دعا السفير عبد المنعم الهونى، ممثل المجلس الوطني الانتقالي الليبي بالجامعة العربية ومصر، إلى تسيير مظاهرة مليونية في العاصمة الليبية طرابلس، يوم الجمعة المقبل، تأييدًا للمجلس الوطني الانتقالي، الحاكم في ليبيا، الذي أطاح بنظام القذافي. وقال الهونى في مؤتمر صحفي عقده اليوم في مكتبه بالقاهرة، إن المجلس الوطني ومكتبه التنفيذي يتعرضان لحملة إعلامية وسياسية شرسة تستوجب على كل طوائف الشعب الليبي أن تعبر عن استمرار تأييدها للمجلس بهدف تمكنيه من أداء مهمته في قيادة ليبيا خلال المرحلة الانتقالية ما بعد سقوط نظام العقيد المخلوع الهارب معمر القذافى. ولفت الهونى إلي أن ليبيا تحتاج في الوقت الراهن إلى استمرار حشد التأييد الشعبي للمجلس الانتقالي ومكتبه التنفيذي ضد من يحاولون التقليل من شأن المجلس أو مطالبة أعضائه بالاستقالة في هذه المرحلة التي وصفها بأنها مرحلة حرجة وحساسة وخطيرة لغاية. ونوه إلي أن مهمة المجلس تنتهي بتسليم السلطة إلى من يختاره الشعب الليبي عبر صناديق الانتخابات البرلمانية والرئاسية، مشيرًا إلى أنه يجب أن تتم هذه الانتخابات في أجواء من الشفافية الكاملة والنزاهة لإتاحة الفرصة لكل المواطنين الليبيين للتعبير عن آرائهم بحرية واختيار من يمثلهم في البرلمان أو من يتولى رئاسة البلاد في المرحلة المقبلة. وقال إنه "لا يهم من أي تيار أو جماعة سياسية، كلنا ليبيون، والأهم هو أن يتمكن الجميع من الإدلاء بصوته والتعبير عن حقه في اختيار من يمثله أو يحكمه بطريقة ديمقراطية سليمة". وشدد الهوني علي أن "الثورة قامت بها كل جموع الشعب الليبي من مختلف التيارات الوطنية والسياسية وحتى بعض عناصر نظام القذافى التي لم تكن تملك الجرأة والشجاعة لإعلان مواقفها ساهمت في إسقاط نظامه عبر رفضها الامتثال لتعليماته أو تنفيذ سياسته لقمع المتظاهرين". ونبه إلي أن ليبيا في أمس الحاجة خلال هذه المرحلة إلى التكاتف الوطني والتعاضد والوقوف خلف المجلس الوطني الانتقالي ومكتبه التنفيذي، معتبرا أن اللعبة السياسية يجب أن لا تبدأ قبل انتهاء المرحلة الانتقالية واستكمال عملية إسقاط نظام القذافى. وحذر الهوني من المخاطر التي تنطوي عليها عملية الإقصاء والفرز التي تقوم بها بعض التيارات أو الجماعات لسياسية في ليبيا في هذه المرحلة، مشيرًا إلى أنه يجب دعم المجلس الانتقالي بكل قوة ليتمكن من القيام بمهامه الجسيمة وتحمل مسئولياته الوطنية في هذه المرحلة المهمة. وأكد أنه ضد مبدأ التخوين والإقصاء لأي تيار سياسي أو وطني في البلاد، معتبرًا أن العملية الديمقراطية السليمة ستمنح الجميع فرصًا متساوية للمساهمة في عملية إعادة إعمار وبناء ليبيا الجديدة على أسس ديمقراطية صحيحة. ورأى الهونى أن محاولة البعض الترويج لفكرة المحاصصة في تشكيلة الحكومة الليبية الانتقالية الجديدة تعنى محاولة سرقة الثورة وتدجينها لصالح تيار سياسي بعينه. وشدد على أن ليبيا الجديدة تتطلب من أبناء الوطن الواحد أن يتناسوا خلافاتهم السياسية ويلتفوا في المقابل حول القيادة المتمثلة في المجلس الوطني الانتقالي ومكتبه التنفيذي لقيادة البلاد إلى بر الأمان.