شارك فى الملف: عبدالعزيز جيرة نهلة أبو العز إبراهيم العزب محمود جلالة دعاء عبد المنعم حلمى الشرقاوى قال الكثيرون: الأسعار توحشت وأصبحت تلتهم كل ما فى جيوب المصريين.. والمساعى الحكومية لمواجهة الارتفاعات فى الاسعار لا تعدو مسكنات لا يمكن ان تصبح علاجا ناجعا لتلك الازمة. غير ان الخلل الذى وضعنا ايدينا عليه من خلال الرصد الميدانى فى هذا الملف يكشف الابعاد الحقيقية لتلك الازمة، حيث اشارت اصابع الاتهام الى «الاستغلال» الذى ينتهز كل خطة اصلاحية لتصحيح مسار الاقتصاد، فما قامت به الدولة من تحريك لاسعار بعض الخدمات لا يعدو فى اقصى نسبه 20٪ وتحديدا حدث ذلك فى اسعار المواد البترولية. ورغم ان تكلفتها الحقيقية على منظومة اسعارالنقل لا تمثل سوى 3 أو 4٪ فان المتسلقين فوق الازمات اتخذوا ذلك ذريعة لتضخيم ارباحهم إلى أكثر من 50٪ فى بعض الحالات وهو ما انعكس على اسعار كثير من السلع بالارتفاع فكان نتيجة ذلك ارتفاع معدل التضخم ليشكل 11٪ خلال شهر ابريل الماضى باعتراف جهاز التعبئة العامة والاحصاء. الدولة لم نعفها من ملاحظتين خطيرتين شكلتا بعدا اخر للازمة.. حيث تركت المجال واسعا للهوى والعشوائية لانتهاز خطواتها الاصلاحية حيث لم يسبق قرارها برفع الدعم الجزئى عن بعض السلع المدعمة خطة استراتيجية لمحاصرة آثار ذلك القرار على اسعار مختلف السلع والخدمات فكان الوضع مهيئا لبزوغ تلك الازمة. اما الأمر الثانى فهو المحاولات التى لا تعدو ان تكون رد فعل غاضبا ووقتيا لملاحقة اثار الازمة فأخذت قرارات تمخض عنها ملاحقات وهمية لمحاصرة اشتعال الاسعار بفتح منافذها لتمثل ماءا باردا يطفئ ذلك اللهيب.. دون ان تعى ان المواطن يقدر الحجم الحقيقى لتلك المنافذ وان اذرعها لا تمثل فى احسن الاحوال اكثر من 3٪ من القدرات التى يمتلكها ويتحكم فيها النشاط التجارى الخاص. ان الدولة اغفلت الآليات الكثيرة التى تتبعها دول العالم الاخرى التى ضبطت بها الايقاع فى اسواقها ولم تتركها نهبا لمتسلقى القرارات التصويبية. الملف يفتح ازمة اشتعال الاسعار ويقدم حلولا وضعها خبراء الاقتصاد والسوق فى محاولة منها لاخمادها قبل ان تأكل الاخضر واليابس. //////////// الأزمة فى رقبة من؟ اجمع التجار والسماسرة أنهم لا يملكون زيادة سعر أى سلعة وليس من مصلحتهم زيادة الاسعار، والقضية عرض وطلب وأن الفلاح يصيبه الضرر من انخفاض السعر، والتاجر يصيبه الضرر أيضا من الاعلام غير الموضوعى الذى يعتبر كل التجار جعشين، اضافة الى أن هناك قرابة ال 07٪ من الزراعات ممولة من القطاع الخاص والتجار وال 03٪ من جيوب الفلاحين مؤكدين أن الاسعار ستعود لطبيعتها قبل 51 يونيو المقبل بل ربما لن تجد السلعة من يشتريها لكثرة العرض عن الطلب. بداية يؤكد حمادة نافع رئيس رابطة تجار سوق اكتوبر أن تاجر الجملة سواء فى الخضار أو الفاكهة لا يملك رفع سعر أى منتج أو خفضه لأنه يتعامل مع سلعة قابلة للتلف لا يستطيع تخزينها ولذلك فالبيع بالسوق يتم وفقا للعرض والطلب والسعر حسب المزاد الذى يتم للسلعة حيث تباع بآخر سعر وصل اليه المزايدون، كما أن تاجر الجملة يبيع المحصول لمصلحة الفلاح مقابل عمولة والفلاح يقبض حقه فورا، أما التاجر بعد ذلك فيسعى الى تحصيله حقوقه، معتبرا أن السلعة التى يصل سعرها فى المزاد الى 3 جنيهات للكيلو مثلا حرام أن تباع للمستهلك ب 7 جنيهات مع ضرورة مراعاة أن اختلاف مستوى الاحياء والمناطق يلعب دورا فى السعر حيث إن تاجر منطقة كالزمالك يسحب من السوق كميات قليلة جدا حيث تصل مثلا الى 003 كجرام من أى فاكهة فيما نظيره فى بولاق الدكرور وامبابة والمناطق الشعبية المكدسة بالسكان يصل سحب تاجر التجزئة الى 5.2 3 أطنان من ذات النوع . من جانبه قال الحاج عبد المنعم سليمان أمين عام الرابطة وعضو مجلس امناء سوق أكتوبر إن الفلاح يصيبه الضرر من تدنى ما يحصل عليه من سعر منتجه لو كان ذلك بالسعر الذى يشترى به المستهلك حيث الفرق كبير . كما أن التاجر يصيبه الضرر نتيجة الاعلام غير الموضوعى فى عرض أى قضية بكل جوانبها، مؤكدا أن الازمة الخاصة بالاسعار مفتعلة إلا فى اسعار البامية والطماطم ولك أن تتخيل أن اجمالى ما دخل سوق اكتوبر الثلاثاء الموافق 5/5/5102 من البامية لا يتجاوز 002 كجم والثلاثاء الماضى وصل الى طن مما أدى الى انخفاض اسعارها وستنخفض اكثر كلما زاد العرض وهذا ينطبق على الطماطم فنحن فى نهاية فاصل العروة وزاد الانتاج المعروض وهناك تراجع فى سعرها للمستهلك حاليا، مؤكدا أن ارتفاع الحرارة حاليا سيعجل بسرعة نضج العديد من انتاج الخضر وايضا الفاكهة مما يزيد الطرح امام الطلب وتتراجع الاسعار وأن هذه الموجة من الاسعار ستنخفض على أقصى تقدير زمنى فى منتصف يونيو المقبل وقبل بدء رمضان الكريم . بل ربما نبحث فى منتصف رمضان عن مشتر. ويقول الحاج أحمد عيسوى رئيس جمعية منتجى البطاطس فى أن 09٪ من الزيادات السعرية تذهب لجيوب التجار والوسطاء وأن الاسعار فى كل الاوقات فى غير صالح الفلاح حيث سعر البيع على رأس الارض غير مجز له عندما تقارنه بالسعر للجمهور المستهلك ولا تناسب التكاليف التى يتحملها اضافة الى ما يحدث من تغييرات مناخية من صقيع أو حرارة مرتفعة جدا أو امطار غزيرة أو ما شابه ذلك مما يؤثر بالسلب على الانتاج الكلى للمحصول أو تدميره ورغم ذلك لا أحد ينظر للفلاح ويعالج مشاكل تسويق محصوله بأدنى الاسعار وابخسها، المطلوب نظرة للزراعة والفلاح المصرى فالغذاء مسألة أمن قومى واقتصادى واجتماعى إلخ. وقد أكدت النقابة العامة للفلاحين، أن المزارعين البسطاء ليس لهم يد فى ارتفاع اسعار بعض المحاصيل أو المنتجات الزراعية، مرجعة ذلك إلى جشع التجار والمبالغة فى الأسعار. //////////// جهاز حماية المستهلك لا يملك حماية المستهلك رئيس جهاز حماية المستهلك يرى أن المستهلك شريك فى الحرب الشعواء التى تمارس ضده فهو رغم تكرار الأزمات لايزال يمارس أنماطا استهلاكية لا توجد بأى مكان فى العالم إلا فى مصر من حيث حجم الكميات المشتراة وطريقة الشراء رغم المناداة كثيرا بالابتعاد عن هذه العادات غير الملائمة لطبيعة المستهلك أو السوق فنجده يشترى بكميات كبيرة تفوق حاجته وكذلك يقوم بالشراء من غير المناطق والمنافذ المعدة لذلك، كما أنه بدافع من الطيبة أو اللامبالاة يشترى السلعة بسعر يفوق سعرها الحقيقى. ويؤكد يعقوب تفعيل اللجنة العليا لمراقبة الاسواق لحماية المستهلك من الارتفاعات المتواترة فى الاسعار والرقابة عليها ومنع التلاعب بعضوية حماية المستهلك ووزارة الصحة والجمارك والرقابة على الصادرات والواردات وتنظيم الاتصالات. ويرى يعقوب أن الأزمة التى انحسرت فى الأسواق أخيرا تكشف عن ضعف تواجد الدولة فى الرقابة على الأسواق فالتاجر يستبيح الأسواق ويتحكم فى المستهلك والأجهزة تعانى من ترهل وغياب تام فى أداء وظائفها ولابد من تأكيد التوسع فى إنشاء أسواق بالمحافظات لأن الأمر لا يقتصر على القاهرة الكبرى والإسكندرية بل تمتد الأزمة لجميع أنحاء الجمهورية. ويرجع يعقوب الارتفاعات المتواترة فى الأسعار إلى الباعة الجائلون والأسواق غير الرسمية التى يعتمد عليها القاسم الأعظم من المواطنين بعيدا عن الأسواق والمنافذ الرسمية حيث يصعب السيطرة عليها ومراقبتها بل التحكم فى مدى مطابقة هذه السلع والمواد الغذائية للمعايير والأسس الصحية. وقال يعقوب إن ما حدث فى الأسواق أخيرا ينبهنا إلى ضرورة اتباع خطط وأساليب صارمة فى الرقابة القوية عبر جميع اجهزة الدولة المختصة بذلك وليس فقط الجمعيات الأهلية وجمعيات حماية حقوق المستهلك التى يخول لها إقامة الدعاوى نيابة عن المستهلكين أمام القضاء طبقا لقانون حماية المستهلك رقم 67 لسنة 2006 . ويؤكد يعقوب أن نسبة الزيادة فى أسعار الخضراوات والأطعمة غير مبررة ومرجعها فى الأساس إلى الجشع المسيطر على التجار وهو ما تتم مواجهته بالتعاون مع كل الأجهزة وخاصة الجمعيات الأهلية بعد النص فى الدستور على حقها فى الرقابة على أسعار السلع ومدى صلاحيتها وجودتها ومحاربة الانفلات فى الاسعار أو التزوير أو الغش فى السلع.