نشرت هيئة التحكيم مقالا لمدير احدي شركات تجارة الأقطان بوسط آسيا معلقا علي تطورات السوق واتجاهات العرض والطلب وتأثير ذلك علي إنتاج الغزول موضحا العلاقة بين السوق الروسي والأسواق المجاورة.. يذكر أن خام وسط آسيا مثل اوزبكستان متاح للتشغيل بالسوق المصري ولجان الحجر الزراعي تقوم بعملها في الرقابة علي الواردات من هناك. عندما نتكلم عن انخفاض استهلاك القطن الخام من دول شرق اسيا في السوق الروسي، لا يعكس ذلك القلق بشأن استبدال أقطان وسط آسيا بأقطان دول أخري، لكن بالأحري خطر خفض القدرة الغزلية للقطن مرة أخري في روسيا بوجه عام. توضح الخبرة أن القطن الخام من خارج وسط آسيا ?مثل الولاياتالمتحدة، الدول الفرانكفونية، اليونان? يرتبط بتكاليف نقل أعلي وفترات تسليم أطول: لذلك فحتي الظهور المتفرق لتلك الأقطان بالسوق المحلي يمكن أن نشهده فقط في الظروف القصوي ?مثل انخفاض حاد في إنتاج أقطان وسط آسيا، عدم ملاءمة سياسة التسعير علي مدي فترة زمنية طويلة، انقطاع أو تعطيل التسليمات في وسط آسيا? وغير محتمل أن يصبح ذلك استراتيجية اقتصادية علي نطاق واسع. في الآونة الأخيرة، لم تركز أهم دول إنتاج القطن في وسط آسيا علي روسيا كمخرج لصادرات من القطن الخام، لكنها تحولت إلي السوق أخري، في الأغلب إلي الصين وجنوب شرق آسيا لذلك فإن أي رغبة لكبار مصدري وسط آسيا في إعادة مكانتهم المفقودة في السوق الروسي، مع أخذ موقف السوق المحلي في الاعتبار، سوف تعتمد علي مستوي التنافس الذي يواجهونه من تلك الأسواق الأخري للدول المصدرة مثل الهند والبرازيل. من جهة أخري، فإن العامل الرئيسي المحدد المعروض المستقبلي للقطن الخام من وسط اسيا لروسيا سوف يكون تشجيع الاستهلاك المحلي للقطن الخام في روسيا وإنتاج غزول ومنتجات نسجية للتصدير في حالة استمرار الاتجاه الحالي نحو تشجيع الاستثمار ودعم المصانع المحلية، سوف يزيد اتجاه روسيا نحو استيراد الغزول والسلع الجاهزة بدلا من القطن الخام بالرغم من ذلك، من الجدير بالذكر أنه في السوق الروسي حاليا يسود نوع من تكافؤ السوق المشروط ما بين الغزالين ومستوردي الغزول: مازال هناك بعض المتعاملين المحليين الذين لديهم القدرة علي التنافس بصورة فعالة مع الواردات. لذلك، سوف تتحقق الزيادة المستقبلية في واردات الغزول من دول وسط آسيا فقط عن طريق تقديم أسعار منخفضة فيما يتعلق بآفاق حماية الدولة للسوق المحلي ?مكافحة إغراق السوق، فرض تعريفات جمركية للحماية، تقديم الدعم للإنتاج المحلي وإجراءات أخري تسمح للمنتجين المحليين في روسيا بالعمل في ظروف لا تسوء عن السائدة في دول وسط آسيا المنافسة?، فهي تعتبر غامضة إلي حد ما. علي الرغم من القلق الشديد الذي أظهره المشاركون بالسوق، والعديد من الطعون المقدمة للسلطات، فإن الإدارة السياسية تعبر متباطئة تجاه أي أعمال من شأنها أن تحدد مستوي ظروف السوق وتساعد في التغلب علي الاتجاه نحو انخفاض القدرة الإنتاجية المحلية لصناعة الغزل. إن العلاقة الاقتصادية بين روسيا ودول الاتحاد السوفيتي السابق تعتبر إلي حد كبير بدافع الجغرافية السياسية والعوامل والاتجاهات المرتبطة بالاقتصاد الكلي، ولقد وجدت صناعة المنسوجات نفسها تضحي من أجل الاهتمامات التي تعتبرها السلطات أكثر أهمية. حاليا، تقلص السوق الروسي بشكل كبير، لكن لا ينبغي توقع اختفاء القطاع بشكل تام لذلك فإن هذا السوق سوف يكون دائما محط اهتمام عارضي القطن الذين قدموا الكثير لهذا السوق في الماضي. إن ميزانية الدولة للاتحاد الروسي والأمور المتعلقة بالمستهلك ?برامج اجتماعية، امدادات الجيش، الشرطة، الخدمات الصحية، ... إلخ? تعزز من زيادة الطلب. مؤخرا، أصبح الاتجاه نحو مراقبة أكثر صرامة للمصدر المحلي لإنتاج السلع المعروضة بموجب عقود الدولة سمة من سمات سياسة الدولة فيما مضي، كانت الممارسة السائدة هي أن المفهوم الضمني لكلمة ?محلي? هو مجرد العارض الوسيط، بينما كان المنتج محليا فقط بوضع العلامة التجارية والتعبئة. إذا كان الهدف الفعلي للحكومة هو تضييق نظام عقود الدولة، يجب أن يؤدي ذلك إلي دعم الحفاظ علي الإنتاج المحلي للمنسوجات يجب ألا نتجاهل أيضا عامل التكيف الذي يميز كثيرا من الأسواق، وأيضا السوق الروسي. الاقتراب من المستهلكين، مرونة مدي السلع، سرعة التسليم وعوامل أخري متعلقة بالتنافس يمكن أن توفر عملية مربحة لشركات الإنتاج الفعالة في الدول المستهلك، بغض النظر عن تفاوت العوامل الاساسية للإنتاج، مثل تكلفة العمالة، المواد الخام والطاقة المتوافرة. بطريقة أو بأخري، بغض النظر عن الانخفاض المتوقع في الاستهلاك المحلي من القطن الخام في المستقبل، يمكن أن يصل الإنتاج السنوي من القطن إلي 100 150 ألف طن في دول منتجة بوسط آسيا مثل كازاخستان، طاجكستان، تركمانستان. بجانب ذلك، غالبا ما تكون أقطان وسط آسيا التي تتجه للسوق الروسي، ذات جودة منخفضة أو بدون انتظام، حيث يجد عارضو وسط آسيا صعوبة في التصدير لأسواق أخري تطبق إجراءات أكثر صرامة فيما يتعلق بجودة المعروض. لذلك، فمن المعقول افتراض أن عارضي وسط آسيا يواجهون منافسة شديدة بأسواق الاستهلاك التقليدية مثل بنجلاديش، تركيا ومثلها، بينما سوف يحافظون علي اهتمامهم بعرض القطن في روسيا، والعامل الاساسي سوف يتمثل في السعر. هناك أيضا مؤشرات مهمة يجب أن تنتج عن التغيرات السياسية والخطوات الفعلية نحو التكامل الاقتصاد بوجه خاص، منذ أن بدأ نشاط الاتحاد الجمركي، استفادت كازاخستان وهي ليست أرخص مصدر أو عارضة لأفضل جودة من القطن في وسط آسيا وحصلت علي نصيب كبير من واردات روسيا. انطلقت شائعة مؤخرا وهي انضمام قريجستان وطاجكستان إلي الاتحاد الجمركي، وإذا تحولت تلك الشائعة إلي حقيقة، فسوف يؤدي ذلك إلي تغير في اتزان القوة في السوق الروسي للمنسوجات.