما حدث، وتتابع أن الزوجين انتقلا الي المنطقة منذ عدة أشهر، كانا دائما علي خلاف، وكل جيرانهم يعلمون بذلك. تضيف "علياء" أن الزوج كان دائم التردد عليها في المحل لشراء مستلزمات المنزل، لكنه هادئ الطباع ولا يبدو عليه أبدا أنه قد يرتكب مثل تلك الجريمة، لكنه فاجأ الجميع.. "بس الحادثة فيها كذا حاجة غريبة مش فاهمينها" تتابع علياء حديثها، وتقول إنه يوم الواقعة بعد الإفطار حوالي الساعة 11 تحدثت مع شقيقة المجني عليها لتخبرها بأن شقيقتها متغيبة، وأنها حررت محضرا بذلك، منذ الساعة الرابعة عصرا أي قبل اكتشاف الجريمة. تابعت "علياء" أن شقيقة المجني عليها أخبرتها بأن سبب بلاغها بتغيب شقيقتها أنها كانت معزومة علي الإفطار عند والدتها في منزلها بمنطقة البراجيل، وتأخرت كثيرا، واتصلت بها عدة مرات لكنها لم تجب عن هاتفها إطلاقا، وكما أن هاتف زوجها مغلق أيضا. توضح علياء أنه من الأشياء التي تدفع إلى الريبة، أنها وعدد من الأهالي لاحظوا نزول رجلين غريبين من العقار محل الواقعة قبل اكتشاف الحادث بعدة ساعات، حتى أن الأهالي ظنوا أنهما الفاعلين.. لكن المفاجئة كانت بتورط الزوج. "كانوا لوحدهم تماما ومكانش ليهم دعوة بحد خالص" هكذا تصف "أم ياسر" الزوجين جيرانها، وتقول أنها تقيم بالعقار منذ 5 سنوات، وتعرف كل قاطنيه وتربطها بهم علاقات قوية ووثيقة، لكن المجني عليها وزوجها كانا يرفضان إقامة علاقات مع من حولهما، علي الرغم من قدومهما للمنطقة منذ 7 أشهر، وتضيف "مكانش في بينا أكتر من سلام ربنا.. وتحس كدة أنهم كانوا بيبعدوا عن الناس كأنهم بيستخبوا من حاجة". تروي "أم ياسر" أن مشاجرات الزوجين لم تتوقف منذ قدومهما للعقار، فتقريبا يتشاجران يوميا، ويصل صوتهما لكل السكان، ويتبادلان السباب والشتم بألفاظ نابية، وفي بعض الأحيان يشتبكون بالأيدي.. وتواصل (في إحدى المرات سمعنا ركض الزوجة علي سلالم العقار وخلفها زوجها يحاول ان يضربها، حاولنا التدخل للإصلاح بينهما لكن الزوج رد بسرعة "معلش يا جماعة محدش يتدخل.. مشاكل عادية.. بسبب إنها بتغير عليا"). أما "أم عليا" والتي تقيم ف الطابق الأخير من ذات العقار تقول أنها وباقي جيرانها سمعوا يوم الحادث المجني عليها تقول تتأوه لمرة واحدة فقط، وأتبع صوتها صوت "جر" شئ ما علي أرضية الشقة، لكن أحدا لم يعط لذلك بالا نظرا لأنهما دائما الشجار، وبعد الإفطار فوجئت بشقيقة المجني عليها تطرق بابها وتسأل عن أختها، لكنها أخبرتها أنها لم ترها علي الإطلاق، وبعدها بقليل تكرر الأمر مع شقيقها وردت بذات الرد. وتضيف "أم علياء" أن شقيق "نسمة" أستعان بنجار من المنطقة لكسر باب الشقة، وبعدها سمعنا صوت الصراخ فور رؤيتهم للجثة، وحضر رجال الشرطة، لنعلم بعدها بأن الزوج هو من ارتكب الجريمة، وفوجئنا بأن الزوجين لديهما ابن صغير عمره حوالي 8 سنوات يعيش مع جدته لوالدته.. وتتابع "كل حايتهم كانت غريبة.. علي الرغم من ان المتهم أخبر صاحب البيت بأنه يملك تاكسي لكننا عمرنا ما شوفنها بيشتغ هو او مراته". من جانبها أمرت النيابة العامة بحبس المتهم "خالد. ح. ا" 40 سنة، عاطل، وسبق اتهامه في عدد من القضايا، 4 أيام علي ذمة التحقيقات، لاتهامه بقتل زوجته "نسمه. ص. ا" 31سنة، ربة منزل، سبق اتهامها في قضية مخدرات، داخل شقة سكنهما في منطقة القومية، بعدما طعنها في الرقبة والبطن حتى فارقت الحياة. وقال المتهم في التحقيقات أن مشاجرة نشبت بينه وبين زوجته بعدما رفضت أن تعطيه أموالا لشراء المواد المخدرة، وتبادلا السباب والشتم بألفاظ نابية، وتطورت لاشتباك بالأيدي، فأحضر سكين المطبخ وانهال طعنا علي زوجته، حتي فارقت الحياة.