منذ عهد المرحوم الرئيس أنور السادات. كانت الإدارة المصرية تعمل وفق قاعدة واضحة. أن 100% من أوراق اللعبة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية. وفي عام 1970 عندما تدهورت العلاقات مع روسيا أو الاتحاد السوفييتي سابقاً في ذلك الوقت. قام السادات بطرد الخبراء الروس من المصانع المصرية. وبخاصة من مصنع الحديد والصلب.. وبدأت اتصالات مع خبراء أمريكيين لإصلاح بعض توربينات السد العالي. التي أقيمت بخبرة روسية. وبعد استشهاد الرئيس أنور السادات. وجاء المعزول حالياً محمد حسني مبارك. ورغم أنه عاش فترة من الوقت للتدريب في موسكو. إلا أنه سار علي طريقة أن كل أوراق اللعبة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية. ولهذا فإن التعاون السياسي والاقتصادي معها يجب أن ينال الأولوية المطلوبة. وبخاصة أن الولاياتالمتحدةالأمريكية بدأت تقديم المعونات للاقتصاد المصري. المعونة الاقتصادية والعسكرية منذ عام 1979 في عهد الرئيس السادات. وتصورت الإدارات المتعاقبة من رجال السادات حتي رجال مبارك أن الولاياتالمتحدةالأمريكية يكفي التعاون معها. وتم إهمال كافة الجهات الأخري سواء روسيا أو الصين أو حتي الاتحاد الأوروبي. كان الاتحاد الأوروبي يشكو من اهتمام مصر بالتعاون مع الولاياتالمتحدةالأمريكية. رغم أن الشراكة الأفضل. يجب أن تكون مع الاتحاد. وباعتبار مصر إحدي دول جنوب المتوسط. قال بعض كبار المسئولين في الاتحاد عنها إن الزيارات والاتفاقيات مع أمريكا لها الأولوية.. وحتي الاتصالات تتم بكثافة مع الجانب الأمريكي.. ولم نستعد لهذا اليوم. وقد أصبح عليها تحقيق التوازن ليس فقط في العلاقات السياسية. ولكن العلاقات الاقتصادية كان الاتحاد السوفييتي السابق "روسيا الآن" هو الشريك الأكبر والأفضل للصناعة والتجارة في مصر. وتغيرت الأوضاع في مصر وفي روسيا. وبعد اختفاء الاتحاد السوفييتي ظهرت روسيا. ولكننا لم نستثمر علاقتنا الاقتصادية والتجارية التاريخية معها بكفاءة وكانت الاتصالات روتينية والزيارات محدودة والمعاملات تتراجع.. حتي تغيرت روسيا سياسياً واقصادياً ورغم أن مصر كانت علي قائمة أولوياتها الاقتصادية إلا أن الأمر يبدو مختلفاً بصورة جذرية وإذا كان الموقف السياسي الروسي المؤيد لثورة المصريين في يناير. ويونيه ينال تقديرنا وإعجابنا. فإن العودة إلي الساحة الاقتصادية لروسيا تحتاج إلي جهد وعمل بعد أن تركنا الساحة لغيرنا. وخلال زيارتي لموسكو عام 2008 اكتشفنا أن موسكو العاصمة لم يعد فيها مكان لعرض البضائع المصرية التي كانت تتميز بسمعة طيبة في روسيا. وفي الطريق من المطار إلي قلب العاصمة موسكو مئات من المعارض والمحلات الكبري الأوروبية والأمريكية التي زحفت علي السوق الروسي. وأصبحت روسيا بها الجودة العالمية وأصبح علينا أن نسعي للبحث عن موقع أو مكان أو طريقة للنفاذ إلي السوق الروسية وسط إهمال الدولة في الماضي وتقاعس رجال الأعمال المصريين الذين أهملوا السوق الروسي رغم أن بعضهم حصد أرباحاً باهظة من هذه السوق. وكانت المفاجأة التي استمعت إليها من مسئول روسي كبير تعليقاً علي البضائع المصرية في سوق العاصمة موسكو.. قال: للأسف لم يعد أمام المنتج المصري إلا بعض الأقاليم القريبة من العاصمة.. فقد أصبح من الصعوبة أن تجد منتجات مصرية لتتنافس في العاصمة. لقد تخلفتم عن الدخول إلي ساحة المنافسة الاقتصادية والتجارية وعليكم الآن الاستفادة من التراكمات التاريخية للعودة إلي السوق الروسي. وهذا الأمر يحتاج إلي استعادة التعاون مع روسيا في جميع المجالات وفتح مجالات جديدة للتعاون تتوافق مع المتغيرات الجديدة. لقد خسرنا السوق الروسي في الماضي وخسرنا التعاون في مجالات عديدة برغم أن غالبية المصانع المصرية تمت إقامتها بتكنولوجيا روسية. والتوجه شرقاً إلي روسياوالصين لا يجب أن يتم تحت ضغوط الخلل والتصحيح في العلاقة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية. ولكننا نحتاج إلي علاقات سياسية واقتصادية وتجارية متوازنة مع كل دول العالم. وما أحوجنا إلي هذا الآن.. نحن لا ننتظر مساعدات أو معونات. ولكن نريد شراكة عادلة مع دول العالم شرقاً وغرباً بتوازن وعدالة وعدم السقوط في مصيدة التوجه إلي طريق واحد ربما يغلق أو لأي سبب آخر وعلينا أن نحتفظ بحرية القرار في كل الأحوال.