في ثالث اعتداء خلال أقل من أسبوع، استهدف تفجير قبيل ظهر اليوم (الأحد 26 ديسمبر/ كانون الأول) مبنى للمخابرات العسكرية المصرية ما ادى الى اصابة اربعة جنود بعد ايام من اعلان الحكومة جماعة الاخوان المسلمين "تنظيما ارهابيا". وقال المتحدث الرسمي باسم الجيش المصري العقيد محمد احمد علي على موقعه الرسمي على فيسبوك ان "انفجارا وقع بمحيط مكتب المخابرات الحربية بمدينة إنشاص التابعة لمحافظة الشرقية وأسفر عن إصابة اربعة جنود من قوة المكتب وإحداث تدمير جزئى بالسور الخلفي ومبنى الجنود للمكتب". واضاف ان التحقيقات جارية "لتحديد الوسيلة المستخدمة" في هذا التفجير. واعتبر المتحدث ان هذا التفجير يعد "استمرارا لسلسلة العمليات الارهابية والجبانة" التي تقف وراءها "جماعات الظلام والفتنة ضد أبناء الشعب المصري والمنشآت العسكرية والأهداف الحيوية بالدولة". وكان تفجير بسيارة مفخخة استهدف فجر الثلاثاء الماضي مقر مديرية امن محافظة الدقهلية في مدينة المنصورة موقعا 15 قتيلا معظمهم من رجال الشرطة. كما انفجرت عبوة يدوية الصنع بالقرب من حافلة نقل عام في القاهرة الخميس ما اسفر سقوط خمسة جرحي. وغداة تفجير المنصورة، اعلنت الحكومة المصرية الاربعاء جماعة الاخوان المسلمين "تنظيما ارهابيا" وحملتها مسؤولية هذا الاعتداء الذي كانت الجماعة دانته ب"اشد العبارات" واعلنت جماعة انصار بيت المقدس التي تتبنى افكار واساليب تنظيم القاعدة وتتخذ من سيناء قاعدة لها، مسؤوليتها عنه. وتتهم السلطات المصرية جماعة الاخوان المسلمين بانها وراء عمليات جماعة انصار بيت المقدس وبانها على صلات بها من دون ان تقدم دليلا على ذلك. واثر قرار الحكومة باعتبار الاخوان تنظيما ارهابيا تم توقيف مئات من اعضائها بتهمة الانضمام الى "تنظيم ارهابي". ورغم ذلك اعلن انصار الاخوان المسلمون تحديهم لهذا القرار ونظموا الجمعة تظاهرات في عدة محافظات الجمعة. وسقط خمسة قتلى خلال اشتباكات مع الشرطة تخللت هذه التظاهرات، كما قتل طالب في جامعة الازهر السبت خلال اشتباكات بين الشرطة والطلاب من انصار الرئيس المنبثق من جماعة الاخوان محمد مرسي الذي عزله الجيش في تموز/يوليو الماضي اثر نزول ملايين المصريين الى الشوارع للمطالبة برحيله. وتجددت الاشتباكات صباح الاحد في جامعة الازهر بين الشرطة وطلاب من انصار جماعة الاخوان الذين ما يزالون يرفعون شعار "الاضراب" ويحاولون تعطيل اجراء امتحانات نصف العام، بحسب مصادر امنية. وفي اطار الملاحقات الامنية لجماعة الاخوان المسلمين، قالت وزارة الداخلية انها داهمت السبت مقر احدى شركات الاعلانات في الاسكندرية وصادرت "منشورات تحريضية ومسيئة للجيش والشرطة ومطبوعات خاصة بتنظيم الاخوان". وبحسب الوزارة تم توقيف ثلاثة اشخاص من بينهم قاصران خلال هذه العملية. وسقط قرابة الف قتيل منذ فضت قوات الامن اعتصامي انصار مرسي في القاهرة منتصف أغسطس/آب الماضي، كما القي القبض على عدة الاف من من قيادات وكوادر جماعة الاخوان منذ ذلك الحين. وبدأ العنف في التصاعد في مصر مع اقتراب موعد الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد في 14 و15 يناير/كانون الثاني المقبلين وهو الخطوة الاولى في خارطة الطريق التي اعلنها الجيش عقب عزل مرسي والتي تقضي كذلك باجراء انتخابات تشريعية ورئاسية خلال الشهور السنة المقبلة. ويتهم المسئولون المصريون جماعة الاخوان بالسعي الى تعطيل الاستفتاء ومنع تنفيذ خارطة الطريق التي ستنهي المرحلة الانتقالية في البلاد وتفتح الباب وفقا لهم، امام عودة الاستقرار السياسي في البلاد.