حذر سامح عاشور نقيب المحامين ورئيس اتحاد المحامين العرب من تحويل الملف السوري إلي مجلس الأمن، قائلا إن الأزمة إذا دخلت مجلس الأمن لن تخرج منه ولابد من الاستفادة من درس العراق حتي لا يتكرر في سوريا. وأضاف إذا ضاعت سوريا ضاع لبنان والعراق والأردن وخسر الجميع، ولا ينبغى الارتكان إلى قناعاتنا والتصلب بآرائنا وإنما ينبغى قراءة المشهد بطريقة واقعية. جاء ذلك في كلمته أمام اجتماعات الأمانة العامة لاتحاد المحامين العرب والتي تعقد بالعاصمة الأردنية عمان في قراءة سريعة لثورات الربيع العربى وموقف الحكام منها. وأشار عاشور إلى أن التدخل الأمريكى فى العراق جاء على خلفية مناشدة من بعض العراقيين الذىن طالبوا أمريكا بالتدخل عندما قالوا "تعالوا انقذونا من صدام وحكمه"، وفى الوقت ذاته سادت حالة من الصمت والسلبية فى اتحاد المحامين العرب، وتركنا العراق وجلسنا نختلف هنا وهناك حتى انتهينا الى لا شىء وانتهى العراق وخرج من المعادلة الرئيسية كإحدى دول المواجهة مع الكيان الصهيونى، وبالتالى فإن خروج أمريكا من العراق لايسمى هروبا كما يحلو توصيفه من البعض ولكنه جاء بعد اكتمال البرنامج المعد لذلك بإخراج العراق من دائرة المواجهة مع الكيان الصهيوني وخرجت معه دول الخليج وأصبحت لا تبحث إلا عن تأمين نفسها في مواجهه ما حدث لها من اجتياح، وهو نفس ماحدث عند انفصال الجنوب فى السودان التى هى عمق مصر، ونحن لم نفعل شيئا وتواطأ حكامنا على السودان أمام أعيننا حتى كان ماكان. وأضاف قائلا "دعونا نكون صرحاء مع أنفسنا، لينفذ المخطط العام بإخراج كل المنطقة العربية وسوريا وكل إمكانية لمواجهة الكيان الصهيوني". ولم ينكر عاشور أن هناك قراءة أو نبوءة استعمارية لفكرة الفوضي الخلاقة، ولكنه سماها قراءة وليست صناعة وعرض المعادلة الصعبة وهو أن الحراك الذي يجري بالمنطقة العربية ما بين أنظمة تريد أن تبقي إلي الأبد ، وشعب وجماهير تتمرد ببطء وبشكل تدريجي على هذه القيود المفروضة عليها وما بين الحين والآخر تنفجر أي ثورة أو مظاهرة في أي مكان فيجرى ما لا يتوقعه أحد ويسعى الأعداء لتنفيذ مخططاتهم. وفى هذا الصدد فرق عاشور بين ثورتى تونس ومصر عن غيرهما باعتبارهما نموذجين مختلفين عن غيرهما لأن كلتا الثورتين كانت سلمية بدون استخدام سلاح، وانحياز القوات المسلحة في الدولتين كان للجماهير وأدي في النهاية إلي تميز الثورتين، رغم أن كلا النظامين المخلوعين بن على ومبارك كان عميلا للولايات المتحدةالأمريكية وعميلا للنظام العالمي الجديد وسقوطهما في هذه الثورة جاء على غير إرادة الولاياتالمتحدةالأمريكية ولم يرد ذلك فى قراءتها ونبوءتها السابقة، وهو مايفسر تراخي الاتحاد الأوروبي عن تأييد كلتا الثورتين، حتى تأكدوا أن الشعوب مصممة على الانتصار والتغيير. ونبه عاشور إلى الإشكالية التى يفرضها البعض عندما يوقعونا فى جدل يجعل القضية معقدة، وضرب مثلاً بما يحدث فى اليمن بأن هناك أطرافا لا تقبل بسقوط على عبد الله صالح إلا بسقوط كل ما هو موجود استكمالا لمسيرة الإسقاط وهو ما يصب فى النهاية لمصلحة الدول الاستعمارية. وقال عاشور إن الحقيقة لا توجد ديمقراطية في الوطن العربي لا في سوريا ولا غيرها من الدول العربية، مؤكدا أن ثمن الديمقراطية باهظ وعلينا تحمله ولا بديل عن الاحتكام للصندوق، مضيفا أن ثمن الديمقراطية مكلف، وتونس ومصر ستدفعان ثمن التغير الديمقراطي المقبل بأخطاء قد تحدث في الانتخابات وفي النهاية لابد أن نحتكم لصندوق الانتخابات ولابد أن يحدث تداول سلمي للسلطة ومن حق الشعب السوري أن يعبر عن استحقاقاته ولابد من الاستفادة من الدرس، لأن سوريا مقبلة على أن تدخل في حزام من الشر مدبر، فلابد أن نخرج من المأزق لأن هناك تصفيات وحسابات تريد أن تضرب عمق سوريا، فلابد أن نبحث عن مخرج لننقذ سوريا ولا نساير المعركة بمعاييرها الحالية.