في عالم الاستثمار يتربع الذهب علي عرش الاستثمار الآمن خاصة أنه يتخذ كزينة للسيدات وثروة في نفس الوقت، حتي بعد أن قفزت أسعار الذهب بعد 2005 لتسجل مستويات قياسية مدعومة بالحروب في المنطقة علي العراق وافغانستان ظل الذهب مخزنا للقيمة تفضله الدول وتصنع منه احتياطيا ضخما يساند العملة وتفضله الشعوب ايضا، ولأن الذهب في السوق المحلي شهد حالة ركود في البيع والشراء نتيجة ارتفاع اسعاره طوال الأعوام الماضية حدثت هزة مختلفة لهذا السوق خلال الأيام الماضية بعد ان خسر الذهب ما يقارب ال20% من قيمته أدي هذا الفقد إلي حالة ذعر بين مستثمري الذهب الذين اتخذوه ملاذا آمنا للاستثمار مع توقعات بالنمو من وجهة نظرهم فهل تشهد أسعار الذهب مزيد من الهبوط خلال الفترة القادمة أم انها سوف تفاجأ الجميع بارتفعات غير متوقعة؟ قبل ان نحلل حركة الذهب خلال الفترة القادمة نرصد أسعار الذهب التي سجلت في اخر تعاملات لها تراجعا بالسوق المصري حيث سجل سعر جرام عيار 21 نحو 243.84 جنيه مقابل 246.11 جنيه أمس الأربعاء فيما سجل سعر جرام عيار 18 نحو 209.01 جنيه مقابل 210.95 جنيه. بداية أكد الدكتور اشرف كمال أستاذ الاقتصاد بجامعة عين شمس أن الذهب دخل منذ عام موجات مختلفة بين الارتفاع والانخفاض، وسجل خلالها أرقاما تاريخية لم يبلغها من قبل، كما شهد انخفاضا في جلسة واحدة بلغ 130 دولارا، وهو ما لم يشهده من قبل، الأمر الذي تسبب في تضارب القراءات حول سعره. موضحا ان هناك اراء تؤكد ان ما حدث من انخفاضات هو تصحيح طبيعي لما شهدته اسعار الذهب من ارتفاعات ضخمة شهر أغسطس الماضي، ويقول دكتور اشرف انه باتخاذ هذه النظرية في التحليل وهي تصحيح الأسعار يتضح لنا ان الارتفاعات في اسعار الذهب لم تكن مبررة، وإنما جاءت نتيجة حالة فزع ومضاربة علي السعر أكثر منها نتيجة وقائع اقتصادية حقيقية، ويتوقع د. كمال ان هذا التصحيح لن يستمر طويلا، لأن ارتفاع اسعار الذهب مرتبط بالأحوال الاقتصادية عموما وإذا تغيرت الأحوال بالسلب سوف يعود للارتفاع سريعا، وأضاف أن هناك تحليلا اخر هو الأقرب له، خاص بأن المعدن الأصفر صاحب الشهرة في عالم الاستثمار يعيش فقعاعة منذ وقت طويل ولا يعرف أحد متي تنفجر هذه الفقاعة خاصة أن هناك جانبا من هذه الارتفاعات خاص بالأحوال الاقتصادية والسياسية وجانب آخر خاص بالتكالب علي المعدن الأصفر، مضاربة وبيعا وشراء، وأوضح أن بعض المتعاملين في السوق يرون في الأسعار الحالية بوادر تصحيح كبير، وقد يكون هو الانهيار المتوقع لسعر الذهب، لأنه مصاحب لارتفاع مفاجئ لسعر الدولار، وهو الصورة المقابلة له، إذ يقدر الذهب ويسعر بالدولار، وإذا ارتفع سعر الذهب ينخفض الدولار. تري نظرة التجار رؤية مختلفة بالنسبة لانخفاض أسعار الذهب حيث يبرر بعضهم حركة الانخفاض ببطء البيع والشراء خاصة مع الإجازات وهذا ما اكده نادي نجيب سكرتير شعبة الذهب معللا رأيه بأن نحو90% من محلات الذهب مغلقة نظرا لإجازة عيد الأضحي، لافتا إلي أن الأسعار العالمية هبطت بشكل أثر علي التعاملات المحلية ولكنه يستبعد أن يشهد الذهب مزيد من الأنخفاض خاصة وان الذهب يستخدم في الدول كاحتياطي ولن تتخلي عنه الدول الكبري بأسعار منخفضة. يساند الذهب التاجر حسن أبوالسعود صاحب أشهر محلات الذهب وله باع طويل في التجارة مؤكدا أن انهيار أسعار الذهب في المدي المنظور مستبعد، وبخاصة أن المسببات في ارتفاعه لا تزال قائمة، وأن الأسعار ستعود إلي الارتفاع من جديد خلال الفترة القادمة وأضاف ان التصحيح وارد في أي وقت، وقد تتفاوت حدته في كل مرة، وهذه من طبيعة الأسواق، التي تتأثر بكثير من الأمور. من جهه اخري تشير مؤشرات السوق العالمي للذهب الي صعود متوقع بعد ان واصل الذهب مكاسبه نهاية الأسبوع الماضي مع تنامي المخاوف بشأن نمو الاقتصاد العالمي مما عزز الطلب علي المعدن النفيس كملاذ آمن.ومما ساهم أيضا في ارتفاع الذهب عودة الأسواق في الصين للعمل بعد عطلة استمرت أسبوعا، كما وجدت ملاذات آمنة أخري للمستثمرين مثل السندات والين الياباني دعما مع هبوط الأسهم الآسيوية بينما قبعت أسعار النفط قرب أدني مستوياتها في أكثر من عامين، وارتفع الذهب في المعاملات الفورية 0.5 بالمائة إلى 1214.20 دولار للأوقية ( الأونصة). وكان المعدن النفيس قد هبط في وقت سابق من الأسبوع إلي1183.46 دولار مسجلا أدني مستوي منذ يونيو 2013. وصعود الذهب جاء مع ازدياد جاذبيته كأداة استثمارية آمنة بعد أن خفض صندوق النقد الدولي توقعاته لنمو الاقتصاد العالمي وصدور بيانات ضعيفة للناتج الصناعي الألماني مما أثار مزيدا من المخاوف بشأن النمو. واتجه المعدن النفيس للصعود مع تراجع الأسهم العالمية والدولار بعد أن حذر صندوق النقد من ضعف النمو في أكبر ثلاثة اقتصادات في منطقة اليورو واليابان وأسواق ناشئة كبيرة مثل البرازيل. وكان الذهب قد سجل ارتدادا حادا عندما أثار تراجعا حادا للدولار طلبا فعليا جديدا ومشتريات لتغطية المراكز بعد أن كان هوي في وقت إلي أدني مستوي فى 15 شهرا، وهبط 2 بالمائة متأثرا بتقرير الوظائف الأمريكية القوي الذي دفع الدولار إلي الصعود لأعلي مستوياته في أربع سنوات.