بعد اتهامات السوريون لمسئولي اتحاد المحامين العرب بالتخاذل وعدم مساندة الشعب السوري وحقن الدماء التي تنزف باستمرار نتيجة تعنت بشار الأسد وتمسكه بالحكم ضد رغبتهم، قام نقيب المحامين المصريين ورئيس اتحاد المحامين العرب سامح عاشور بتقديم ما اسماه بخارطة طريق انقاذ سوريا لأعضاء الأمانة العامة للمحامين العرب، ليتم التناقش حولها وتنفيذها. حيث استمع عاشور لوجهتى النظر حول الأزمة السورية، مبدياً إستيائه من العنف الخطابى الحاد الذى غلف لهجة الفريق المؤيد للأسد، والذى تشدق بعرض بعض الإصلاحات التى منحها بشار لشعبه في حين تحدث الفريق المؤيد لانتفاضة الشعب السورى بهدوء عن ضرورة منح الشعب السورى مزيداً من الديمقراطية وحرية التعبير. عاشور رأى الحل في إقامة إستفتاء شفاف تتم مراقبته دولياً على استمرار بشار في الحكم أو تسليمه للسلطة بشكل سلمي، يقوم به إتحاد المحامين العرب، والمنظمة العربية لحقوق الإنسان، بحضور كل المنظمات المهنية العربية وجامعة الدول العربية ومنظمات دولية للمراقبة، في حين تعكف الان لجنة على اختيار الوفد المسافر الى سوريا واعداد برنامج واضح لعمل اللجنة مع ضرورة التفاهم قبل السفر مع السورين لتفهم لمهمة وابداء التعاون فى تنفيذها. وكان عاشور قد مهد لمبادرته قائلاً أن ثمن الديمقراطية مكلف، وأن تونس ومصر ستدفع ثمن التغير الديمقراطي القادم بأخطاء قد تحدث في الإنتخابات، إلا انه لابد من الاحتكام لصندوق الإنتخابات، ليحدث تداول سلمي للسلطة، مشيراً أنه من حق الشعب السوري أن يعبر عن استحقاقاته ولابد من الإستفادة من الدرس، لآن سوريا مقبلة على أن تدخل في حزام من الشر مدبر، لأن هناك تصفيات وحسابات تريد أن تضرب عمق سوريا، ولابد أن نبحث عن مخرج لننقذ سوريا ولا نساير المعركة بمعاييرها الحالية. فيما حذر عاشور السوريين من الاستنجاد بالغرب، وأشار إلى أن التدخل الامريكى فى العراق جاء على خلفية مناشدة بعض العراقيين لأمريكا بالتدخل، وهو نفس ماحدث عند انفصال الجنوب فى السودان، واضاف أن الحراك الذي يجري بالمنطقة العربية ما بين أنظمة تريد أن تبقي إلي الأبد، وشعوب تتمرد ببطء على القيود المفروضة عليها يفجر الثورات التي يسعى الأعداء خلالها لتنفيذ مخططاتهم الاستعمارية. رئيس اتحاد المحامين العرب فرق ثورتى تونس ومصر عن غيرهما باعتبارهما نموذجين مختلفين سلميين، منبهاً الى الاشكالية التى يفرضها البعض عندما يوقعونا فى جدل يجعل القضية معقدة، وأشار إلى انه لا توجد ديمقراطية في الوطن العربي لا في سوريا ولا غيرها من الدول العربية، مشيراً إلى إن الشعب السوري الذي وقف مع حافظ الأسد الرئيس ووقف مع بشار الأسد من حقه التداول السلمي للسلطة ومن حقه الكرامة وإخراج معتقليه ومن حقه الديمقراطية وأن ينتقل إلي دائرة المواجهة.