بشير حسن إذا دخلت مدرعات الشرطة ميدان رابعة العدوية سوف تدخل علي أجسادنا، كلنا مشروع شهيد وها هي صدورنا عارية ولن نبرح هذا المكان إلا إذا عاد محمد مرسي إلي قصر الاتحادية، هذا ما كان يردده الإخوان وأنصارهم في ميدان رابعة العدوية قبل إخلائه، خدعوا البسطاء وسمموا أفكارهم وحرضوهم علي البقاء في رابعة وأوهموهم أنهم في صدارة الصفوف، بقي البسطاء المضحوك عليهم وقبل دخول قوات الأمن لإخلاء ميدان رابعة العدوية، فرت قيادات الإخوان هاربة في سيارات إسعاف وفي نعوش حملها المخدوعون فيهم، ومنهم من ارتدي النقاب، ولأنهم كانوا مستعدين للهرب في عمارات شبه مهجورة وشقق في أزقة وحواري وفي أحياء راقية أيضا، بدأت قيادات الإخوان في البحث عن حيلة للتواصل مع قواعدها لتحريضهم علي إحداث فوضي وعنف في الشوارع، وحتي يفلتوا من قبضة العدالة تباروا في التخفي مثلما تباروا في رفع الشعارات للضحك علي البسطاء، منهم من تنكر بالتغيير في طريقة ارتدائه الملابس ومنهم من غير في ملامح وجهه، ولو خصصنا جائزة لأفضل المتنكرين من الإخوان المحظورين وحلفائهم لفاز بها صفوت حجازي صاحب أقوي الشعارات في ميدان رابعة العدوية . حجازي حلق زقنة واكتفي بعمل «دوجلاس» وصبغ شعره وشاربه باللون الأسود ووضع علي رأسه طاقية بيضاء وعلي كتفه شال أبيض وارتدي جلبابا بنفس اللون، وعندما وقع في قبضة الأمن أقسم بأغلظ الإيمان أنه ليس إخوانيا ولم يحرض علي العنف ولم يكن يعلم أن الموجودين في ميدان رابعة العدوية لم يكن بينهم من يحمل «سكين بلاستيك»، حتي إنه حدد بالحلف بيمين الطلاق أنه صادق فيما قاله، أما مراد علي فتحول إلي الشاب «الروش» تم ضبطه في مطار القاهرة حالقا ذقنة وشاربه ومرتديا تي شيرت وفوقه قميص وفي يده « أنسيال» لكن تنكره لم يساعده في الإفلات من قبضة الأمن فكان مستكينا لا ينطق بكلمة من فرط ذهوله، هذا هو مراد علي الذي صدع الجميع في رابعة العدوية عندما كان يطل يوميا من شاشة قناة الجزيرة، أما محمد البلتاجي صاحب أقوي الشعارات في مسرحية رابعة العدوية طوال أيام الاعتصام فبدا يوم القبض عليه مثل المشعوذين الذين يجوبون شوارع وسط القاهرة، البلتاجي الذي هرب في إحدي قري محافظة الجيزة حلق ذقنه وشاربه وارتدي جلباب «نصف كم» وأشهد وفقا لشهود عيان أن البلتاجي لم ينطق بكلمة واحدة واكتفي برفع شعار رابعة، أما عصام العريان الذي قبض عليه في حي القاهرة الجديدة فكان يرتدي ملابس جعلته أقرب إلي الفنان سعيد صالح في مسرحية «العيال كبرت» ارتدي العريان بيجامة فوقها جلباب أبيض وعلي رأسه طاقية ألوان وأثناء القبض عليه كان يهذي بكلمات غير مفهومة وعندما أدرك أنه وقع في قبضة الأمن كان مهموما بشيئين، الترنج الأبيض وشرع في البحث عنه بنفسه، وسؤال رجال الأمن، هل ستأخذوني إلي سجن العقرب؟ ومن العريان إلي المرشد العام للإخوان محمد بديع الذي تم القبض عليه في إحدي العمارات بجوار ميدان رابعة العدوية، قيل إن بديع تنكر في «خمار» حتي يهرب من اعتصام رابعة ونشرت له صور بالفعل مرتديا الخمار، وآخرون شككوا في الصورة، لكن الثابت أن بديع أثناء القبض عليه كان يرتدي جلبابا أبيض كاشفا رأسه علي غير المعتاد، ولم يتحدث بديع بكلمة واحدة مكتفيا بتناول علبة عصير وزجاجة مياه معدنية، أما أسامة ياسين وزير شباب الإخوان حلق شاربه وذقنه وتخلي عن وقار الوزراء وارتدي قميص «نص كم» ألوان تكون أقرب إلى المراهقين، وأثناء ضبطه ... كان صبحى صالح يرتدى «ترنج وشبشب»، وهرب صالح من زحام الإسكندرية إلى فيلا على أطراف المدينة معتقدا أنه سينجح فى الإفلات من قبضة الأمن، ولم يتفوه صالح بكلمة واحدة وذهب مع قوات الأمن إلى قسم الشرطة بنفس الزى. ولم ينجح حسن البرنس فى الإفلات من الأمن برغم اختبائه إلى قسم الشرطة بنفس الزى ولم ينجح حسن البرنس فى الإفلات من الأمن برغم اختبائه فى مظاهرة للإخوان بشوارع مدينة نصر، كان فى وسط المظاهرة مرتديا قميصا، أمسك به أحد الضباط واصطحبه إلى قسم الشرطة دون أن يتبادل الاثنان الحديث فى أى شىء. تنكرت قيادات الإخوان للإفلات من العدالة وتباروا فى تغيير ملامحهم وملابسهم ، لكنهم اجتمعوا على شىء واحد، هو رسم الابتسامة المصطنعة على وجوههم أثناء القبض عليهم، وتلك كانت وصية كبيرهم سيد قطب ابتسم فى وجه عدوك إذا هزمك، فالابتسامة تشعره بأنك المنتصر، وابتسامة قيادات الإخوان، لكن إحساسهم بالهزيمة يجعلهم يتآكلون من الداخل