أكد د.محمد سعيد إدريس رئيس لجنة الشئون العربية بمجلس الشعب على أن سوريا كانت دائما هى محدد ومؤشر على الإتجاه بالأمة العربية فعندما قامت الوحدة بين مصر وسوريا فى عهد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر عام 1958 ، كان الصراع الإستعمارى على سوريا كبير والوحدة كانت حائط صد فى وجه الاستعمار. وأضاف إدريس خلال لقائه ببرنامج " آخر كلام " أن المجتمع العربي كان يعول كثيرا على النظام السوري بسبب ممانعته للمشروع الاستعماري الغربي ودعمه للمقاومة العربية فى وجه الكيان الصهيوني ولم نكن نتوقع منه ذلك التعامل القمعي مع الشعب وعدم اتاحة الفرصة للحوار.
وشدد إدريس على ان سوريا مستهدفة وكثير من الأطراف الخارجية تريد أن تنهش فى سوريا الوطن والدور ، موضحا ان كل الدول التى أعلنت معاداتها للثورة المصرية ولا تزال ، تقدم اليوم دعما جبار لما ما يسمى بالثورة السورية وهذه مفارقة يجب أخذها فى الاعتبار.
وأوضح إدريس أن دخول أطراف أجنبية إلى سوريا يعنى تصفية نهائية لحلم الوحدة وللصمود أمام الكيان الصهيوني ويعنى باختصار أن سوريا ضاعت مثل العراق ، فعندما تصمت إسرائيل وتبتسم بخبث علينا ان ندرك ان هناك شيئا يدبر فى الخفاء ، لكنه على جانب آخر أوضح ان النظام السوري كان لزاما عليه ان يحتمي بشعبه ويكون رحيما به حتى يصمد فى وجه تلك المؤامرة لكنه بهذا التصرف يسير بالبلد إلى حرب أهلية.
وعن دور مصر فى هذه الأزمة لفت إدريس إلى أن مصر تجد نفسها فى موقف شديد الصعوبة فإما أن تتحول الى عنصر داعم بشكل مباشر لأن يحمل معارضو النظام السوري السلاح لإسقاط النظام او ترفض ذلك و تقف ضده لان أعداء سوريا وأعداء الأمة " الغرب و الكيان الصهيوني " يدعمون هذا التوجه ويمولوه ، ، مشددا فى الوقت ذاته على أن مصر مطالبة ان تقوم بواجبها القومي من اجل نصرة الشعب والحفاظ على الوطن عن طريق فتح حوار مع فصائل المعارضة بهدف توحيدها على مشروع وطنى يقود سوريا نحو الحرية و الكرامة مع الإلتزام بتقديم الدعم المادي كمؤن غذائية او أعمال اغاثة.
ونوه إدريس إلى أن الثورة فى سوريا لا تزال جنينية ولم تتطور وجزء كبير من معارضة " الداخل " يرفض وبشكل واضح وصريح التدخل الأجنبي ، لافتا إلى أنه ليس معني تأييد حزب الله أوإيران للنظام السوري أنهم يقاتلون فى سوريا .
وعن دور الجامعة العربية أشار إدريس إلى انه على الجامعة أن تتحمل كامل المسئولية ، ويكفى ما حدث فى ليبيا حين هربوا من القضية الليبية وحولوا الأمر الى مجلس الأمن فاتحين المجال أمام قوات الحلف الأطلسى للتدخل وليبيا سقطت تحت وصايتهم ، مؤكدا على أن دخول امريكا او فرنسا الى سوريا يعنى أن إسرائيل هى التى نفذت إلى قلب العروبة ، مشددا على ضرورة بلورة موقف عربي حقيقي مؤثر وليس هروبي يحول الأمر لمجلس الأمن ويجلس فى مقعد المتفرجين ، وفى حالة أن وصلنا لقرار نهائى وانه لا سبيل إلا بتدخل عسكري فواجب ان تكون تلك القوات عربية.
وعن التواصل مع المعارضة السورية أوضح إدريس أنه لا يمكن لمصر أن تكون تابعة او يملى عليها أدوار مشيرا إلى انه قد إجتمع مع ( المجلس الوطني وهيئة التنسيق ) على أمل توحيد الجبهتين و تشكيل قيادة حقيقية ، لكن الموقف متباعد جدا والمجلس الوطني كل ما يريده من مصر هو الدعم اللوجستي ، على ان يتولوا هم القيادة وتتبعهم مصر ، فالمجلس " الوطني " السورى لا يريد الوحدة مع غيره.
وانتقد إدريس بشدة فكرة تسليم السفارة لما يسمى بالمجلس الوطني معللا ذلك بأن ذلك المجلس اقرب الى باريس وبعض اعضائه ليس لهم علاقة من قريب او بعيد بسوريا رافضا ان يتم ذلك لأنهم لا يمثلون الشعب السوري ولم ينتخبهم أحد .
وعن الفارق بين ليبيا وسوريا ذكر إدريس أنه اذا أعدنا قراءة موقف الدول الغربية لعلمنا أنه لا استعداد من جانبهم لتدخل عسكرى صريح فسوريا ليست ليبيا وليس بها ثورة نفطية كبيرة تحولها الى مطمع بالنسبة لهم.
وعن تاريخ مصر وسوريا المشترك ذكر إدريس إلى أنه عاش الوحدة كطفلا وكان مواطنا فى الجمهورية العربية المتحدة ، وبكي هو واقرانه بقريته بالمنوفية عندما سمع الصوت الحزين للزعيم / عبد الناصر فى يوم الإنفصال ، موضحا أن الشعب اطفاله ورجاله كانت عروقه تنبض بالوحدة فى ذلك الوقت.
وعن العلم الجديد الذى يرفعه المعارضون فى سوريا والذى يعود تاريخه إلى مرحلة الإنتداب الفرنسى على سوريا أوضح إدريس اننا مستمسكون بعلم الوحدة الحالى " بين مصر وسوريا " وما يرفعه المعارضون السوريون هو علم ما قبل الوحدة.
ولفت إدريس إلى مخططات الغرب الدائمة للتآمر على وحدة الأمة العربية مشيرا إلى مؤتمر عقد بعد 7 سنوات من مؤتمر الصهيوني الأول عام 1905 واستمر لمدة سنتين بدعوة من وزير المستعمرات البريطانية ضم جميع الدول الاوروبية وخرجوا بمشاريع أهمها أنهم قسموا العالم إلى ثلاث حضارات اولها " الأوروبية" و هى حضارتهم عليهم ان يحموها ويسودوها على العالم ، و الثانية هى الحضارة الأسيوية " صينية وهندية " وهى ليست عدو وانما منافس ، اما الثالثة فهى الحضارة " العربية الإسلامية " واعتبروها هى العدو و الخطر الحقيقي على المشروع الاستعماري الغربي ، خاصة منطقة جنوب شرق البحر الأبيض والتى تضم " مصر وسوريا و العراق " لانه يسكنها شعب واحد يتحدث بلسان واحد ويدين بدين واحد وله ثقافة وحضارة واحدة ، وخططوا لمواجهة ذلك ب اولا العمل على التجزئة و التفتيت باقامة كيان غريب يفتتها هو الكيان الصهيونى ثانيهما بالإمعان بالحيلولة بين الامة العربية و العلم .
وفى ختام لاقائه بالإعلامي بسرى فوده أعرب عن أمنياته بأن ينتصر الشعب السوري وينتزع حريته بدون تدخل اسرائيل وامريكا فى سوريا لان هذا يعنى ضياع البلد ، منتقدا النظام السوري الذى رفض الحوار الحقيقى واختار استخدام السلاح فى وجه معارضيه.