فى الوقت الذى تعانى فيه البلاد من العجز عن توفير الخبز المدعم المناسب. . تتعرض آلاف الأطنان من القمح للتلف بسبب سوء التخزين فتنتشر فى القمح الحشرات مثل السوس الذى لا يقضى فقط على محصول القمح بل يؤذى المواطنين المجاورين لشون التخزين، فقد دخل بيوتهم وامتلأت ملابسهم بالسوس والهاموش وانتشرت القوارض نتيجة للتخزين السيئ للقمح. التحقيق التالى يكشف أضرار التخزين السيئ متخذا من شونة كفر شكر والمنازل المجاورة لها مثالا لذلك. يقول الدكتور إبراهيم أبو العينين من سكان كفر شكر إن الشونة تابعة لبنك الائتمان الزراعى ،وأنهم فى الشونة يتسلمون القمح من الفلاحين فى شهرى 4 و5 موسم ضم القمح، ونحن على موعد مع السوس فى كل عام، فالمفروض أن يتم نقل القمح من الشونة فى شهرى 6 و7 ولكن فى هذا العام تأخروا كثيرا، ونحن نعانى من السوس لمدة شهرين أو ثلاثة، كل البيوت فى المنطقة، مضيفا أنهم ذهبوا إلى أحد المسئولين فى الشونة أخبرهم أن القمح المفروض أن يتم تبخيره للقضاء على الحشرات ولكن هذا لم يتم ، ويؤكد د. إبراهيم أنهم منذ فترة لم ينقلوا من القمح إلا كميات قليلة مما يعنى استمرار تعرضنا للسوس لمدة، فنضطر لرش البودرة فى البيوت، مما يعرض الأطفال للخطر، متسائلا: كيف يأكل الشعب هذا العيش المصنوع من القمح المسوس. وتتفق معه رحاب مرسى طالبة قائلة: إن السوس دمر حياتنا فهو يملأ الملابس وجميع الحجرات مملوءة بالسوس. ويؤكد كلامها الحاج محمد مصيلحى مبينا أن السبب فى ذلك يرجع إلى أنهم وضعوا الغلة فى الأجولة دون أن تجف ،كما أنه يجب أن يوجد سور عال للشونة أو تندات لأن الهاموش والسوس بكميات كبيرة جدا. حملنا هذه الشكاوى وتوجهنا بها إلى المسئولين عن شونة كفر شكر، وبعد محاولات مضنية تحدث أحد المسئولين مشترطا عدم ذكر اسمه بادئا بقوله: إن القمح لابد أن يسوس وأن السبب سياسة الدولة لتأخير صرف القمح من الشونة فالتموين هو الذى يقرر وقت الصرف كيفما يشاء ولا دخل لنا بهذا، وعندما يأتى مندوب من البنك ويطلب شيئا ننفذ فنحن حراس لحين مجيئهم، مضيفا أنه لا خوف من السوس لأنه قبل الطحن يوضع القمح فى الماء فيعوم السوس على وش الماء فيخرجونه من القمح وبعد ذلك يجفف القمح ويطحن فلا ضرر إذن من السوس ، مؤكدا والآن بدأنا فى نقل الكثير من الأجولة وأننا أفضل من غيرنا فشونة كفر شكر أكبر شونة نقلت القمح فى القليوبية فمساحة الشونة فدان و19 قيراطا وتم نقل 1820 طنا من 5383 طنا السعة التخزينية للشونة، ضاربا المثل بما حدث فى محافظة الشرقية العام الماضى حيث وجدت فيها شون لم تنقل القمح إلا فى شهر 6 من العام التالى أى بعد سنة و6 أشهر. مناشدا المسئولين عمل صوامع لتخزين القمح تحافظ على الخيش وتحافظ على المخزون وحتى لا يوجد فاقد، كما أن الشونة غير مبلطة فالسوس موجود من سنين سابقة فى الأرض، خاصة أن الشونة ملك للبنك فيمكنه اتخاذ الإجراءات اللازمة. وبحضور طه ياسين مدير فرع بنك التنمية والائتمان الزراعى فرع كفر شكر أكد أن القمح نظيف ولا يوجد به شىء وأن الشونة بريئة من السوس وأن هذا أول عام يوجد فيه قمح بهذه النظافة، ولكن بمواجهته من السكان بأن السوس لا يأتى إلا فى موسم تخزين القمح فى الشونة ولا يوجد بعد نقله أكد أنهم سوف ينقلون القمح سريعا وأن المشكلة فى المطاحن. وعن كيفية تخزين القمح حتى لا يصاب بالحشرات تقول الدكتورة ألفت الباجورى: إن القمح محصول استرتيجى يجب الحفاظ عليه وهو من الحبوب الجافة التى تحتاج إلى درجة حرارة منخفضة، بعيدا عن الرطوبة العالية، وإذا كانت الرطوبة عالية فلابد من تهوية القمح، مشيرة الى ان الصوامع الكبيرة بها خلايا تبين درجة الحرارة والرطوبة مثل صوامع إمبابة فلو زادت درجة الحرارة أو الرطوبة ينقل القمح للتهوية، وتؤكد أهمية ان تكون الحبوب غير مصابة بالحشرات أو الفطريات، وإذا ظهرت الإصابة بالحشرات يجب نقل الحبوب الى خلايا التبخير وتهوى وبعد ذلك يعاد تخزينها، أما بالنسبة للشون البدائية فيجب أن يوضع خشب فى الأرضية أو تكون مبلطة ويوضع مشمع على الجوالات حتى يحمى الحبوب من المطر. وتشدد على أهمية وجود مسافات بين الجوالات للتهوية .