هدير صلاح بعد البدء فى إنشاء قناة السويس الجديدة والاستقرار الاقتصادى النسبى التى وصلت إليه البلاد فى الآونة الأخيرة، انخفضت العملات الأجنبية واستقر وضع الجنيه المصرى أمام الدولار الأمريكى، جاء موسم الحج ليرفع الريال السعودى ويشعل السوق السوداء من جديد، وبرغم نجاح الحكومة الفترة الماضية إلى الحد من نشاطها، فإن موسم الحج جاء ليفتح لها الباب على مصراعيه بعد أن زاد الإقبال على الريال السعودى بشكل مفاجئ وأكثر من المتوقع ليزداد عن العام الماضى بنسبة 12% ، فى الوقت الذى تعانى فيه شركات الصرافة اختفاء الريال من شركاتها، فنسبة وجوده 20%، فى حين أن الطلب يزيد على 60% .. كل هذه الأسباب أدت إلى رفع الريال السعودى فى هذا الموسم 4 قروش حتى الآن قابلة للزيادة، ليسجل فى السوق الرسمية 1.91 للشراء و92.1 للبيع، وعلى الرغم من ذلك غير متوافر، لذلك يلجأ الحجاج إلى السوق السوداء لشرائه منها بقيمة 2جنيه وبيعه بقيمة 2جنيه وقرش، وترجع شركات الصرافة سبب الأزمة إلى كثرة الإقبال على شراء الريال من قبل الحجاج . الدكتور على الحريرى، سكرتير عام شعبة الصرافة بالغرفة التجارية، أكد أن الريال السعودى اختفى نسبيا من سوق الصرف، حيث إن وجوده فى شركات الصرافة لا يتعدى 20% فى الوقت الذى يفوق الطلب عليه 60% بسبب موسم الحج، مما أعطى الفرصة للسوق السوداء لفتح أبوابها والعمل بشكل كبير وبرغم اختفاء الريال السعودى فإنه أرتفع ليسجل فى السوق الرسمية والبنوك 1.91 قرش للشراء و92 .1 قرش للبيع ويصل فى السوق السوداء إلى أكثر من جنيهين. وتوقع الحريرى زيادة اختفاء الريال كلما اقترب موسم الحج نظرا لكثرة الطلب عليه، مما يترتب عليه زيادة نشاط السوق السوداء، موضحا أنه حتى الآن لا توجد نية ولا حديث حول رفع سعر الريال مرة أخرى، وأنه سيعود للانخفاض مرة أخرى بعد انتهاء موسم الحج. كما أكد الدكتور محمد الأبيض، رئيس الشعبة العامة للصرافة بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن الطلب ازداد بشكل كبير على الريال السعودى بسوق الصرافة فى موسم الحج لعام 2014 مقارنة بعام 2013. ويرى الأبيض أن نسبة الطلب هذا العام تزيد على العام الماضى 12% ، مبررا ذلك بأن عدد الحجاج هذا العام أكثر بكثير من العام الماضى خصوصا بعد انضمام أسر الشهداء والمصابين وأسرهم إلى الحجاج، مشيرا إلى أن الريال السعودى ارتفع خلال الفترة الماضية 4 قروش دفعة واحدة ليسجل فى السوق الرسمية1.91 قرشاً بعد أن كان 1.87 قرشاً. ومن وجهة نظر الأبيض أنها لن تكون أخر زيادة للريال السعودى وإنما من الممكن أن يرتفع من 3 إلى 4 قروش مرة أخرى كلما اقترب موسم الحج واستمر الطلب بهذا الشكل، مشيرا إلى أن الريال السعودى بدأ فى الارتفاع منذ بداية عمرة رجب واستمر فى الصعود تدريجيا . ومن جهتها تقول بسنت فهمى الخبيرة المصرفية إنه لا توجد أزمة فى الريال السعودى فى السوق الرسمية، فالريال متوافر فى البنوك المصرية وأن السوق السوداء وجودها أمر معتاد سواء توافرت العملة أم لا ، كما ترى أن الريال لم يرتفع مبررة ذلك انخفاض كل العملات بعد قناة السويس الجديدة وتحسين الوضع الاقتصادى وزيادة الاستثمارات فى مصر الفترة الماضية أعاد توازن الجنيه المصرى أمام العملات الأخرى وعلى رأسهم الدولار الأمريكى، فليس من المنطق أن ينخفض الدولار ويرتفع الريال، لكن ما حدث هو بعد أن كانت أسعار العملات مرتفعة بشكل كبير قبل قناة السويس بدأت فى الاستقرار بعد الإعلان عنها، ومن هنا بدأت العملات فى الانخفاض، ومنهم الريال السعودى، لكنه فى تلك الفترة عاد لمعدلاته المعتادة، نظرا لاقتراب موسم الحج وزيادة الضغط عليه. وتطرح بسنت حلا لمن يرى أن هناك أزمة أنه يقوم بشراء دولارات أمريكى ويقوم بتغيير عملة فى المطار السعودى، وبذلك يكون تخطى الأزمة وقام بالهروب من جشع السوق السوداء الذى يصل فيها الريال إلى 2 جنيه. ويرى محمد عبدالمجيد، مدير عام لشركة سياحية وعضو غرفة الشركات أن ارتفاع سعر الريال السعودى والإقبال عليه فى مكاتب الصرافة أمر طبيعى يحدث سنويا مع اقتراب موسم الحج ورغم أن الارتفاع هذا العام أعلى نسبة من العام الماضى ولكن هذا يعود للضغط الزائد هذا العام على الريال، فرغم زيادة أسعار الحج فإن العدد هذا العام أكبر بكثير من الثلاثة أعوام الماضية . وأضاف أنه من المتوقع ارتفاع الريال الفترة المقبلة نظرا لزيادة الإقبال، مشيرا إلى أنه حتى لو ارتفع سعر الريال فى سوق الصرف هذا لن يغير فى أسعار رحلات الحج فستظل ثابتة كما هى، لافتا النظر إلى أنه يوجد بعض الشركات تقوم باستغلال الموقف وزيادة رحلاتها.