يحيي العالم يومي 10 و11 مايو الجاري، اليوم العالمي للطيور المهاجرة 2017 تحت شعار "مستقبلنا هو مستقبلهم"، حيث يهدف الاحتفال هذا العام إلي دعم جهود الحملة العالمية للتوعية وتسليط الضوء على ضرورة المحافظة على الطيور المهاجرة، والتحذير من التهديدات التي تواجه طرق ومسارات الطيور المهاجرة وتبيان أهميتها البيئية والحاجة إلى التعاون الدولي للحفاظ عليها. وتدعو الحملة الأفراد في العالم إلى المشاركة في التنبيه لهذا الحدث العالمي عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي والمشاركة في المناسبات العامة التي تخص الطيور كالمهرجانات وبرامج التعليم والمعارض ومراقبة هجرة الطيور. وبدأ الاحتفال بهذا اليوم لأول مرة عام 2006، كحملة توعية عن الطيور المهاجرة وذلك بناء على الاتفاقية الدولية لصون الطيور المائية المهاجرة (الأيوا)، ثم تطورت الحملة من مجرد زيادة الوعي العام إلى وضعها على الأجندة السنوية للاحتفالات العالمية بالبيئة والتنوع البيولوجي بإشراف الأممالمتحدة. وتهدف الاحتفالية السنوية إلى زيادة الوعي بأهمية الطيور المهاجرة باعتبارها أحد أهم المكونات والمؤشرات الهامة للتنوع البيولوجي، بالإضافة إلى دورها في تنشيط سياحة مشاهدة الطيور كأحد الأنشطة الصديقة للبيئة والداعمة لقطاع السياحة وتطوير صناعة السياحة البيئية. وتعرف هجرة الطيور علي أنها رحلة موسمية تقوم بها أسراب من الطيور قاطعين مسافات هائلة عبر الصحاري وقمم الجبال العالية والمحيطات، وتصل هذه الطيور إلى هدفها في وقت واحد يتطابق مع الوقت التي وصلت فيه في العام السابق. وتصل المسافة التي تقطعها بعض الأنواع في هجرتها إلى 50 ألف كيلومتر في السنة، وبعض الأنواع الأخرى تستمر بالطيران بدون انقطاع لمدة تصل إلى 100 ساعة مع منظومة تحديد دقيقة للاتجاهات عند تلك الطيور، وكذلك بعض الأنواع لها القدرة على الطيران لمسافات طويلة ليلاً ونهاراً دون توقف، وهذه القدرة هامة للغاية للتمكن من عبور الصحاري الكبرى الممتدة لآلاف الكيلومترات بدون طعام أو ماء. وقبل بدء رحلتهم لعبور الصحراء، تقوم الطيور بأكل طعام غني بالدهون مثل حبوب الذرة. يذكر أن هناك نحو 280 نوعا من الطيور المهاجرة منها: البجع ؛ اللقلق ؛ الرهو ؛ الزرزور؛ النورس ؛ السنونو؛ الصقر؛ العقاب؛ أسود الرأس؛ الذعرة ؛ مالك الحزين؛ الحدأة ؛ وغيرها الكثير. كما أن هناك عدة عوامل تؤدي إلى هجرة الطيور أهمها، عندما يحل فصل الشتاء في النصف الشمالي من الكرة الأرضية تبدأ الثلوج بالتساقط، فتغطي الغذاء الذي تتناوله الطيور، وتبدأ البحث عن مصادر غذاء جديدة في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية، ويكون مسار الهجرة بالعكس في فصل الصيف. ويتزايد الاهتمام العالمي بالطيور المهاجرة، سواء من خلال الاتفاقيات ومذكرات التفاهم وخطط العمل العالمية، لدورها المهم في النظام البيئي العالمي، فهناك اتفاقية الطيور المائية بين إفريقيا وآسيا، ومذكرة التفاهم للطيور الجوارح واتفاقيتي التنوع الأحيائي والمناخ. ويأتي هذا الاهتمام العالمي بالطيور المهاجرة لما لها من دور مهم في النظام البيئي العالمي، بالإضافة لعلاقتها بصحة الإنسان والاقتصاد لكثير من دول العالم. وتعتمد الكثير من الدول في اقتصادها على برامج سياحية في محميات ومنتزهات برية والتي تتواجد بها الطيور المهاجرة خلال تكاثرها أو عند قضائها فترة الشتاء، وهناك الكثيرين ممن يسافرون لمناطق عدة لمشاهدة الطيور البرية والمهاجرة، ويصل دخل السياحة لمشاهدة الطيور بالعالم إلى حوالي بليون دولار سنوياً، ناهيك عن تجارة الأدوات الخاصة بهذه السياحة كالمناظير المقربة والكتب المتخصصة عن طيور تلك المناطق وغيرها من النشاطات المصاحبة، وقد لعبت هذه السياحة دوراً في حماية بيئات الطيور وكذلك في رفع المستوى المعيشي للسكان المحليين. وللطيور دور كبير في النظام البيئي، فهي مؤشر لتغير التنوع الإحيائي والبيئة، فزيادة أعدادها أو نقصها يدل على التغيرات الحاصلة للتنوع الإحيائي وبيئات المنطقة، فهي تتغذى على الحشرات والقوارض وهذا يوفر مبالغ كبيرة يمكن أن تصرف في المبيدات الحشرية، فمثلاً هناك الصقور التي تهاجر من وسط آسيا عبر القارة الهندية لتقضي الشتاء في جنوب إفريقيا، وتقوم بالتخلص من أكثر من 2.5 بليون نملة بيضاء خلال تواجدها بمناطقها الشتوية بجنوب إفريقيا والتي تصل مدتها من 3-4 أشهر، بالإضافة للحشرات الأخرى كالجراد الصحراوي وأنواع من الديدان والتي تؤثر على المزروعات. ولكن مع الصيد الجائر الذي تتعرض له هذه الطيور في شمال الهند والذي قدره بعض الباحثين بحوالي من 120 ألفا إلي 140 ألف طائر بين عامي 2006 - 2012، فإن المشاكل البيئية والاقتصادية طرحت أعباء اقتصادية كبيرة على جنوب إفريقيا، بسبب تأثر الإنتاج الزراعي بزيادة أعداد النمل الأبيض والحشرات الضارة الأخرى. وفي مصر، يتابع يتابع آلاف السائحين من مختلف الجنسيات ظاهرة سنوية نادرة، وهي سفر ملايين الطيور المهاجرة النادرة من37 نوعا علي رأسهما الصقور والنسور والبجع الأبيض واللقلق الأبيض، في العين السخنة وشرم الشيخ والأقصر وأسوان.