تعرض الطالب الأمريكي أوتو وارمبير الذي أفرجت عنه كوريا الشمالية لتلف دماغى بالغ، عقب دخوله في غيبوبة فى أثناء سجنه، وفقًا لما أعلنه الأطباء المعالجون. وكانت سلطات كوريا الشمالية كانت قد أعلنت، في بيان مختصر صدر أمس، الإفراج عن وارمبير، ل"دواعٍ إنسانية". وقد أمضى الشاب البالغ من العمر 22 عامًا، وهو من سينسيناتي وطالب في جامعة فرجينيا، أكثر من عام في معتقل في كوريا الشمالية، بعد توقيفه والحكم عليه بالسجن 15 عامًا مع الاشغال الشاقة، إثر إقراره بسرقة ملصق سياسي من فندق في بيونج يانج فى أثناء رحلة سياحية. واعتبرت الولاياتالمتحدة العقوبة مفرطة في القسوة، بالنظر إلى الجرم المنسوب له، واتهمت الشمال باستخدام الطالب ورقة مساومة سياسية. وقد هاجم والده، فريد وارمبير، نظام كيم جونج أون، لإخفائه المعلومات عن العائلة التي لم تتلق أخبارًا عن ابنها إلا نادرًا خلال فترة سجنه، حتى كشفت جهود دبلوماسية أمريكية عن دخوله في غيبوبة، إثر إيداعه السجن في مارس 2016. وقامت واشنطن بإجراء اتصالات دبلوماسية سرية مع بيونج يانج، كان أهمها زيارة قام بها موفد وزارة الخارجية الأمريكية الخاص إلى كوريا الشمالية، جوزف يون، إلى عاصمة كوريا الشمالية. ورفض والد أوتو وارمبير تبريرات سلطات كوريا الشمالية التي تحدثت عن حالة تسمم، بسبب مأكولات معلبة وحبة منومة تناولها الطالب الأمريكي وهو في السجن، وأطلق نداء من أجل الإفراج عن ثلاثة أمريكيين آخرين معتقلين في كوريا الشمالية. وقال الأطباء في المركز الطبي في جامعة سينسيناتي إن وارمبير يعاني تلفا موسعا في الأنسجة في جميع أنحاء الدماغ، لكن لم تبد عليه آثار صدمة جسدية، بينما لم توفر التحاليل الطبية أي إثبات قاطع عن سبب إصاباته، موضحين أنه قادر على التنفس وحده، لكن وضعه العصبي يمكن وصفه بأنه "حالة يقظة بغير استجابة"، حيث أوضح اختصاصي الأعصاب، دانيال كانتر، أن "عينيه تفتحان وترمشان بشكل تلقائي، لكن يبدو أنه لا يفهم الكلام ولا يستجيب مع الأوامر الفورية وغير مدرك لما يحيط به". ورجح الفريق الطبي أن يكون التلف الدماغي الحاد الذي يعانيه وارمبير، نظرًا إلى صغر سنه، ناجما عن سكتة قلبية رئوية قطعت تدفق الدم إلى الدماغ، ولكن الأطباء أكدوا غياب أي آثار التهاب بسبب التسمم، وهو المبرر الذي قدمته كوريا الشمالية لدخول الشاب في غيبوبة. ويأتي الإفراج عن أوتو وارمبير وسط حالة من التوتر مع واشنطن، إثر سلسلة تجارب صواريخ نفذتها بيونج يانج، وهو ما سلط الاهتمام على سباق تسلح اعتبره وزير الدفاع الأمريكي، جيم ماتيس، "خطرا جليا وحاضرا على الجميع". وتحتجز كوريا الشمالية حاليا ثلاثة أمريكيين، بينهم شابان كانا يدرسان في جامعة بيونج يانج، بتمويل من مجموعة مسيحية خارج البلاد، بالإضافة إلى مبشر أمريكي متهم بالتجسس لمصلحة كوريا الجنوبية. وأفاد الأجانب الذين تم اعتقالهم، أو سجنهم في كوريا الشمالية، مثل الأمريكي كينيث باي، أنهم أجبروا على العمل الشاق لفترات طويلة، وتعرضوا لمشاكل صحية، ولإهانات من سجانيهم. كما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسئول أمربكي بارز قوله إن السلطات تلقت أخيرا معلومات استخباراتية تفيد بأن وارمبير تعرض للضرب المتكرر فى أثناء اعتقاله. وصعدت واشنطن من ضغوطها على الصين وعدد من القوى الدولية، لتنفيذ عقوبات الأممالمتحدة على كوريا الشمالية. كما دفعت بمزيد من قطعها العسكرية إلى المنطقة، وأجرت مطلع الشهر الجاري مناورات بحرية شاركت فيها حاملتا طائرات أمريكيتان وسفن.