اليوم ينهي إضراب المعلمين عن العمل أسبوعه الأول منذ بدء تفعيله مع أول أيام بدء الدراسة، وسط انقسام بين المعلمين حول الاستمرار في الإضراب أو إنهائه، بينما يهيمن الارتباك على مواقف وزارة التربية والتعليم، وغياب تام لنقابات المعلمين الفرعية التي لم يمض على انتخاب أعضائها سوى أيام. يأتي ذلك وسط مواجهات وصلت إلى حد الاشتباكات بين المعلمين المضربين وأولياء الأمور الغاضبين، فيما ترقبت الأسر المصرية استعراض القوة بين المعلمين الذين امتنعوا عن دخول الفصول والوزارة التي بدت لا حول لها ولا قوة في هذه الأزمة، بعد أسبوع من دراسة غير منتظمة، وارتباك في المشهد التعليمي كله، وفيما يلي رصد لأهم المحطات التي مر بها الإضراب على مدى أسبوع. يوم السبت 17 سبتمبر اختلف موعد بدء الدراسة في مصر كالعادة منذ أن تقرر منح يوم السبت إجازة رسمية اعترفت بها بعض المحافظات المصرية، وألغتها محافظات أخرى وفق ما سمي حينها ب"ظروف كل محافظة". وقد تسبب هذا الاختلاف في موعد الدراسة في التقليل من شأن الإضراب بشكل كبير وهو ما دفع وزارة التربية والتعليم إلى تجاهل الإضراب يوم السبت، والتعامل معه بهدوء، حيث لم تصدر أي بيانات. بينما كان الموقف على أرض الواقع مختلفا. ففي الغربية توقفت العديد من مدارس عن العمل تماما، ومنها مدارس الإصلاح الابتدائية والزهراء الإعدادية للبنات، والصانع وصندفة الابتدائية، والسيدة عائشة، والثانوية المكيانيكة بالمحلة، وشهدت مدرستي صفية زغلول، والإمام محمد عبده الإعداديتين مشادات بين أولياء الأمور ومدرسي المدرستين، وهو ما تكرر في مدرسة سمنود الثانوية بنات طه حسين، وعبدالحي خليل، وهدى شعراوي، وعلي بن أبي طالب، والسيدة خديجة، والسادات وعشرات المدارس بامتداد المحافظة. وفي المنيا: شهدت مدارس مراكز سمالوط والمنيا وملوي إضراب العديد من المدارس، ورغم انتظام المدرسين في التوجه للعمل في المواعيد الرسمية إلا أنهم امتنعوا عن دخول الفصول، وشهدت عدة مدارس حالات من الفوضى بين الطلاب. وفي أسوان: شهدت المدارس التابعة لإدارة كوم أمبو التعليمية أكثر الإضرابات في المدارس التي تعمل بنظام الفترتين، والتي بدأت الدراسة بها يوم السبت ومنها الثانوية الصناعية والريفية الابتدائية. وفي الأقصر: أكد منصور محمد، عضو اتحاد معلمي الأقصر، أن إضراب المعلمين شمل مدارس محدودة على مستوى المحافظة منها الأقصر الإعدادية بنين، والأقباط الإعدادية، وطارق بن زياد الابتدائية، والفندقية الثانوية، والقباحي الغربي الإعدادية. وفي بني سويف: شهد عدد كبير من المدارس إضرابا شاملا، ومنها مدارس جبل النور الإعدادية بمركز ببا، وبيلفيا التجارية، وباها الإعدادية بمركز بني سويف حيث قام المدرسون بدخول المدارس وإثبات الحضور ثم رفضوا دخول الفصول. وفي كفر الشيخ: بدأت الدراسة في نحو 230 مدرسة فقط تعمل بنظام الفترتين أضربت منها 13 مدرسة بمختلف الإدارات التعليمية.. وفي الفيوم: شاركت مدارس عديدة في الإضراب منها مدارس العروبة الابتدائية، وتلات الإعدادية، والحواتم الابتدائية، و6 أكتوبر الإعدادية، والجمهورية الابتدائية، والمحمدية الإعدادية بنات، والنقراشي الإعدادية، والعسيلي الابتدائية وفي سوهاج: أضربت مدارس عديدة عن العمل خاصة بمراكز طما، وأخميم حيث انصرف الطلاب عائدون لمدارسهم بعد امتناع المدرسين عن دخول الفصول. وفي دمياط: أضرب معلموا نسبة كبيرة من المدارس عن العمل، ومنها مدارس الحرية التجارية، وعمار بن ياسر، وأحمد زويل الابتدائية. وفي جنوب سيناء: أضرب مئات المعلمين عن العمل، حيث توجهوا في الصباح الباكر لمدارسهم، وقاموا بالتوقيع بدفاتر الحضور، ثم توجهوا إلى ديوان مديرية التربية والتعليم بجنوب سيناء وتجمهروا أمامه. وقد شهد اليوم الأول تأييد عدد من الحركات والائتلافات لإضراب المعلمين ومن أبرزها حركة 6أبريل. يوم الأحد 18 سبتمبر تصاعدت حدة الإضراب يوم الحد بعض انضمام آلاف المعلمين للإضراب، فقد أغلقت معظم مدارس المنوفية أبوابها أمام التلاميذ في أول يوم دراسي، وذلك بعد أن استجاب عمال المدارس للمدرسين بغلق الأبواب تضامنًا معهم، وقام المعلمون بتوزيع منشورات تدعو أولياء الأمور لمساعدتهم علي إنجاح، مؤكدين أنهم سوف يعوضون التلاميذ بعد ذلك. وفي الإسماعيلية نظم مئات المدرسين إضرابا عن العمل، وأغلقوا أبواب المدارس في وجه الطلاب الذين أشاعوا الفوضى في الشوارع وهرع أولياء أمورهم للاطمئنان عليهم، بينما شهدت الأقصر ارتفاعا ملحوظا حيث ارتفع عدد المدارس التي أضربت ليناهز 50 مدرسة توزعت على مراكز المحافظة، فيما تكدس عدد كبير من الطلاب وأولياء الأمور أمام عشرات المدارس في دمياط بعد أن أغلقت أبوابها في وجه الطلاب مع دخول إضراب معلميها يومه الثاني، وتكرر الوضع نفسه في الغربية التي شهدت شللا وفوضى بعد استمرار إضراب المعلمين لليوم الثاني، ورفض بعض المدارس استقبال الطلاب، وهو ما دفعهم للتجمع وإحداث فوضى في الشوارع المجاورة للمدارس. وفي الفيوم ازدادت سخونة الإضراب بعد وقوع مناوشات بين المعلمين المعتصمين، وأولياء أمور الطلاب، وهو ما تكرر في كفر الشيخ التي تضاعف عدد المدارس التي أضربت في مختلف إداراتها التعليمية، بينما شهدت الدقهلية إضراب ثلث مدارسها تقريبا وفق بيان نقابة المعلمين المستقلة. يوم الاثنين 19 سبتمبر أصدرت وزارة التربية والتعليم بيانًا رسميًا جاء فيه: أن النسبة المئوية للمدارس التي تم بها اعتصام المعلمين يوم الأحد بلغت 2.6% من إجمالي عدد المدارس على مستوى الجمهورية، وأضاف البيان أن نسبة الاعتصام كانت ضعيفة بمحافظات الاسكندريةوالدقهلية ودمياط والشرقية وسوهاج وقنا والأقصر والوادي الجديد والبحر الأحمر وبني سويفوالمنياوجنوب سيناء. وكانت متوسطة في محافظات القاهرة والجيزة والبحيرة والغربيةوكفر الشيخوالمنوفيةوبور سعيد والاسماعيلية والسويس والفيوموأسوان ومرسى مطروح وشمال سيناء. وبالرغم من ذلك تصاعدت حدة الإضرابات على امتداد مدارس الجمهورية، وتميز اليوم الثالث للإضراب بتزايد المناوشات والاشتباكات بين المعلمين وأولياء الأمور، حيث أضرب معلموا عشرات المدارس عن العمل بالسويس ووقعت مناوشات واشتباكات بين المعلمين المضربين وأولياء الأمور، ولجأ بعض أولياء الأمور لاستئجار معلمين للتدريس لأبنائهم في إحدى المدارس، وفي بني سويف أشعل أولياء أمور غاضبون النار في مبني إدارة إهناسيا التعليمية احتجاجًا على إضراب المعلمين في 75 مدرسة من إجمالي 113 مدرسة بالإدارة، بينما استمر الإضراب وتصاعد في المنيا والجيزة والإسماعيليةوالفيوموأسوان والوادي الجديد، وفي القاهرة التي التقى محافظها عدد من ممثلي المعلمين المضربين لحضهم على العودة للعمل. يوم الثلاثاء 20 سبتمبر تباينت الصورة في المحافظات المختلفة التي شهدت ارتفاعا في عدد المعلمين المضربين في بعض المحافظات، وانخافظا في البعض الآخر بينما تزايدت حدة المناوشات بين المعلمين المضربين وأولياء الأمور خاصة في محافظات الفيوموبني سويفوالغربيةوالإسماعيلية، وتميز الرابع للإضراب بتصاعد الانتقادات لنقابة المعلمين التي خرجت للتو من انتخابات سيطر الإخوان المسلمون على معظم مقاعدها، حيث وصفت "نقابه المعلمين المستقلة" ما أسمته مساندة جماعة "الإخوان المسلمون" لوزارة التربية والتعليم ضد إضراب المعلمين، بأنها محاولات مشبوهة لإجهاض الإضراب، وأكدوا استمرارهم في الاعتصام ردا علي فشل الوزارة ومستشاريها في التعامل مع الموقف الاحتجاجي السلمي للمعلمين. وتميز اليوم الرابع كذلك بإعلان مجلس الوزراء عن غدراج مناقشة وضع المدارس وإضراب المعلمين ضمن جدول أعمال اجتماعه المقرر صباح الأربعاء، وهو ما أشاع حالة من الترقب بين أوساط المعلمين وأولياء الأمور على حد سواء انتظارا لما ستسفر عنه جلسة مجلس الوزراء. يوم الأربعاء 21 سبتمبر استمر تصاعد إضراب المعلمين اليوم في معظم محافظات الجمهورية، ففي الشرقية أضرب المعلمون في 10 مدارس بالزقازيق هي: الزقازيق الثانوية بنات، وأم المؤمنين الاعدادية، والسادات الثانوية بنين، وسوزان مبارك الثانوية، وعبد العزيز علي الابتدائية، والناصرية الابتدائية، وجمال عبد الناصر الثانوية، وأحمد عرابة الإعدادية، والثانوية الرياضية، كما شهدت المدارس في باقي مراكز المحافظة إضرابا بنسبة كبيرة، وتصاعد إضراب المعلمين في بورسعيد والسويس والفيوموبني سويفوالمنياوالغربية. كما تميز يوم الأربعاء بتزايد الدعوات لمليونية للمعلمين السبت أمام مجلس الوزراء، اعتراضا على عدم تحقيق مطالبهم، وشهد اليوم كذلك تزايد عزلة نقابات المعلمين الفرعية المنتخبة حديثا، ولم يرد بوسائل الإعلام تصريحات تذكر لممثليها. وفي محاولة لاستباق مليونية السبت أصدر مجلس الوزراء في ختام جلسته بيانا جاء فيه: موافقة المجلس على خطة وزارة التربية والتعليم لسرعة إنهاء الترقيات المعطلة للمعلمين بسبب التطبيق الخاطئ لقانون الكادر فى مرحلة سابقة، وهى خطة تتيح ترقية نحو 600 ألف معلم يحصل كل منهم على الحافز القانوني المقرر وقدره 25% من أساسي مرتب الدرجة الأعلى. ووجه المجلس الدعوة للمعلمين للاستمرار فى القيام بدورهم الوطنى فى العملية التعليمية حرصًا على مستقبل أبناء مصر. كما أكد المجلس أنه يقدر توجه وزارة التربية والتعليم للاستغناء نهائياً عن اختبار الترقية للكادر بصورته السابقة التى وجدها المعلمون لاتليق بكرامتهم، كما وجه المجلس وزراتى التربية والتعليم والمالية للعمل على إعادة النظر فى القانون رقم 155 لسنة 2007 (قانون الكادر) للعمل على تحسين أوضاع المعلمين المالية والأدبية والمهنية بشكل أكثر كفاءة. ولا زال الملايين من المعلمين والطلاب وأولياء الأمور في مصر في انتظار ما ستسفر عنه الساعات المقبلة، وما إذا كان المعلمون سينهون إضرابهم، ويستجيبون لدعوات الحكومة، ويرضون بما تم منحه لهم، أم يستمر مؤشر الأزمة في منحناه التصاعدي؟