عمرو أديب: الأيام الحالية أثبتت إن إزالة الأشجار في مصر كانت جريمة    بوريل يدين بشدة الهجوم الإسرائيلي على مخيم النصيرات للنازحين بغزة    الاحتلال يقتحم مناطق بالضفة الغربية ويعتدى على فلسطينيين (تفاصيل)    المصري يستأنف تدريباته الجماعية استعدادا لمواجهة الزمالك بالدوري    مصطفى عسل يتأهل لنهائي بطولة بريطانيا المفتوحة للإسكواش    عمرو أديب يطالب الحكومة بوقف تخفيف الأحمال بأسوان حاليا: اعتبروها محافظة سياحية    إصابة 23 شخصًا في حادث انقلاب «ربع نقل» على طريق العلاقي بأسوان    "البنات كلها عايزاني".. سفاح التجمع يروي قصه حبسه في أمريكا    مواعيد سفر قطارات عيد الأضحى 2024 بعد انتهاء أيام الحجز    الموسيقيين ترد عن صفع عمرو دياب لأحد المعجبين    رئيس قصور الثقافة يفتتح مهرجان فرق الأقاليم المسرحية في دورته 46    آسر ياسين يروج لفيلمه الجديد ولاد رزق 3    فضل صيام العشر من ذي الحجة 1445.. والأعمال المستحبة فيها    الأحد أم الاثنين؟.. الإفتاء تحسم الجدل رسميا بشأن موعد عيد الأضحى 2024 في مصر    بشرى سارة من التربية والتعليم لطلاب الثانوية العامة بشأن المراجعات النهائية    قصواء الخلالي: رأينا ممارسات تحريضية ومخالفات إعلامية مهنية عن الوضع فى غزة    وكيل «صحة الشرقية» يتفقد سير العمل في مستشفى أبو كبير المركزي    رشا صالح: الأناقة هي السمة الأساسية في رواية «أنا وعمي والإيموبيليا»    ورش ولقاءات توعوية للأطفال في احتفالات اليوم العالمي للبيئة بأسيوط    منتخب مصر يتوج ب14 ميدالية في بطولة العالم لليزر رن بالصين    هيئة الدواء تكشف حصيلة حملاتها الرقابية في المحافظات خلال شهر مايو    "جهز نفسك".. أجر صيام يوم عرفة 2024    «زراعة القاهرة» تحصل على شهادة الأيزو الخاصة بجودة المؤسسات التعليمية    لمرضى السكر.. 8 فواكة صيفية يجب تضمينها في نظامك الغذائي    معيط: نستهدف بناء اقتصاد أقوى يعتمد على الإنتاج المحلي والتصدير    هالاند يقود هجوم منتخب النرويج فى مواجهة الدنمارك وديا    تقارير: حارس درجة ثانية ينضم لمران منتخب ألمانيا    تقارير: نيوكاسل يضع حارس بيرنلي ضمن اهتماماته    معلومات حول أضخم مشروع للتنمية الزراعية بشمال ووسط سيناء.. تعرف عليها    "اهدى علينا".. رسالة من تركي آل الشيخ إلى رضا عبد العال    المصري يطرح استمارات اختبارات قطاع الناشئين غداً    مصر تواصل جهودها في تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة "صور"    #الامارات_تقتل_السودانيين يتصدر "لتواصل" بعد مجزرة "ود النورة"    سناء منصور تحتفي بنجيب الريحاني في ذكرى وفاته: «كوميديان نمبر وان»    وزير العمل يشدد على التدخل العاجل لحماية حقوق العمال ضحايا الإحتلال في فلسطين    كيف تحصل على تعويض من التأمينات حال إنهاء الخدمة قبل سداد الاشتراك؟    محافظ الشرقية يشارك في اجتماع المعهد التكنولوجي بالعاشر    أسماء أوائل الشهادة الابتدائية الأزهرية بشمال سيناء    وزير التعليم يتسلم نتيجة مسابقة شغل 11 ألفا و114 وظيفة معلم مساعد فصل    «صحة المنيا» تنظم قافلة طبية بقرية دمشاو هاشم لمدة يومين    لماذا يحتاج الجسم لبكتريا البروبيوتيك؟، اعرف التفاصيل    أنباء عن هجوم بمسيرة أوكرانية في عمق جمهورية روسية    أول ظهور لكريم عبد العزيز بعد وفاة والدته    المشدد 5 سنوات لمتهم في قضية حرق «كنيسة كفر حكيم»    وزير الأوقاف: لا خوف على الدين ومصر حارسة له بعلمائها وأزهرها    في خدمتك | تعرف على الطريقة الصحيحة لتوزيع الأضحية حسب الشريعة    وليد الركراكي يُعلق على غضب حكيم زياش ويوسف النصيري أمام زامبيا    وزيرة التخطيط تبحث سبل التعاون مع وزير التنمية الاقتصادية الروسي    رئيس الوزراء يتابع جهود منظومة الشكاوى الحكومية الموحدة خلال مايو 2024    محافظ المنيا: توريد 373 ألف طن قمح حتى الآن    الفوج الثاني من حجاج «المهندسين» يغادر إلى الأراضي المقدسة    التشكيل الحكومي الجديد| وزراء مؤكد خروجهم.. والتعديل يشمل أكثر من 18 وزيرًا.. ودمج وزارات    كاتب صحفي: حجم التبادل التجاري بين مصر وأذربيجان بلغ 26 مليار دولار    إصابة 6 أشخاص فى انقلاب ميكروباص على زراعى البحيرة    رئيس جامعة المنوفية: فتح باب التقديم في المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية    النائب علي مهران: ثورة 30 يونيو بمثابة فجر جديد    جولة مفاجئة.. إحالة 7 أطباء في أسيوط للتحقيق- صور    تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري يتصدر المباحثات المصرية الأذربيجية بالقاهرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في ذكرى النصر.. بوابة الأهرام تنفرد بأول حوار مع بطل تدمير سفينة "بات يم"

في يوم استثنائي، يجمع ذكرى مرور 50 عامًا على الخامس من يونيو، بذكرى نصر العاشر من رمضان، تنشر "بوابة الأهرام" أول حوار إعلامي لبطل متفرد من أبطال القوات المسلحة، هو القبطان رامي عبد العزيز الذي قام منفردًا بتدمير السفينة الحربية الإسرائيلية بات يام، يوثق فيه القصة الحقيقة عن "تدمير ايلات"..الميناء والسفن البحرية الأضخم للعدو الإسرائيلي.
في الإسكندرية التقينا، القبطان رامي عبد العزيز إبراهيم، بهدف توثيق الرواية الحقيقية للعملية إيلات بعيدًا عن السينما، قابلنا في مكتبه بترحاب شديد، القبطان رامي ضابط العمليات الخاصة، وأول ضفدع بشرى في التاريخ يقوم بمفرده بالغطس، وتلغيم وتدمير هدف بحري في قلب إسرائيل، وهو من فجر سفينة بات يام ناقلة قوات الكوماندوز الإسرائيلية يوم 5 فبراير 70، والتي أدت إلى تدمير أهم السفن الحربية وإصابة الميناء العسكري ووفاة أكثر من 60 إسرائيليًا وإصابة المئات.
وإلى نص الحوار:
#في أول ظهور إعلامي لماذا تأخر حديثك عن مشاركتك في عملية تدمير ايلات؟
* لسببين أولهم أنى أخاف من الرياء، وأريد أن أقابل وجه الله ومعي نتاج جهدي وليس العكس، الأمر الثاني أن هناك كثيرين غيري لهم أدوار أكبر وقاموا ببطولات أصعب.
# شكلت العملية أكبر انتصار بحري للقوات المسلحة المصرية في فترة الاستنزاف، وبعيدًا عن الصورة السينمائية التي عرضت لعملة تدمير ايلات، كيف تمت؟
* برغم أن الأحداث في الفيلم ليست بصورة كاملة إلا أن التأثير كان خطيرًا وايجابيًا جدًا، خاصة من الأولاد الصغار، الفيلم نجح في تشكيل وجدان وانتماء ووطنية وقدوة، لذلك أنا مع التناول الدرامي للأعمال الحربية لتمثل قدوة للشباب.
# عرفنا بالقبطان رامي عبد العزيز؟
* تخرجت فى الكلية البحرية عام 66، والتحقت بالضفادع البشرية والصاعقة في 69، وتلك الوحدة تتميز بأن بها نخبة القوات البحرية، والتدريب بها كان على أعلى مستوى يصل الأمر إلى أن المجموعة 39 قتال معظمها من تلك النخبة، وتكونت نوات الصاعقة البحرية منها، التدريب بها راقٍ وشاق جدًا لدرجة أنى أثناء تنفيذ عملية تدمير ميناء سفينة حربية في ميناء ايلات، كنت أشعر أنني في نزهة، نظرًا لأن التدريبات كانت في أجواء أصعب، ومررت خلالها بكل أنواع التحديات بما يفوق ما وجدناه، وكان المعلم النقيب حسن عبد الفتاح، وكان قائد الضفادع البشرية، نموذج من التدريب أننا كنا نخرج مرتين يوميًا في أبوقير نعوم ونغطس مسافة 7 كيلو ونقوم بهجوم وإغارة ونعود، بلا إمكانات ضخمة في الطعام ولا المرتب ولا المعدات لكن الروح كانت في أعلي حالتها، وكان لدينا حالة من الرضا وأمامنا هدف نسعى إليه.

#كيف تلقيتم أمر الهجوم وما هي الخطة التي تم وضعها لتحقيقه؟
* وضعت القيادة العامة هدفًا رئيسيًا استراتيجيًا، بتدمير أكبر سفن بحرية إسرائيلية، وأول مرة لم يتمكن الفريق من دخول الميناء الحربي فتوجهوا إلى ميناء تجارى، وتم تدمير جزء منه، والعملية الثانية تم تدمير سفينة ميت يام وسفينة ميت شيفع، وهما أهم مدمرات إسرائيلية سببت إزعاجًا كبيرًا للقوات المصرية على طول خليج السويس والبحر الأحمر وهو ممتد لأكثر من800 كيلومتر، إسرائيل تستغل ذلك لإحداث إرباك وإزعاج.
وعندما عقد الفريق محمد فوزى وزير الحربية اجتماعًا مع قادة القوات لنقل تكليف الرئيس جمال عبد الناصر بتدمير تلك القطع البحرية، اقترح في البداية أن يتم نقل المجموعة بطائرة حربية حتى ايلات، لكن حال دون إتمام ذلك صعوبة التحرك كل تلك المسافة جوًا فوق سيناء المحتلة، ثم اقترح اللواء محمود فهمى قائد البحرية تنفيذ المهمة بحرًا بفريق من الضفادع ، وقال نصًا :"إنا هادمر السفينتين" وكان صاحب روح هجومية متفردة ،وقبل اى عملية كان ينقل لنا طاقة ايجابية هائلة .
وتم تكليف الفريق الأول باستهداف الميناء الحربي بايلات، وكانت المجموعة مكونة من :"نبيل عبد الوهاب ، عمر عز الدين وحسانين جاويش وعادل الطراوى والبرقوقى" ولكن المجموعة عندما لم تتمكن من الوصول للميناء الحربي، فتوجهت لاستهداف الميناء التجاري وحققت خسائر ضخمة، لكن عرف العدو أن الهدف هو تدمير السفينتين، فاتخذ احتياطات مضاعفة، وأصبحوا لا يتوقفون في الميناء نهائيًا، ويقومون برحلات ليلية تصعب من استهدافهم في عرض البحر.
# العملية الأولى لتدمير الميناء تمت في سبتمبر 69 كيف استشهد فيها صف الضابط البرقوقى وكيف قام ضابط بسحبه للشاطئ؟
* كان تحت المركب وكانت الأجهزة والمعدات المستخدمة قديمة من 56 ايطاليًا، وحدث له تسمم الأكسجين، وهى عبارة عن حالة تنتاب الغطاس تنفس سريع بسبب زيادة الادرينيلن، وتسبب منع كمية الأكسجين الكافية للتنفس وزيادة ثاني أكسيد الكربون فى اسطوانة جهاز التنفس، وقد يكون عطلاً داخل الجهاز بكسر ودخلت مياه، وكان شريكه فى العملية زميله نبيل عبد الوهاب، وهو ضابط ، فقام بسحبه مسافة 14 ميلاً ورجعه.
# حدثنا عن أجواء قبل العميلة
قررت القيادة العامة للقوات المسلحة في ذلك الوقت القيام بعملية للتخلص من الناقلتين الإسرائيليتين، ووافق الرئيس الزعيم جمال عبد الناصر على اقتراح قائد القوات البحرية، بتنفيذ أول عملية للضفادع البشرية المصرية في العمق الإسرائيلي، وبعد إجراء عمليات الاستطلاع تم التحقق من أن الناقلتين تخرجان دائمًا من ميناء إيلات إلى شرم الشيخ فخليج نعمة ومنه إلى السواحل الشرقية المصرية.
# كانت هناك عملية أولى لتدمير المدمرة ايلات في البحر المتوسط عقب هزيمة 67 بقليل حدثنا عنها؟
في 16 نوفمبر عام 1969 كانت العملية الأولى حيث تم تشكيل 3 مجموعات من الضفادع البشرية كل مجموعة مكونة من بطلين (ضابط وصف ضابط) وتم السفر إلى ميناء العقبة الأردني نظرًا لقربه من إيلات، كما تم تحضير مجموعتين في الغردقة، وكانت الخطة الأولى تقضي بأن تهاجم مجموعتا الغردقة الناقلتين، إذا غادرتا مبكرًا وقامتا بالمبيت في خليج نعمة عن طريق الخروج بلنش طوربيد ثم بعوامة والاقتراب من الناقلتين والقيام بتفجيرهما، أما الخطة الثانية فكانت ستنفذ إذا قامتا بالمبيت في إيلات فيكون التنفيذ من جانب المجموعات الثلاث الموجودة في العقبة، وما حدث أنهما قامتا بالمبيت في إيلات بالفعل فألغيت مهمة الغردقة، وقامت مجموعات العقبة في 16 نوفمبر عام 1969 بالخروج في عوامة من العقبة حتى منتصف المسافة ثم السباحة إلى الميناء، لكن لم تتمكن من دخول الميناء الحربي فقامت بتلغيم السفينتين الإسرائيليتين هيدروما ودهاليا وكانتا تشاركان في المجهود الحربي الإسرائيلي في ميناء إيلات التجاري، واستشهد في هذه العملية البطل الرقيب محمد فوزي البرقوقي نتيجة أصابته بالتسمم بالأكسجين، ولكن زميله وصديقه البطل الملازم أول بحري نبيل عبد الوهاب لم يتركه بل سحب جثمانه سباحة من الساعة الواحدة بعد منتصف الليل حتى السابعة صباحًا ولمسافة 14 كيلو مترًا، ووصل بصديقه البطل الشهيد الرقيب فوزي البرقوقي إلى الشاطىء.
هذه العملية رفعت الروح المعنوية للقوات المسلحة والشعب المصري والعربي وأزعجت إسرائيل والدول التي تدعمها، وأدركت إسرائيل أن المصريين تمكنوا من الوصول إلى إيلات، وأنهم يريدون بيت شيفع وبات يم فأصدرت التعليمات للناقلتين بعدم المبيت في ميناء إيلات، بحيث تقوم بالتجول في البحر بداية من آخر ضوء وحتى أول ضوء لأن قوات الضفادع البشرية لا يمكنها العمل نهارًا.
لم تتوقف الناقلتان الإسرائيليتان عن مهاجمة السواحل المصرية، فقد قامتا تحت الغطاء الجوي الإسرائيلي بالهجوم على جزيرة شدوان بالبحر الأحمر، واستولت إسرائيل على كميات كبيرة من الذخائر، ونقلتها بواسطة بيت شيفع وأثناء تفريغ الذخيرة حدث الانفجار، مما أدى لمقتل نحو 60 إسرائيلياً وتعطل باب الناقلة الذي كان يعمل بطريقة هيدروليكية.
نقطة المراقبة الموجودة في العقبة قدمت المعلومات إلى القيادة المصرية، وتوقعت إسرائيل هجوم أبطال مصر على الناقلتين، ولذلك قامت بعمل تجهيزات كثيرة جداً لإعاقة أي هجوم محتمل فتم إغلاق الميناء بالشباك، وتم تحريك لنشات لضرب عبوات ناسفة مضادة للضفادع البشرية، وخرجت الطائرات الهليكوبتر لإطلاق قنابل مضيئة للرؤية وتم وضع كشافات قوية جداً حول الناقلتين، بحيث يتم اكتشاف أي حركة تحت عمق 100 متر فضلاً عن زيادة الحراسة على الناقلتين.
#حدثنا عن كواليس التنفيذ وكلمة السر
قامت الإذاعة المصرية في تلك الفترة بدور عظيم وكانت كلمة السر، حيث تقرر أن تقوم إذاعة صوت العرب بإذاعة أغنية "بين شطين ومية" لمحمد قنديل في حالة وجود الهدف في الميناء وأغنية "غاب القمر يابن عمي" لشادية في حالة عدم وجوده وكان الرئيس جمال عبد الناصر يتابع الموقف بنفسه مع الإذاعة .
#ماذا عن تفاصيل تدمير بات يام وبيت شيفع ؟
* في يومي 5 و 6 فبراير عام 1970 كانت العملية الثانية لايلات التي اشتركت فيها، حيث تمت دراسة كل التغيرات وحصلت القوات البحرية على الضوء الأخضر للقيام بعملية قبل إصلاح العطب في الناقلة، وتم تشكيل مجموعتين الأولى بقيادة الضابط البحري عمرو البتانوني وكان برتبة ملازم أول ومعه الرقيب علي أبو ريشة، والثانية بقيادة الملازم أول رامي عبد العزيز ومعي الرقيب محمد فتحي وتحركنا من الإسكندرية بمعداتنا إلى العراق، حيث استقبلنا أعضاء من منظمة فتح الفلسطينية ومعنا "محمود عثمان من المخابرات المصرية إبراهيم الدخاخنى"، ومنها سافرنا برًا إلى عمان في الأردن، حيث قمنا بالمبيت لليلة واحدة قمنا خلالها بتجهيز الألغام (لغم مع كل فرد) والمعدات وانتقلنا إلى ميناء العقبة حيث استقبلنا ضابط أردني برتبة رائد تطوع للعمل معنا، اسمه "مطلق حمدان" لأن المنطقة كلها هناك كانت مغلقة عسكريًا، فكان من الضروري أن نحصل على معاونة من أحد أفراد القوات المسلحة الأردنية.
وبدون إبلاغ السلطات الأردنية حتى لا نضعها في مسئولية، وقمنا بالتجهيز النهائي ونزلنا الماء بالفعل في الساعة الثامنة والثلث مساء 5 فبراير 1970 بدون عوامة ، لأنها كانت تحتاج لتجهيزات خاصة، واعتمدنا على السباحة والغطس ،وصلنا في منتصف الليل تمامًا إلى ميناء إيلات بعد السباحة والغطس لنحو 5.5 ميل بحري وفي الساعة 21 وعشرين دقيقة كنا فى المياه المظلمة، من تحت الشباك، وقررت بعد أن وجد زميل الرقيب محمد فتحي عنده مشكلة فتم اتخاذ قرار بعودته إلى نقطة الإنزال في العقبة، وأكملت المهمة بدونه.
وكان أول مرة يقوم ضفدع بشرى بالعوم وحمل الألغام وأسطوانات الأكسجين منفردًا ، وقررت إكمال المهمة والهجوم على "بات يم"، وعندما وصلت إلى قاع السفينة وجدت عائقًا لم يكن في الحسبان، كان مليئا بالأعشاب البحرية والقواقع وكان لابد أن أزيل هذه الأعشاب فمع وجودها لا يمكن تثبيت اللغم بالمغناطيس وسحبت الخنجر وبدأت عملية التنظيف وفعلاً بدأت بتثبيت اللغم ثم ضبطت ساعة التفجير لينفجر اللغم بعد ساعتين من تثبيته أي في الساعة 2.30 صباح يوم 6 فبراير عام 1970.
فى المياه كانت المسافة إلى ايلات من العقبة 4 ساعات، وعند الموقع كشافات كأن الدنيا نهار، وقرأت آية "وجعلنا من بين أيديهم سدًا ومن خلفهم سدًا فأغشيناهم فهم لا يبصرون"، وتعجبت كيف لم ترني الدوريات الإسرائيلية، والطبيعي أنهم كانوا كشفوني ولم يحدث.
وكانوا يعرفون أننا جابين نستهدف السفينتين، ودخلت علي الهدف بتوفيق من الله علي الهدف مباشرة من أول مرة، والساعة 12ً وكان العدو يضرب مفرقعات كل 10دقائق وبالحسابات كانت كافية لتنفيذ المهمة والعودة وقمت بالمرور من تحت الشبك، وكان الشبك عائقًا حتي 17مترًا ولم يكن يتخيلون قدرتنا علي النزول للأعماق، وكانت الإضاءة سببت انشراح للنفس وجعلت تنفيذ العملية أسهل من التدريب الذي يتم في مياه عكرة مظلمة.
وقررت وضع المتفجرات في الموقع المحدد لغرفة المحركات، حتي اطمأن إلي أن إصابة السفينة تخرجها عن الخدمة، ولم أشعر برهبة أول ما تلمس قدمي المياه أنسي كل شىء إلا تدمير الهدف المحدد ، السبب اعتقد التدريب والعقيدة وتوفيق من الله وكان اللغم معدًا لقوة التدمير والوقود تحول نارًا المركب انفجرت ثم انقلبت، الغريبة إثناء الانسحاب وعلي مسافة 500متر وجدت ضفادع بشرية فتخيلت أنهم الأعداء، إلا إني فوجئت أنهم زملائي البتانونى و أبو ريشة.
وفي الساعة الثانية والنصف، بدأت الانفجارات تدوي والنيران حولت خليج العقبة فى قلب الليل إلى نهار وأصوات سيارات الإسعاف تدوي في إيلات وخرجت الدوريات الإسرائيلية للبحث عن منفذي الهجوم، وكانوا يبحثون فى الشط ويلقون المتفجرات في البحر.
وفجأة في طريق العودة وجدت شخص يعوم بجانبى، وتأكدت أنه تم إلقاء القبض على، لكنه لم يكن إلا زميلي رغم تباعد مواقعنا اجتمعنا معًا ووصلنا بنجاح إلى الشاطئ الأردني.
# كيف تصرفت السلطات الأردنية معكم ؟
وصلنا إلى موقع خاص في العقبة، كان قرية سياحية في نصف المسافة بعد ساعتين حدث الانفجار كانت الأفكار تتداعي والقلق يتزايد هل المغناطيس لم يتم فكه هل التايمر لم يعمل حتي رأينا ضوءًا ارتفع حتي 10أمتار، ثم صوت بصدي هائل لأنها منطقة جبلية.
توقعت أن الانفجار الأول تكون "بيت يام" التي قمت بتلغيمها،لأني اخف حركة من عمرو البنتانوني ،لأني منفردًا اخف وأسرع، وظللنا نحتضن بعضنا البعض ونهلل الله اكبر، ثم عشر دقائق وانفجرت بيت شيفع، وكان اليوم خميس توقيت حفل ام كلثوم بداية الشهر، وسمعنا احلي صوت عند وصولنا الي شاطئ العقبة عند قرية سياحية، وقمنا بدخول شاليه يخرج منه الصوت الشجي،كان للصدفة مصري، وطلبنا منهم تسليمنا للسلطات لكن بعد أن تلقينا أفضل إفطار تذوقته في حياتي.
وتم إلقاء القبض علينا من المخابرات الأردنية فقد أدركت أن هذا الهجوم لابد أنه انطلق من أراضيها وكانت القصة التي ينبغي أن نذكرها في هذه الحالة ،أننا ضفادع بشرية مصرية ألقتنا هليكوبتر قرب إيلات وكان من المفترض أن تعود لالتقاطنا لكنها لم تفعل وأن لدينا توصية بتسليم أنفسهم لأشقائهم في الأردن لإعفائها من حرج استخدام أراضيها في تنفيذ هجوم عسكري دون علمها، وبعد عملية الإغارة الناجحة للمرة الثانية لرجال الضفادع البشرية المصرية على ميناء إيلات، تم تغيير قيادة السلاح البحري الإسرائيلي واتبعت القيادة الجديدة أسلوب إخلاء الميناء قبل الغروب بساعة حتى صباح اليوم التالي وكان ذلك يكيدهم خسائر فادحة، فضلا عن الإرهاق لأطقم السفن والوحدات البحرية.

وكانت الأجواء في الأردن ملتهبة ولم نتأكد ماذا حدث حيث تردد أن الرئيس عبد الناصر تدخل شخصيا للإفراج عنا، وقتها كان اجتماع القمة العربية، وقال الرئيس عبد الناصر للملك حسين ولأدنا عندكم، وتم الإفراج عنا، ورجعنا من الأردن إلي بيروت ثم القاهرة، وللتأمين عودتنا في المطار استقبلتنا المخابرات وذهبنا لقيادة وزارة الدفاع، والتقينا وزير الدفاع الفريق محمد فوزي وقال 3كلمات فقط :حمد الله علي السلامة، أما رئيس الأركان محمد احمد الصادق فقام بعناقنا وتهنئة قوية، وكان له الفضل في كل العمليات الخاصة هو من أعطي الروح للعمليات الاستنزاف، وهو من أطلق المجموعة 39وكان قائد القوات البحرية إسماعيل فهمي ينتظرنا في الإسكندرية، في مكتبه مهنئا ومستمعا للتفاصيل.
كان أكثر شىء فرحني بعدها أمى، ولم أكن قد أعلنت لها إني في مهمة، إلا أنها أقسمت عندما عرفت بتفجير سفينتين في ميناء ايلات، أنها قالت لهم ابني رامي هو اللي عملها.
كنا نحتاج إلى أن يعود الثقة لشعبنا والحمد لله كانت من أهم العمليات التي أعادت تلك الثقة.
في ذكرى النصر.. بوابة الأهرام تنفرد بأول حوار مع بطل تدمير سفينة "بات يم"
القبطان رامي عبد العزيز


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.