كان أول اتصال بين ثورة 23 يوليو والاتحاد السوفيتي "روسيا حاليا" هو عندما قررت مصر شراء الاسلحة منها بعد أن رفضت الولاياتالمتحدة مد مصر بالسلاح.. وفي 27 سبتمبر سنة 1955 وقعت مصر اتفاقا مع الحكومة التشيكية.. وليست حكومة الاتحاد السوفيتي.. علي مد مصر بالسلاح الذي تريده علي أن يكون صناعة روسية.. أما السبب في ان تكون الحكومة التشيكية هي التي تتولي ابرام العقد والاتفاقيات الرسمية فقد حدث ذلك بناء علي طلب الرئيس عبدالناصر حتي لايبدو انه قد اتجه إلي الاتحاد السوفيتي مباشرة وبالتالي يوصف بانحيازه إلي اليسار. وعندما قرر عبدالناصر بناء السد العالي.. اعلنت الولاياتالمتحدة عن استعدادها لتمويل مشروع السد العالي بشرط ان يبتعد عن ضرب الشرق بالغرب وان يبتعد عن الاتحاد السوفيتي الذي اعلن هو الاخر في شهر أكتوبر عام 1955 عن استعداده لتمويل السد العالي في خطوة للحد من النفوذ الغربي. ولكن عبدالناصر رفض شروط الغرب جملة وتفصيلا لانها في مجملها تعد تدخلا سافرا في شئون مصر. ورفض ايضا الموافقة مقابل ابرام الصلح مع اسرائيل. في الوقت نفسه بعد زيارة لزعماء الاتحاد السوفيتي لبريطانيا اعلن الاتحاد السوفيتي علي لسان وزير خارجيته "بديمتري شبيليوف" ان موسكو لاتفكر في تقديم معونة فعلية لتمويل مشروع السد. وبدأت الازمات تتلاحق مع دول الغرب ومع الولاياتالمتحدةالامريكية في الوقت الذي حدث فيه تقارب مدني بين مصر والاتحاد السوفيتي.. وقيامه بالاشراف وتمويل مشروع بناء السد.. وتزويد مصر بالسلاح ومدهم بالخبراء والمعونات المختلفة الانواع.. تقول الوثائق المنشورة في مجلد 50 سنة ثورة والذي اصدرته مؤسسة الاهرام انه في عام 1964 اعلنت أمريكا فرض الحصار علي مصر ومنع إرسال القمح لها وكان من نتيجة ذلك ان اتجهت مصر للاتحاد السوفيتي للتفاوض معه بشأن استيراد القمح وتم ذلك دون فرض أي شروط مجحفة علي عبدالناصر. ومضت العلاقات قوية إلي ان جاء عام 1971 عندما قرر الرئيس الراحل انور السادات الاستغناء عن الخبراء السوفيت وبدأ ميله الكامل نحو الغرب وخلال الثلاثين عاما الماضية عادت العلاقات شبه طبيعية بين الدولتين وحدثت زيارات متعددة لكل من قيادتي الدولتين. خلال الايام الماضية لجأت مصر إلي روسيا كدولة صديقة لها مواقف ثابتة اثناء حكم عبدالناصر.. وامام روسيا الآن مجال واسع للتعاون حيث تدرس طلبات مصر من تطوير السد العالي الذي انتهي العمل فيه منذ أكثر من 42 عاما.. وكذلك تطوير مصانع الحديد والصلب وغيرها من الصناعات التي ساهمت فيها روسيا.. كذلك أبدت اهتماما كالعادة بمد مصر باحتياجاتها من القمح..!