قطاع الخدمات المالية غير المصرفية يتصدر نشاط البورصة المصرية الأسبوع الماضي    رئيس "قوى عاملة النواب" يشيد بالبيان المصري العربى الإسلامى برفض سيطرة إسرائيل على غزة    مرموش وهالاند يقودان هجوم مانشستر سيتي أمام باليرمو وديا    الشوط الأول.. الأهلي يتعادل مع مودرن سبورت سلبيًا في الدوري    قائمة منتخب مصر لخوض بطولة الأفروباسكت 2025    حبس صانعة المحتوى «نعمة أم إبراهيم» 4 أيام بتهمة نشر مقاطع خادشة    الإعدام شنقا ل3 عاطلين والسجن المشدد ل4 آخرين قتلوا شخصا وشرعوا في قتل شقيقه ببنها    بلاغ للنائب العام ضد التيك توكر "مانجو" بتهمة الفسق والفجور    فرقة أسوان للفنون الشعبية تقدم عروضها فى مهرجان ليالينا    رامز جلال يشارك في عزاء الفنان سيد صادق ويواسي نجله المؤلف لؤي    اللواء أيمن عبد المحسن: نتنياهو يعمل على إبعاد نفسه عن المسائلة    الدكتور محمد ضياء زين العابدين يكتب: معرض «أخبار اليوم للتعليم العالي».. منصة حيوية تربط الطلاب بالجماعات الرائدة    بوتين يطلع الرئيس البرازيلي على أهم نتائج محادثاته مع المبعوث الأمريكي ويتكوف    احتلال غزة!    البلوجر حسناء شعبان في قبضة الداخلية بتهمة التعدي على قيم المجتمع    شراكة جديدة بين محافظة المنيا والهيئة القبطية الإنجيلية لدعم الأسر الأولى بالرعاية    مجدي السعيد بدوي مديرًا لمنطقة الغربية الأزهرية    «وداعا سليمان العبيد».. محمد صلاح يشارك تعزية يويفا في وفاة «بيليه فلسطين»    حقيقة تدهور الجهاز المناعي ل «أنغام».. ما زالت في المستشفى    إليسا تٌشوق جمهور الساحل: «أخيرًا في مصر.. 14 أغسطس»    فضل صلاة قيام الليل.. تعرف عليه    يسري جبر: «الباءة» ليس القدرة المالية والبدنية فقط للزواج    أمين الفتوى يوضح حكم قراءة القرآن والتسبيح دون حجاب    تنسيق المرحلة الثالثة 2025.. توقعات كليات ومعاهد تقبل من 55% وحتى 50% أدبي    ضبط تشكيل «بياضة وطوبسية» بتهمة الاتجار في المواد المخدرة بالدقهلية    259 كرسيًا و6 أدوار.. مستشفى أسنان جامعة سوهاج يستعد للافتتاح قريبًا -صور    ينظم الضغط ويحمي القلب.. 6 فوائد ل عصير البطيخ    ترخيص 817 مركبة كهربائية خلال يوليو الماضي ..المركز الأول ل بى واى دى    "إنستاباي" ينهي تحديثاته الدورية بنجاح وعودة جميع الخدمات للعمل بكفاءة كاملة    الموز والتمر- أيهما أفضل لسكري الدم؟    رئيس لبنان: دماء شهدائنا الأبرار لن تذهب هدرا وستبقى منارة تضيء طريق النضال    ناصر القصبي يشارك في موسم الرياض.. وتركي آل الشيخ يعلق: مسرحية مهمة    ب"فستان أنيق".. أحدث ظهور ل نرمين الفقي والجمهور يغازلها (صور)    شيخ الأزهر يلتقى عدد من الطلاب ويستذكر معهم تجربته فى حفظ القرآن الكريم فى "كُتَّاب القرية"    «اتفق مع صديقه لإلصاق التهمة بزوج خالته».. كشف ملابسات مقتل شاب بطلق ناري في قنا    حبس مزارع وشقيقته تسببا في وفاة زوجته بالشرقية    «المستلزمات الطبية» تبحث الاثنين المقبل أزمة مديونية هيئة الشراء الموحد    وزير المالية: حريصون على الاستغلال الأمثل للموارد والأصول المملوكة للدولة    نائب رئيس هيئة الكتاب: الاحتفال باليوم العالمي لمحبي القراءة دعوة للثقافة    محافظ الإسماعيلية يستقبل سفير دولة الهند ويتفقدان مصانع EMBEE    الصحة: إحلال وتجديد 185 ماكينة غسيل كلوي    تتبقى 3 أيام.. «الضرائب» تعلن موعد انتهاء مهلة الاستفادة من التسهيلات الضريبية المقررة    رغم الغضب الدولى ضد إسرائيل.. قوات الاحتلال تواصل قتل الفلسطينيين فى غزة.. عدد الضحايا يقترب من 62 ألف شخصا والمصابين نحو 153 ألف آخرين.. سوء التغذية والمجاعة تحاصر أطفال القطاع وتحصد أرواح 212 شهيدا    أخبار الطقس في الإمارات.. صحو إلى غائم جزئي مع أمطار محتملة شرقًا وجنوبًا    محافظة الجيزة: أنشطة وبرامج مراكز الشباب من 10 إلى 15 أغسطس 2025    ما هو الصبر الجميل الذي أمر الله به؟.. يسري جبر يجيب    برلماني: موقف مصر ضد احتلال غزة رفض تام وحاسم لسياسات الإبادة والتجويع    موعد انطلاق الدعاية الانتخابية في انتخابات "الشيوخ" بجولة الإعادة    رئيس الوزراء يوجه بالاهتمام بالشكاوى المرتبطة بارتفاع درجات الحرارة    ارتفاع أسعار البيض اليوم السبت بالأسواق (موقع رسمي)    موعد قرعة دوري أبطال أفريقيا والكونفدرالية والقنوات الناقلة    تعرف على موعد فتح باب قبول تحويلات الطلاب إلى كليات جامعة القاهرة    «100 يوم صحة» قدمت 37 مليون خدمة طبية مجانية خلال 24 يوما    مكتب التنسيق الإلكتروني بجامعة العريش يستقبل طلاب المرحلة الثانية    وقف إبادة قطاع غزة أبرزها.. 3 ملفات رئيسية تتصدر المباحثات المصرية التركية بالقاهرة    الكوكي: فوز مهم أمام الاتحاد وشخصية المصري كانت كلمة السر في حصد النقاط الثلاث    علي معلول: جاءتني عروض من أوروبا قبل الأهلي ولم أنقطع عن متابعة الصفاقسي    «قعدتوا تتريقوا ولسة».. رسالة نارية من خالد الغندور بعد فوز الزمالك على سيراميكا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الزمان المصرى:تروى حصريا أسرار حرب الإستنزاف على لسان أبطال ايلات الحقيقيين
نشر في الزمان المصري يوم 19 - 10 - 2010

( الزمان المصرى ) تنشر الرواية الحقيقية لعملية المدمرة ايلات من أفواه أربعة من أبطال العملية ،
ونضعها أمام الجيل الجديد ليعلم كم التضحيات التى ضحى بها أبطالنا فى سبيل تحرير الوطن .فأكد أبطال حرب أكتوبر أن حرب الاستنزاف كانت بوابة الانتصار لحرب أكتوبر وذلك من خلال العمليات الناجحة التي قامت بها القوات المصرية ووجهت بها ضربات موجعة للعدو وألحقت به هزائم منكرة ..
جاء ذلك خلال الندوة التى عقدت بمكتبة مبارك بالمنصورة فى حضور الأبطال الحقيقيين لعمية المدمرة ايلات .. اللواء عمر عز الدين واللواء نبيل عبد الوهاب واللواء وسام عباس حافظ واللواء محمد عكاشة .. وأدار الندوة الزميل حازم نصر مدير مكتب أخبار اليوم بالمنصورة بحضور عدد من أساتذة الجامعة وطلبه المدارس والكليات .
فى البداية ذكر اللواء عمر عز الدين أن (عملية إيلات) كانت واحدة من سلسلة عمليات ناجحة للقوات المصرية ضد العدو الإسرائيلي ، وذلك عندما قررت القوات المصرية دخول إيلات لأن الولايات المتحدة الأمريكية أمدت إسرائيل بناء على طلبها في أوائل عام 68 بناقلتين بحريتين أحداهما تحمل 7 مدرعات برمائية واسمها (بيت شيفع) وناقلة جنود (بات يم )
واستغلت إسرائيل تفوقها البحري الكاسح وشنت حوالي 3 أو 4 عمليات قوية بواسطة الناقلتين على السواحل الشرقية لمصر منها ضرب منطقة الزعفران حيث ظل جنود الكوماندوز الإسرائيلى في المنطقة 15 ساعة كاملة وكان الغطاء الجوى الاسرائيلى يوفر للناقلتين حرية الحركة فتقوم البرمائيات بالنزول على الشواطيء المصرية ويقوم الكوماندوز بالدخول لأى منطقة عسكرية وأسر رهائن ونهب المعدات .
فقررت القيادة العامة للقوات المسلحة القيام بعملية بهدف التخلص من الناقلتين بأى وسيلة واستقر الأمر على القوات الجوية لتقوم بشن هجوم على الناقلتين في العمق الاسرائيلى وكانت احتمالات الخسائر كبيرة جدا لذا وافق الرئيس عبد الناصر على اقتراح قائد القوات البحرية بتنفيذ أول عملية للضفادع البشرية المصرية في العمق الاسرائيلى عن طريق الاستطلاع
يتم التحقق من أن الناقلتين تخرجان دائما من ميناء ايلات إلى شرم الشيخ بخليج نعمه ومنه إلى السواحل الشرقية المصرية .. فتم تشكيل ثلاث مجموعات من الضفادع البشرية كل مجموعة مكونة من فردين ضابط وصف ضابط وسافروا إلى ميناء العقبة القريب من ايلات وتم تحضير مجموعتين وكانت الخطة الأولى تقتضى بأن تهاجم إحدى المجموعات الناقلتين إذا غادرتا مبكرا وقامت بالمبيت فى خليج نعمه
أم الخطة الثانية كانت ستنفذ إذا قامت بالمبيت في إيلات فيكون التنفيذ فى جانب المجموعات الثلاث الموجودة فى العقبة .. ما حدث أنهما قامتا بالمبيت فى ايلات فعلا وقامت مجموعة العقبة فى 16 نوفمبر عام 69 بالخروج بعوامة من العقبة حتى منتصف المسافة ثم السباحة إلى الميناء لكنهم لم يتمكنوا من دخول الميناء الحربي فقاموا بتلغيم سفينتين إسرائيليتين هما (هيدروما ودهاليا) وكانتا تشاركان فى المجهود الحربي الاسرائيلى فى ميناء ايلات التجاري
وهذه هي العملية التي استشهد فيها الرقيب (محمد فوزي البرقوقى) وقام زميل مجموعة الملازم نبيل عبد الوهاب فى ذلك الوقت بسحب جثمانه إلى الشاطىء الأردنى حتى لا تستغل إسرائيل الموضوع إعلاميا وعلى الرغم من أن العملية لم تحقق أهدافها المرجوة إلا أن العملية كانت جيدة وأدت إلى ضجة كبيرة جدا داخل وخارج إسرائيل ورفعت الروح المعنوية للقوات المصرية.
وفى الوقت ذاته أدركنا أننا تمكنا من الوصول إلى إيلات وأننا نريد (بيت شيفع وبات يم) فأصدروا تعليمات للناقلتين بعدم المبيت فى ميناء إيلات بحيث تقوم بالتجول فى البحر بداية من 6 أخر ضوء وحتى أول ضوء لأن قوات الضفادع البشرية لا يمكنها العمل نهارا وقامت الناقلتين تحت الغطاء الجوى بالهجوم على (جزيرة شدوان ) وهى جزيرة صخرية مصرية تقع فى البحر الأحمر وأسروا عددا من الرهائن واستولوا على كميات كبيرة من الذخائر ونقلوها بواسطة (بيت شيفع)
وأثناء تفريغ الذخيرة انفجر بعضها مما أدى إلى مقتل نحو 60 إسرائيليا وتعطل باب الناقلة الذي كان يعمل هيدروليكيا فتم نقل هذه المعلومات للقيادة المصرية عن طريق نقطة المراقبة الموجودة فى العقبة وقدرت إسرائيل إننا نستغل فترة وجود الناقلتين بالهجوم عليهما وقاموا بعمل تجهيزات كثيرة لإعاقة أى هجوم محتمل منها أن قامت طائرات هليكوبتر بإطلاق قنابل مضيئة للرؤية منها وتمت دراسة كل هذه التغييرات وحصلت البحرية على الضوء الأخضر للقيام بالعملية قبل إصلاح الناقلة وتم تشكيل مجموعتين الأولى بقياده الملازم (عمرو البتانونى) ومعه الرقيب (على أبو ريشه) والثانية بقيادة الملازم أول (عبد العزيز) ومعه الرقيب (محمد فتحي)
وتحركنا فى الإسكندرية بمعداتنا إلى العراق حيث هبطنا فى مطار h3واستقبلنا أعضاء من منظمه فتح الفلسطينية ومنها سافرنا برا إلى الأردن حيث قمنا بالمبيت لليلة واحدة قمنا خلالها بتجهيز الألغام والمعدات وانتقلنا إلى ميناء العقبة حيث استقبلنا ضابط أردنى تطوع للعمل معنا بغير علم سلطات بلاده لأن المنطقة هناك كانت مغلقة عسكريا فكان من الضروري أن نحصل على معاونة من أحد أفراد القوات المسلحة الأردنية
وفى العراق كانوا على علم بأننا نجلب معدات الكترونية لمنظمة فتح الفلسطينية وكان هذا ممكنا ومتاحا لأن العراق كان يساعد الحركة ودخلنا المنطقة العسكرية الأردنية وقمنا بالتجهيز النهائي ونزلت الماء بالفعل فى الساعة الثامنة والثلث مساء 5 فبراير 1970 بدون عوامة لأنها كانت تحتاج لتجهيزات خاصة واعتمدنا على السباحة والغطس وفى منتصف المسافة اكتشف الرقيب محمد فتحي أن خزان الأكسجين الخاص به أوشك على الانتهاء فتم اتخاذ قرارا بعودته إلى منطقة الإنزال
وأكملت المهم بدونه إلى أن وصلنا إلى منتصف الليل تماما إلى ميناء ايلات بعد السباحة والغطس نحو 5.5 ميل بحري وفى الساعة 12.20مررنا من تحت الشباك وهجم الملازم أول (رامي عبد العزيز) بمفرده على( بات يم) بينما الملازم أول (عمرو إبراهيم) وزميله على الناقلة( بيت شيفع) وقمنا بتلغيمها وضبطنا توقيت الانفجار على ساعتين فقط بدل من أربع ساعات كما كانت الأوامر تنص ففرد القوات الخاصة له أن يقوم بالتعديل فى الخطة الموضوعة حسب مقتضيات الظروف
وفى الساعة الثانية من صباح اليوم التالي بدأت الانفجارات تدوي فى ايلات وخرجت الدوريات الإسرائيلية للبحث عن منفذي الهجوم لكن إرادة الله فوق كل شيء وكما قال الله تعالى " فأغشيناهم فهم لا يبصرون " فقد وصلنا بنجاح إلى الشاطيء الأردنى فى ميناء العقبة قبضت المخابرات الأردنية علينا فقد أدركت أن هذا لهجوم لابد أنه انطلق من أراضيها وكانت القصة التي ينبغي أن نذكرها فى هذه الحالة إننا ضفادع بشرية مصرية نقلتنا الهليكوبتر قرب ايلات وكان من المفترض أن تعود لكنها لم تفعل وأن لدنيا توجيه بتسليم أنفسنا لأشقائنا فى الأردن لإعفائها من حرج استخدام أراضيها فى تنفيذ هجوم عسكري دون علمها .
ويضيف اللواء نبيل عبد الوهاب أننا دخلنا ببسبورتات مزورة وكانت توجد نقطة مراقبة فى العقبة تبلغ القاهرة فتقوم القاهرة بإرسال التعليمات لنا عن طريق جهاز الاستقبال كان فى حجم الدولاب وكان الاتفاق أن إشارة بدأ العملية إذاعة أغنية بين (شطين وميه) أما إذا تقرر وقف العملية إذاعة أغنية( غاب القمر) واستشهد الرقيب (محمد فوزي البرقوقى) تحت الماء ولكن لم يكن بسبب أن الإسرائيليين ضربوه بالرصاص فى الماء كما فى الفيلم وإنما استشهد بحادثة من حوادث الغرق تحدث حتى فى التدريب بتسمم الأكسجين لأن جهاز النتفس كان عبارة عن أكسجين نقى فى دائرة مغلقة ومن عيوبه أن يحدث تسمم أكسجين فى الأعماق البعيدة أثناء الغطس
وإثناء العملية كانت المياه شفافة جدا وكانت توجد إنارة بجانب المركب لا أعلم لماذا يبدو أنهم كانوا متوقعين؟ فاضطررنا للغطس على عمق أكبر فحدث له تسمم وكانت التعليمات أن نترك من يستشهد ولكني فضلت أن أخذه إلى الشاطيء لأنه كان زميل عزيز وكان آنذاك21 عاما وكذلك لكي لا أعطى الفرصة للإسرائليين بأنهم قتلوه وكنت أتمنى أن يدفن فى مصر وسبحت به 16 كيلو متر ودفن فى بلده .. أما فى العملية الثانية 5 و6 فبراير كنا قد عرفنا الصعوبات واستعدينا لها وتمت بنجاح وأعلن موشيه ديان بعدها فى الكنيست أنه لن يدخل صرصور مصري الميناء بعد الآن
ولكن دخلنا بعدها بأسبوعين وتمت العملية أيضا بنجاح وكان ما يضايق الإسرائليين أن حروبهم دائما كانت خارج أراضيهم ساء فى مصر وسوريا ولبنان والأردن فقاموا بعمل شباك فقطعنا الشباك وعبرنا وقاموا بإلقاء عبوات ناسفة تحت الماء للقضاء على الضفادع البشرية فى العملية الأولى لم أسمع طوال العملية سوى عبوتين لكن فى العملية الثانية كان بمعدل كل دقيقتين عبوة متفجرة حتى تحول الأمر إلى جحيم تحت الماء وكنت أنا والقبطان عمر في هذه العملية سويا وواجهنا مشكلة بسبب الشكل المخروطي للغم الذين كان يجعله يطفو على السطح فقال لي القبطان عمر عز الدين وقتها لو اضطررت أن احتضن اللغم حتى ينفجر سأفعل
ولكن وصلنا إلى حل أننا نلف اللغم بحزام الرصاص الخاص بي من أجل الغطس ثم نسبح بعد ذلك بسرعة ولكن كان من أثار العبوات أنها أدت إلى خلل فى التيمر الخاص بالمتفجرات فانفجر الساعة ال 7.30 صباحا بدل من 12 ظهرا وتم تدمير الرصيف الحربي وراح الإسرائيليون من أجل عمل معاينة فانفجر اللغم الثاني وقتل منهم 12 فرد
ويقول اللواء طيار محمد عكاشة هناك بعض المواقع على الانترنت قلبت فيه الحقائق وجعلت كأن اليهود هم من انتصروا فى المعركة ولكن اليهود حرفوا الأديان فمن السهل عليهم أن يحرفوا في الحروب فى عهد اللواء محمود فهمي قائد القوات البحرية فى ذلك الوقت حيث عمليات كثيرة عظيمة وحرب الاستنزاف كانت حرب عظيمة حاربنا فيها اليهود على مدار 500يوم وألحقنا بهم خسائر منكرة وكان يوم 11 يونيو عام 76 يوم تاريخي للمصريين عندما أعلن عبد الناصر تنحيه عن الحكم ولم يعترف الشعب بالهزيمة وطالب الرئيس عبد الناصر بالاستمرار وبدأ عبد الناصر منذ ذاك اليوم بتجهيز قواتنا لحرب الاستنزاف في أول يوليو 67 .
بعد وقف إطلاق النار بعشرين يوم قام اليهود بالسقوط على رأس العش فقامت بمهاجمتهم فصيلة صاعقة بقياده الملازم( فتحي عبدا لله وملازم محمد الجزار والرقيب البطل حي سلامه و32 عسكري) استطاعوا أن يوقفوا الهجوم الإسرائيلي الذي كان مكون من 10 دبابات وعربات مدرعة ومن هنا أصبحت رأس العش هى بداية حرب أكتوبر 73 وهذا ما أثبت للجندي المصري أنه قادر على هزيمة العدو .
فى الحقيقة بعد 67 كانت أصابع الاتهام من كل الشعب حتى فى عائلاتنا أنفسهم فقمنا فى 14 أو 15 يوم بعمل هجوم جوى على اليهود فى سيناء لدرجة جعلت موشيه ديان يعطى أوامره بانسحاب 30 كيلو متر شرق القناة . وبسبب ضعف الإمكانيات فى ذلك الوقت لأننا كنا خارجين من نكسة والجيش فى حالة بناء توقفنا عند هذا الحد ولم نكمل وفى 28 ديسمبر 68 أسقطنا منهم 4 طائرات ميراج بكمين وفى عامي 68 ، 69 قامت قوات الصاعقة بعمليات بطولية هائلة كنا نقوم بهجوم ندمر فيه الموقع تماما
وفى 10 يوليو 69 خرجت كتيبة صاعقة الساعة 5 عصرا وهاجمت موقع من مواقع العدو وقتلوا كل من فيه وأخذوا 2 أسرى من اليهود وفى 20 يوليو 69 كنت أنا قائد السرب ميج 17 بقاعدة المنصورة قمنا بضرب مواقع لهم الساعة 4 عصرا بعد أن قاموا بمهاجمة بورسعيد حيث قمنا بضربهم بصواريخ روك ودمرناهم كان للعميد حسنى مبارك فى ذلك الوقت جهد رائع فى هذا لمجال
.وهذه أرقام هامة عن حرب الاستنزاف فعلى مدى سنة قام المصريون ب 273 طلعة جوية استشهد خلالها 3 شهداء فقط هم الشهيد (محمد جابر والشهيد جلال سعدا لله والشهيد محمود حمدي) تمت إصابتهم بالمدفعيات وليس بالطائرات فى الوقت الذى كنا نستخدم فيه الميج 17 كانوا هما يستخدمون طائرات ميراج كنا نسميها القرش من إمكانياتها المتطورة آنذاك وهذا ما جعلنى أتعجب بعد ذلك من النتائج التي كنا نحققها عندما جربت طائرات الميراج .
ومدة حرب الاستنزاف كانت 500 يوم حصل خلالها 4000 اشتباك بالوسائل المدفعية بيننا وبينهم كان إجمالى العمليات لدينا 81 هجوم مصري ناجح فى مقابل عدو قوى قام فقط ب 31 هجوم ناجح بنسبة 1 إلى 2.6 كان لدى المصريين 352 طائرة بإمكانيات محدودة فى مقابل 504 طائرة إسرائيلية بإمكانيات ضخمة أى بنسبة 80% لصالح الإسرائليين .
وكان هناك 470طلعة جوية لمصر على إسرائيل فى مقابل 7974 طلعة لإسرائيل رموا فيها 21 ألف طن قنابل على الجبهة المصرية ورمينا نحن 310 طن قنابل على الجبهة الإسرائيلية مع ملاحظة أن طائراتهم كان لها القدرة على حمل 2000 كيلو فى مقابل 20 كيلو للمصريين وباعترافات اليهود كانت خسائرهم بنهاية حرب الاستنزاف 827 قتيل و3141 أسير وجريح وعن المصريين 166 شهيد 318 جريح .
ويعلق اللواء وسام عباس حافظ والد اللواء عباس حافظ الذي استطاع الهرب من سجون الإسرائليين فى 48 وكان له دور كبير فى طرد الإتجليز من مصر فى أكتوبر 67 عمل الاسرائليون حفلة فى ميناء حيفا وكان عليها طلبة القوات البحرية الإسرائيلية فقامت اثنتين من اللنشات المصرية بالهجوم على المدمرة ايلات فاستشهد الشهيد (رجائي حتاتة والقائد عوني عادل وممدوح شمس ) وقام اليهود بعمل حفلة ثانية بهذه المناسبة وكانت المدمرة ايلات تتحرك فى مياه مصر الإقليمية وكان ضابط القاعدة البحرية فى بورسعيد متضايقين
وفى بلبيس وجدوا المدمرة تتجول فقال البطل (شاكر عبد الواحد) وكان نقيب وقتها لما سمع بمجيء المدمرة أنا سأقوم بتدميرها على الرغم من أنه فى ذلك الوقت كانت توجد أوامر بمنع الضرب بسبب أن الجيش فى حالة بناء فخرج وركب اللنش وأخذ معه سرب وخرج وراءه( فتحي جاد الله ) وقام بالهجوم على مسافة 12 ميل وأخرج الصاروخ الأول ثم الثاني ودخل فتحي جاد الله وأصاب المدمرة للمرة الثالثة وهنا قسم الصاروخ المدمرة إلى نصفين وضرب صاروخ آخر فى الماء فقتل منهم أكثر من 350 قتيل بالإضافة للجرحى .
وقد اشتركت فى توسع قناة السويس وزدنا عمقها إلى 25 متر مربع بعد أن كانت 15 متر وكان لي دور فى عمل الخرائط البحرية لقناة السويس وتجديد المجرى الملاحي وطلبوا منى إنشاء مركز علوم البحار فى شرم الشيخ المتواجد حاليا وفوجئت أن قائد القوات البحرية الإسرائيلية السابق كان مصمم على مقابلتي في ذلك الوقت فى مركز علوم البحار وعندما قابلته قال لي : أريد أن أسألك سؤالين ..
الأول هل تعرف شخص اسمه عباس حافظ ؟ فمنذ عام 48 فجأة اختفى من السجن الاسرائيلى ؟ فأجابته أنه استطاع ان يهرب بنجاح ومفتاح الزنزانة معه فى ميدالية مفاتيحه ويريد أن يرسله لكم .
السؤال الثاني ..كيف استطعتم أن تدخلوا ايلات ؟فراوغته في الإجابة وقلت له نحن لم ندخل مرة واحدة بل مرات ولم تستطيعوا حتى الآن أن تعرفوا كيف على الرغم من أنكم كنتم تستعملون جهاز موجات فوق الصوتية لرصد السمك في الماء فما بالك بالضفادع البشرية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.