النائب العام ووزير الاتصالات يوقعان بروتوكول تطوير التحول الرقمي بالنيابة العامة    جوتيريش: مقتل 6 من قوات حفظ السلام في غارة جوية بطائرة مسيرة استهدفت منشأة تابعة للأمم المتحدة بالسودان    إينيجو مارتينيز ينتظم في مران النصر قبل موقعة الزوراء    عمرو أديب عن عودة محمد صلاح للمشاركة مع الريدز: الدم جري في عروق ليفربول    عمرو أديب عن تكرار حوادث التحرش بالمدارس: إيه يا سيادة وزير التعليم.. الأخبار دي زادت    شيرين عبدالوهاب بخير ومستقرة.. محاميها ينفي كل الشائعات ويؤكد تحضيرها لأعمال فنية جديدة    وزير الصحة: لا توجد محافظة أو قرية في مصر إلا وبها تطوير.. ونعمل على تحسين رواتب الأطباء    الداخلية تنظم مؤتمرًا صحفيًا للإعلان عن قبول دفعة جديدة بكلية الشرطة    محامي "عروس المنوفية" يكشف مفاجآت وتفاصيل قاسية بشأن واقعة القتل وعقوبة المتهم    تخصصات مختلفة ورواتب مجزية.. العمل تُعلن عن فرص عمل جديدة في شركات خاصة    إطلالة ملكية ل دارين حداد في حفل زفافها بدبي | صور    وزير العمل: الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي يعيدان تشكيل خريطة الوظائف في مصر    "الإسكان" تناقش استراتيجية التنقل النشط بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية ومعهد سياسات النقل والتنمية    «رحلات المهندسين» تختتم أعمالها بحفل تكريم ونجاحات بالأرقام وخدمات بشفافية كاملة    الأرصاد يُحذر من منخفض جوي يضرب البلاد غدًا وأمطار متوقعة بهذه المناطق    "أكثر شراسة".. خبر صادم من "المصل واللقاح" بشأن الأنفلونزا الموسم الحالي    المتسابق عمر ناصر: مسابقة دولة التلاوة طاقة أمل للمواهب علشان تتشاف    مصر تدعو إلى التهدئة والالتزام بمسار السلام في جمهورية الكونجو الديمقراطية    صاحب الصوت الشجي.. تكريم الشيخ حمدي محمود الزامل في برنامج "دولة التلاوة"    متحورات جديدة.. أم «نزلة برد»؟! |الفيروسات حيرت الناس.. والأطباء ينصحون بتجنب المضادات الحيوية    الرئيس الإندونيسي يؤكد توصيل مياه الشرب وإصلاح البنية التحتية لسكان المناطق المنكوبة بالفيضانات    ضبط 5370 عبوة أدوية بحوزة أحد الأشخاص بالإسكندرية    كثافات مرورية بسبب كسر ماسورة فى طريق الواحات الصحراوى    توافق مصرى فرنسى على ضرورة إطلاق عملية سياسية شاملة تؤدى إلى إقامة الدولة الفلسطينية    رئيس مجلس القضاء الأعلى يضع حجر أساس مسجد شهداء القضاة بالتجمع السادس    شعبة الدواجن: المنتجون يتعرضون لخسائر فادحة بسبب البيع بأقل من التكلفة    وزير الشباب يشهد ختام بطولة الأندية لكرة القدم الإلكترونية باستاد القاهرة    "فلسطين 36" يفتتح أيام قرطاج السينمائية اليوم    يسري جبر يوضح حقيقة العلاج بالقرآن وتحديد عددٍ للقراءة    منال عوض: المحميات المصرية تمتلك مقومات فريدة لجذب السياحة البيئية    ريهام أبو الحسن تحذر: غزة تواجه "كارثة إنسانية ممنهجة".. والمجتمع الدولي شريك بالصمت    برلماني أوكراني: البعد الإنساني وضغوط الحلفاء شرط أساسي لنجاح المفاوضات    نوال مصطفى تكتب: صباح الأحد    مكتبة الإسكندرية تستضيف "الإسكندر الأكبر.. العودة إلى مصر"    القومي لذوي الإعاقة يحذر من النصب على ذوي الاحتياجات الخاصة    مقتل جنديين أمريكيين ومترجم مدنى فى هجوم تدمر السورية    برلماني أوكراني: البعد الإنساني وضغوط الحلفاء شرط أساسي لنجاح أي مفاوضات    الرسالة وصلت    إعلام عبرى: اغتيال رائد سعد جرى بموافقة مباشرة من نتنياهو دون إطلاع واشنطن    موعد صرف معاشات يناير 2026 بعد زيادة يوليو.. وخطوات الاستعلام والقيمة الجديدة    نائب محافظ الأقصر يزور أسرة مصابي وضحايا انهيار منزل الدير بمستشفى طيبة.. صور    جامعة أسيوط تنظم المائدة المستديرة الرابعة حول احتياجات سوق العمل.. الاثنين    محافظ الغربية يهنئ أبناء المحافظة الفائزين في الدورة الثانية والثلاثين للمسابقة العالمية للقرآن الكريم    مواقيت الصلاه اليوم السبت 13ديسمبر 2025 فى المنيا    بدء الصمت الانتخابي غدا فى 55 دائرة انتخابية من المرحلة الثانية لانتخابات النواب    «الجمارك» تبحث مع نظيرتها الكورية تطوير منظومة التجارة الإلكترونية وتبادل الخبرات التقنية    لاعب بيراميدز يكشف ما أضافه يورتشيتش للفريق    وصفة الزبادي المنزلي بالنكهات الشتوية، بديل صحي للحلويات    محافظ أسيوط يفتتح المؤتمر السنوي الثالث لمستشفى الإيمان العام بنادي الاطباء    الليجا على نار.. برشلونة يواجه أوساسونا في مواجهة حاسمة اليوم    تشيلسي وإيفرتون في مواجهة حاسمة بالبريميرليج.. متابعة كاملة للبث المباشر لحظة بلحظة    أنفيلد يشهد صدام القمة.. ليفربول يواجه برايتون في مباراة حاسمة بالبريميرليج    فيديو.. الأرصاد: عودة لسقوط الأمطار بشكل مؤثر على المناطق الساحلية غدا    محافظ أسيوط يقود مفاوضات استثمارية في الهند لتوطين صناعة خيوط التللي بالمحافظة    القضاء الإداري يؤجل دعوى الإفراج عن هدير عبد الرازق وفق العفو الرئاسي إلى 28 مارس    وزيرة التضامن الاجتماعي تلتقي رئيس الطائفة الإنجيلية ووفد من التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : ولازالت مصطبة عم السيد شاهدة ?!    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 13-12-2025 في محافظة قنا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في ذكرى النصر.. بوابة الأهرام تنفرد بأول حوار مع بطل تدمير سفينة "بات يم"

في يوم استثنائي، يجمع ذكرى مرور 50 عامًا على الخامس من يونيو، بذكرى نصر العاشر من رمضان، تنشر "بوابة الأهرام" أول حوار إعلامي لبطل متفرد من أبطال القوات المسلحة، هو القبطان رامي عبد العزيز الذي قام منفردًا بتدمير السفينة الحربية الإسرائيلية بات يام، يوثق فيه القصة الحقيقة عن "تدمير ايلات"..الميناء والسفن البحرية الأضخم للعدو الإسرائيلي.
في الإسكندرية التقينا، القبطان رامي عبد العزيز إبراهيم، بهدف توثيق الرواية الحقيقية للعملية إيلات بعيدًا عن السينما، قابلنا في مكتبه بترحاب شديد، القبطان رامي ضابط العمليات الخاصة، وأول ضفدع بشرى في التاريخ يقوم بمفرده بالغطس، وتلغيم وتدمير هدف بحري في قلب إسرائيل، وهو من فجر سفينة بات يام ناقلة قوات الكوماندوز الإسرائيلية يوم 5 فبراير 70، والتي أدت إلى تدمير أهم السفن الحربية وإصابة الميناء العسكري ووفاة أكثر من 60 إسرائيليًا وإصابة المئات.
وإلى نص الحوار:
#في أول ظهور إعلامي لماذا تأخر حديثك عن مشاركتك في عملية تدمير ايلات؟
* لسببين أولهم أنى أخاف من الرياء، وأريد أن أقابل وجه الله ومعي نتاج جهدي وليس العكس، الأمر الثاني أن هناك كثيرين غيري لهم أدوار أكبر وقاموا ببطولات أصعب.
# شكلت العملية أكبر انتصار بحري للقوات المسلحة المصرية في فترة الاستنزاف، وبعيدًا عن الصورة السينمائية التي عرضت لعملة تدمير ايلات، كيف تمت؟
* برغم أن الأحداث في الفيلم ليست بصورة كاملة إلا أن التأثير كان خطيرًا وايجابيًا جدًا، خاصة من الأولاد الصغار، الفيلم نجح في تشكيل وجدان وانتماء ووطنية وقدوة، لذلك أنا مع التناول الدرامي للأعمال الحربية لتمثل قدوة للشباب.
# عرفنا بالقبطان رامي عبد العزيز؟
* تخرجت فى الكلية البحرية عام 66، والتحقت بالضفادع البشرية والصاعقة في 69، وتلك الوحدة تتميز بأن بها نخبة القوات البحرية، والتدريب بها كان على أعلى مستوى يصل الأمر إلى أن المجموعة 39 قتال معظمها من تلك النخبة، وتكونت نوات الصاعقة البحرية منها، التدريب بها راقٍ وشاق جدًا لدرجة أنى أثناء تنفيذ عملية تدمير ميناء سفينة حربية في ميناء ايلات، كنت أشعر أنني في نزهة، نظرًا لأن التدريبات كانت في أجواء أصعب، ومررت خلالها بكل أنواع التحديات بما يفوق ما وجدناه، وكان المعلم النقيب حسن عبد الفتاح، وكان قائد الضفادع البشرية، نموذج من التدريب أننا كنا نخرج مرتين يوميًا في أبوقير نعوم ونغطس مسافة 7 كيلو ونقوم بهجوم وإغارة ونعود، بلا إمكانات ضخمة في الطعام ولا المرتب ولا المعدات لكن الروح كانت في أعلي حالتها، وكان لدينا حالة من الرضا وأمامنا هدف نسعى إليه.

#كيف تلقيتم أمر الهجوم وما هي الخطة التي تم وضعها لتحقيقه؟
* وضعت القيادة العامة هدفًا رئيسيًا استراتيجيًا، بتدمير أكبر سفن بحرية إسرائيلية، وأول مرة لم يتمكن الفريق من دخول الميناء الحربي فتوجهوا إلى ميناء تجارى، وتم تدمير جزء منه، والعملية الثانية تم تدمير سفينة ميت يام وسفينة ميت شيفع، وهما أهم مدمرات إسرائيلية سببت إزعاجًا كبيرًا للقوات المصرية على طول خليج السويس والبحر الأحمر وهو ممتد لأكثر من800 كيلومتر، إسرائيل تستغل ذلك لإحداث إرباك وإزعاج.
وعندما عقد الفريق محمد فوزى وزير الحربية اجتماعًا مع قادة القوات لنقل تكليف الرئيس جمال عبد الناصر بتدمير تلك القطع البحرية، اقترح في البداية أن يتم نقل المجموعة بطائرة حربية حتى ايلات، لكن حال دون إتمام ذلك صعوبة التحرك كل تلك المسافة جوًا فوق سيناء المحتلة، ثم اقترح اللواء محمود فهمى قائد البحرية تنفيذ المهمة بحرًا بفريق من الضفادع ، وقال نصًا :"إنا هادمر السفينتين" وكان صاحب روح هجومية متفردة ،وقبل اى عملية كان ينقل لنا طاقة ايجابية هائلة .
وتم تكليف الفريق الأول باستهداف الميناء الحربي بايلات، وكانت المجموعة مكونة من :"نبيل عبد الوهاب ، عمر عز الدين وحسانين جاويش وعادل الطراوى والبرقوقى" ولكن المجموعة عندما لم تتمكن من الوصول للميناء الحربي، فتوجهت لاستهداف الميناء التجاري وحققت خسائر ضخمة، لكن عرف العدو أن الهدف هو تدمير السفينتين، فاتخذ احتياطات مضاعفة، وأصبحوا لا يتوقفون في الميناء نهائيًا، ويقومون برحلات ليلية تصعب من استهدافهم في عرض البحر.
# العملية الأولى لتدمير الميناء تمت في سبتمبر 69 كيف استشهد فيها صف الضابط البرقوقى وكيف قام ضابط بسحبه للشاطئ؟
* كان تحت المركب وكانت الأجهزة والمعدات المستخدمة قديمة من 56 ايطاليًا، وحدث له تسمم الأكسجين، وهى عبارة عن حالة تنتاب الغطاس تنفس سريع بسبب زيادة الادرينيلن، وتسبب منع كمية الأكسجين الكافية للتنفس وزيادة ثاني أكسيد الكربون فى اسطوانة جهاز التنفس، وقد يكون عطلاً داخل الجهاز بكسر ودخلت مياه، وكان شريكه فى العملية زميله نبيل عبد الوهاب، وهو ضابط ، فقام بسحبه مسافة 14 ميلاً ورجعه.
# حدثنا عن أجواء قبل العميلة
قررت القيادة العامة للقوات المسلحة في ذلك الوقت القيام بعملية للتخلص من الناقلتين الإسرائيليتين، ووافق الرئيس الزعيم جمال عبد الناصر على اقتراح قائد القوات البحرية، بتنفيذ أول عملية للضفادع البشرية المصرية في العمق الإسرائيلي، وبعد إجراء عمليات الاستطلاع تم التحقق من أن الناقلتين تخرجان دائمًا من ميناء إيلات إلى شرم الشيخ فخليج نعمة ومنه إلى السواحل الشرقية المصرية.
# كانت هناك عملية أولى لتدمير المدمرة ايلات في البحر المتوسط عقب هزيمة 67 بقليل حدثنا عنها؟
في 16 نوفمبر عام 1969 كانت العملية الأولى حيث تم تشكيل 3 مجموعات من الضفادع البشرية كل مجموعة مكونة من بطلين (ضابط وصف ضابط) وتم السفر إلى ميناء العقبة الأردني نظرًا لقربه من إيلات، كما تم تحضير مجموعتين في الغردقة، وكانت الخطة الأولى تقضي بأن تهاجم مجموعتا الغردقة الناقلتين، إذا غادرتا مبكرًا وقامتا بالمبيت في خليج نعمة عن طريق الخروج بلنش طوربيد ثم بعوامة والاقتراب من الناقلتين والقيام بتفجيرهما، أما الخطة الثانية فكانت ستنفذ إذا قامتا بالمبيت في إيلات فيكون التنفيذ من جانب المجموعات الثلاث الموجودة في العقبة، وما حدث أنهما قامتا بالمبيت في إيلات بالفعل فألغيت مهمة الغردقة، وقامت مجموعات العقبة في 16 نوفمبر عام 1969 بالخروج في عوامة من العقبة حتى منتصف المسافة ثم السباحة إلى الميناء، لكن لم تتمكن من دخول الميناء الحربي فقامت بتلغيم السفينتين الإسرائيليتين هيدروما ودهاليا وكانتا تشاركان في المجهود الحربي الإسرائيلي في ميناء إيلات التجاري، واستشهد في هذه العملية البطل الرقيب محمد فوزي البرقوقي نتيجة أصابته بالتسمم بالأكسجين، ولكن زميله وصديقه البطل الملازم أول بحري نبيل عبد الوهاب لم يتركه بل سحب جثمانه سباحة من الساعة الواحدة بعد منتصف الليل حتى السابعة صباحًا ولمسافة 14 كيلو مترًا، ووصل بصديقه البطل الشهيد الرقيب فوزي البرقوقي إلى الشاطىء.
هذه العملية رفعت الروح المعنوية للقوات المسلحة والشعب المصري والعربي وأزعجت إسرائيل والدول التي تدعمها، وأدركت إسرائيل أن المصريين تمكنوا من الوصول إلى إيلات، وأنهم يريدون بيت شيفع وبات يم فأصدرت التعليمات للناقلتين بعدم المبيت في ميناء إيلات، بحيث تقوم بالتجول في البحر بداية من آخر ضوء وحتى أول ضوء لأن قوات الضفادع البشرية لا يمكنها العمل نهارًا.
لم تتوقف الناقلتان الإسرائيليتان عن مهاجمة السواحل المصرية، فقد قامتا تحت الغطاء الجوي الإسرائيلي بالهجوم على جزيرة شدوان بالبحر الأحمر، واستولت إسرائيل على كميات كبيرة من الذخائر، ونقلتها بواسطة بيت شيفع وأثناء تفريغ الذخيرة حدث الانفجار، مما أدى لمقتل نحو 60 إسرائيلياً وتعطل باب الناقلة الذي كان يعمل بطريقة هيدروليكية.
نقطة المراقبة الموجودة في العقبة قدمت المعلومات إلى القيادة المصرية، وتوقعت إسرائيل هجوم أبطال مصر على الناقلتين، ولذلك قامت بعمل تجهيزات كثيرة جداً لإعاقة أي هجوم محتمل فتم إغلاق الميناء بالشباك، وتم تحريك لنشات لضرب عبوات ناسفة مضادة للضفادع البشرية، وخرجت الطائرات الهليكوبتر لإطلاق قنابل مضيئة للرؤية وتم وضع كشافات قوية جداً حول الناقلتين، بحيث يتم اكتشاف أي حركة تحت عمق 100 متر فضلاً عن زيادة الحراسة على الناقلتين.
#حدثنا عن كواليس التنفيذ وكلمة السر
قامت الإذاعة المصرية في تلك الفترة بدور عظيم وكانت كلمة السر، حيث تقرر أن تقوم إذاعة صوت العرب بإذاعة أغنية "بين شطين ومية" لمحمد قنديل في حالة وجود الهدف في الميناء وأغنية "غاب القمر يابن عمي" لشادية في حالة عدم وجوده وكان الرئيس جمال عبد الناصر يتابع الموقف بنفسه مع الإذاعة .
#ماذا عن تفاصيل تدمير بات يام وبيت شيفع ؟
* في يومي 5 و 6 فبراير عام 1970 كانت العملية الثانية لايلات التي اشتركت فيها، حيث تمت دراسة كل التغيرات وحصلت القوات البحرية على الضوء الأخضر للقيام بعملية قبل إصلاح العطب في الناقلة، وتم تشكيل مجموعتين الأولى بقيادة الضابط البحري عمرو البتانوني وكان برتبة ملازم أول ومعه الرقيب علي أبو ريشة، والثانية بقيادة الملازم أول رامي عبد العزيز ومعي الرقيب محمد فتحي وتحركنا من الإسكندرية بمعداتنا إلى العراق، حيث استقبلنا أعضاء من منظمة فتح الفلسطينية ومعنا "محمود عثمان من المخابرات المصرية إبراهيم الدخاخنى"، ومنها سافرنا برًا إلى عمان في الأردن، حيث قمنا بالمبيت لليلة واحدة قمنا خلالها بتجهيز الألغام (لغم مع كل فرد) والمعدات وانتقلنا إلى ميناء العقبة حيث استقبلنا ضابط أردني برتبة رائد تطوع للعمل معنا، اسمه "مطلق حمدان" لأن المنطقة كلها هناك كانت مغلقة عسكريًا، فكان من الضروري أن نحصل على معاونة من أحد أفراد القوات المسلحة الأردنية.
وبدون إبلاغ السلطات الأردنية حتى لا نضعها في مسئولية، وقمنا بالتجهيز النهائي ونزلنا الماء بالفعل في الساعة الثامنة والثلث مساء 5 فبراير 1970 بدون عوامة ، لأنها كانت تحتاج لتجهيزات خاصة، واعتمدنا على السباحة والغطس ،وصلنا في منتصف الليل تمامًا إلى ميناء إيلات بعد السباحة والغطس لنحو 5.5 ميل بحري وفي الساعة 21 وعشرين دقيقة كنا فى المياه المظلمة، من تحت الشباك، وقررت بعد أن وجد زميل الرقيب محمد فتحي عنده مشكلة فتم اتخاذ قرار بعودته إلى نقطة الإنزال في العقبة، وأكملت المهمة بدونه.
وكان أول مرة يقوم ضفدع بشرى بالعوم وحمل الألغام وأسطوانات الأكسجين منفردًا ، وقررت إكمال المهمة والهجوم على "بات يم"، وعندما وصلت إلى قاع السفينة وجدت عائقًا لم يكن في الحسبان، كان مليئا بالأعشاب البحرية والقواقع وكان لابد أن أزيل هذه الأعشاب فمع وجودها لا يمكن تثبيت اللغم بالمغناطيس وسحبت الخنجر وبدأت عملية التنظيف وفعلاً بدأت بتثبيت اللغم ثم ضبطت ساعة التفجير لينفجر اللغم بعد ساعتين من تثبيته أي في الساعة 2.30 صباح يوم 6 فبراير عام 1970.
فى المياه كانت المسافة إلى ايلات من العقبة 4 ساعات، وعند الموقع كشافات كأن الدنيا نهار، وقرأت آية "وجعلنا من بين أيديهم سدًا ومن خلفهم سدًا فأغشيناهم فهم لا يبصرون"، وتعجبت كيف لم ترني الدوريات الإسرائيلية، والطبيعي أنهم كانوا كشفوني ولم يحدث.
وكانوا يعرفون أننا جابين نستهدف السفينتين، ودخلت علي الهدف بتوفيق من الله علي الهدف مباشرة من أول مرة، والساعة 12ً وكان العدو يضرب مفرقعات كل 10دقائق وبالحسابات كانت كافية لتنفيذ المهمة والعودة وقمت بالمرور من تحت الشبك، وكان الشبك عائقًا حتي 17مترًا ولم يكن يتخيلون قدرتنا علي النزول للأعماق، وكانت الإضاءة سببت انشراح للنفس وجعلت تنفيذ العملية أسهل من التدريب الذي يتم في مياه عكرة مظلمة.
وقررت وضع المتفجرات في الموقع المحدد لغرفة المحركات، حتي اطمأن إلي أن إصابة السفينة تخرجها عن الخدمة، ولم أشعر برهبة أول ما تلمس قدمي المياه أنسي كل شىء إلا تدمير الهدف المحدد ، السبب اعتقد التدريب والعقيدة وتوفيق من الله وكان اللغم معدًا لقوة التدمير والوقود تحول نارًا المركب انفجرت ثم انقلبت، الغريبة إثناء الانسحاب وعلي مسافة 500متر وجدت ضفادع بشرية فتخيلت أنهم الأعداء، إلا إني فوجئت أنهم زملائي البتانونى و أبو ريشة.
وفي الساعة الثانية والنصف، بدأت الانفجارات تدوي والنيران حولت خليج العقبة فى قلب الليل إلى نهار وأصوات سيارات الإسعاف تدوي في إيلات وخرجت الدوريات الإسرائيلية للبحث عن منفذي الهجوم، وكانوا يبحثون فى الشط ويلقون المتفجرات في البحر.
وفجأة في طريق العودة وجدت شخص يعوم بجانبى، وتأكدت أنه تم إلقاء القبض على، لكنه لم يكن إلا زميلي رغم تباعد مواقعنا اجتمعنا معًا ووصلنا بنجاح إلى الشاطئ الأردني.
# كيف تصرفت السلطات الأردنية معكم ؟
وصلنا إلى موقع خاص في العقبة، كان قرية سياحية في نصف المسافة بعد ساعتين حدث الانفجار كانت الأفكار تتداعي والقلق يتزايد هل المغناطيس لم يتم فكه هل التايمر لم يعمل حتي رأينا ضوءًا ارتفع حتي 10أمتار، ثم صوت بصدي هائل لأنها منطقة جبلية.
توقعت أن الانفجار الأول تكون "بيت يام" التي قمت بتلغيمها،لأني اخف حركة من عمرو البنتانوني ،لأني منفردًا اخف وأسرع، وظللنا نحتضن بعضنا البعض ونهلل الله اكبر، ثم عشر دقائق وانفجرت بيت شيفع، وكان اليوم خميس توقيت حفل ام كلثوم بداية الشهر، وسمعنا احلي صوت عند وصولنا الي شاطئ العقبة عند قرية سياحية، وقمنا بدخول شاليه يخرج منه الصوت الشجي،كان للصدفة مصري، وطلبنا منهم تسليمنا للسلطات لكن بعد أن تلقينا أفضل إفطار تذوقته في حياتي.
وتم إلقاء القبض علينا من المخابرات الأردنية فقد أدركت أن هذا الهجوم لابد أنه انطلق من أراضيها وكانت القصة التي ينبغي أن نذكرها في هذه الحالة ،أننا ضفادع بشرية مصرية ألقتنا هليكوبتر قرب إيلات وكان من المفترض أن تعود لالتقاطنا لكنها لم تفعل وأن لدينا توصية بتسليم أنفسهم لأشقائهم في الأردن لإعفائها من حرج استخدام أراضيها في تنفيذ هجوم عسكري دون علمها، وبعد عملية الإغارة الناجحة للمرة الثانية لرجال الضفادع البشرية المصرية على ميناء إيلات، تم تغيير قيادة السلاح البحري الإسرائيلي واتبعت القيادة الجديدة أسلوب إخلاء الميناء قبل الغروب بساعة حتى صباح اليوم التالي وكان ذلك يكيدهم خسائر فادحة، فضلا عن الإرهاق لأطقم السفن والوحدات البحرية.

وكانت الأجواء في الأردن ملتهبة ولم نتأكد ماذا حدث حيث تردد أن الرئيس عبد الناصر تدخل شخصيا للإفراج عنا، وقتها كان اجتماع القمة العربية، وقال الرئيس عبد الناصر للملك حسين ولأدنا عندكم، وتم الإفراج عنا، ورجعنا من الأردن إلي بيروت ثم القاهرة، وللتأمين عودتنا في المطار استقبلتنا المخابرات وذهبنا لقيادة وزارة الدفاع، والتقينا وزير الدفاع الفريق محمد فوزي وقال 3كلمات فقط :حمد الله علي السلامة، أما رئيس الأركان محمد احمد الصادق فقام بعناقنا وتهنئة قوية، وكان له الفضل في كل العمليات الخاصة هو من أعطي الروح للعمليات الاستنزاف، وهو من أطلق المجموعة 39وكان قائد القوات البحرية إسماعيل فهمي ينتظرنا في الإسكندرية، في مكتبه مهنئا ومستمعا للتفاصيل.
كان أكثر شىء فرحني بعدها أمى، ولم أكن قد أعلنت لها إني في مهمة، إلا أنها أقسمت عندما عرفت بتفجير سفينتين في ميناء ايلات، أنها قالت لهم ابني رامي هو اللي عملها.
كنا نحتاج إلى أن يعود الثقة لشعبنا والحمد لله كانت من أهم العمليات التي أعادت تلك الثقة.
في ذكرى النصر.. بوابة الأهرام تنفرد بأول حوار مع بطل تدمير سفينة "بات يم"
القبطان رامي عبد العزيز


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.