في26 أغسطس1943 بدأت العلاقات الدبلوماسية بين مصر والاتحاد السوفيتي, واصبحت الدولتان شريكتين سياسيا وعسكريا واقتصاديا خلال فتره الخمسينات والستينيات ونجحت مصر في استقطاب الخبرة لانشاء المؤسسات الانتاجية وإقامة صروح صناعية عملاقة في قطاعات الحديد والصلب والالومنيوم والغزل والنسيج وكان نظام الصفقات المتبادلة وسلعة مقابل سلعة هو النظام المسيطر علي التبادل التجاري حتي عام1990 بعدها تفكك الاتحاد السوفيتي واصبحت روسيا دولة ذات اقتصاد حر وحققت نجاحات وانتعاشا اقتصاديا وارتفع مستوي النمو ومستوي الدخل والان وبعد مرور70 عاما علي العلاقات المصرية الروسية كيف يري الخبراء مستقبل التعاون الاقتصادي وتحدياته؟! لاعودة للصفقات المتكافئة.. هكذا يبدأ كلامه هلال شتا أمين عام الشعبة المصرية السوفيتية سابقا, مشيرا إلي أن دخول مصر في معترك اقتصادي تجاري مع روسيا في الوقت الحالي سوف يختلف تماما عما كان عليه في السابق مع الاتحاد السوفيتي حيث كان يسيطر نظام الصفقات المتكافئه لسلعة مقابل سلعة, علي التبادل التجاري, الذي كان يتم عبر مكاتب تجارية وليس بشكل مباشر مع منتجين من الاتحاد السوفيتي السابق, اما اليوم فمن الصعب اعادة نظام الصفقات المتكافئه لان المنتج المصري يحتاج إلي جودة عالمية تناسب الرغبة الروسية التي انفتحت علي العالم وتتنافس منتجات دول عديدة علي الدخول الي السوق الروسي.. في حين كان الاتحاد السوفيتي السابق يتغاضي عن مستويات جودة السلع المصرية مقابل استمرار العلاقات السياسية وقد كان آخر تعامل بنظام الصفقات المتكافئه عام1990 وكان ايضا مسيطرا في ظل الصفقات المتكافئه ان يذهب البائع إلي المشتري اما بعد تغير وعي المستهلك الروسي فقد تغيرت المعادلة واصبح علي المشتري ان يذهب ويشتري من البائع خاصة ان القوي الشرائية الروسية ارتفعت معها مستويات الدخول والاسعار, فاليوم يصل متوسط الليلة السياحية الواحدة في روسيا1000 دولار في حين كان الاسبوع كله لايتكلف سوي500 دولار في فترة ما قبل التسعينيات! يؤكد شتا أن روسيا سوف تحرص علي فتح المعارض امام السلع المصرية وكذلك المنافذ التسويقية ولكن لن تشتري بضائع تحتاجها ولكن في نفس الوقت علي مصر ان تستغل التقارب الحالي في تحقيق علاقة مميزة مع روسيا بشرط ان تحافظ علي العلاقة المتوازنة مع الولاياتالمتحدةالامريكية.. خاصة ان روسيا سوف تحرص علي بدء صفحة مميزة من العلاقات في ظل متابعتها رؤيتها ورصدها للمساندة المالية من الاقتصادات العربية الفنية مثل السعودية والامارات والكويت لمصر وان حدثت مجاملات من البداية فلن تستمر وسوف يحرص الجانب الروسي علي ان يحصل علي مستحقاته كاملة.. كما انها ستكون فرصة ذهبية للعودة إلي السوق الروسي بعد انقطاع23 عاما حيث تحولنا إلي اسواق الدول الغربية بعد أن شهدت العلاقات الاقتصادية مع روسيا منذ الستينيات فترة رواج لكنها كانت من الجانب المصري في شكل منتجات مصانع صغيرة لايتعدي العقد السنوي من2 إلي3 ملايين جنيه وكان بعض من الانتاج معيبا لكن كان السوفيت يرضون به لان نظام الدعم عندهم كان يسمح بذلك اما الان فالصورة تغيرت كليا.. اما لو اعتمدنا بشكل اكثر علي استيراد البضائع الروسية فيجب ان نعلم ونذكر انفسنا بان اغلب المنتجات الروسية متينة وفائقةالجودة لكن شكلها تقليدي ولايجذب المستهلك. ويري حسن الشافعي رئيس مجلس الاعمال المصري الروماني انه لايوجد تعارض في فتح جبهة اقتصادية تجارية جديدة مع الروس بجانب الجبهة مع امريكا واوربا ومن الخطأ التركيز علي اسواق دول بعينها ولكن السؤال.. هل بضاعتنا وسلعنا مستعدة للتصدير إلي روسيا ؟! لان الانفتاح علي روسيا كله فوائد بلا أضرار ولكن قواعده سوف تختلف تماما عما كان عليه في الستينيات. يضيف الشافعي ان سوق روسيا ودول شرق اوروبا لايتشدد في المواصفات مثل اوروبا ولكنه لايرضي عن الجودة بديلا, كما يجب علينا أن ننجح في استغلال المنافسة التجارية بين امريكاوروسيا حيث تحولت مرحلة الحرب الباردة إلي مرحلة منافسة اقتصادية علنية, لذا يجب الا نغفل أن روسيا مثل اي دولة تريد افضل جودة بافضل سعر.. مشيرا إلي أن ذروة العلاقات التجارية بين مصر وروسيا كانت في الستينيات من القرن20 حيث ساعد الاتحاد السوفيتي سابقا مصر في انشاء مؤسسات صناعية وإنتاجية والاستفادة من المواد الخام الاولية للحديد والالومنيوم اما اليوم يمكن الاستفادة من الخبرة الروسية في مجالات عديدة اهمها الطاقة النووية في مجال الاستخدام السلمي واستثمارات بترولية في منطقة خليج السويس وصناعة السيارات بجانب تنشيط السياحة الروسية وجذبها لمصر, من هنا يمكن القول ان هناك مجالات كثيرة للشراكة بين البلدين ولكن يبقي دراستها جيدا والاستفادة القصوي منها. ======= برواز رئيس مجلس الاعمال المشترك: تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين هدف استراتيجي كتبت: سلوي يوسف أكد رئيس مجلس الاعمال المصري الروسي أحمد شيحة اهمية زيارة وزير الدفاع والخارجية الروسيين لمصر التي جرت الايام الماضية مؤكدا أهمية توطيد العلاقات مع الجانب الروسي وذلك نظرا لاهميتها الحيوية بالنسبة لمصر كحليف سياسي مهم في هذه المرحلة. دعا شيحة في تصريحه ل الاهرام الاقتصادي الي ضرورة السعي لتنمية التجارة التبادلية بين مصر وروسيا وبحث سبل تعزيزها وذلك نظرا لانخفاضها الشديد مقارنة بتجارتنا مع دول مثل الصينوالولاياتالمتحدة مشيرا إلي ان حجم التجارة البينية مع روسيا لاتتجاوز ملياري دولار, مرجعا سبب ذلك إلي قصر التعامل علي منتجات مثل الحاصلات الزراعية والخامات والاسلحة والمعدات العسكرية نظرا لتقدم الجانب الروسي بها. وأوضح شيحة أن عدم تطور التقنيات الصناعية بروسيا اسوة بدول مثل الولاياتالمتحدةوالصين السبب وراء انحصار وارداتنا منها علي المنتجات السابق ذكرها فقط, حيث إن الصناعة الروسية في غالبية مجالاتها لاتضاهي التقدم الذي وصلت اليه الولاياتالمتحدة في مجالات مثل الاتصالات والتكنولوجيا والاسلحة ايضا, ما يجعلنا نعتمد بشكل كبير علي الاستيراد من الولاياتالمتحدة رغم الخلافات السياسية العديدة بيننا. واضاف شيحة أن توطيد العلاقات مع روسيا يأتي خطوة سياسية في المقام الاول لتأمين الموقف المصري وتعضيده, وذلك اكثر منه للتعزيز الاقتصادي او للاستناد الي القوة الاقتصادية الروسية, مؤكدا أن أهمية روسيا تنبع من كونها حليفا سياسيا مهما لمصر في هذه المرحلة, علاوة علي كونها من اهم الشركاء التجاريين لمصر منذ نحو4 عقود ماضية.