أثبتت اليوم الارادة الشعبية المصرية الحرة للعالم باسره بان الكلمة الاخيرة تبقى في يد الشعب لوحده ،فهو من يقرر ومن يحكم وهو من ينتفض كالطوفان اذا فاض به الكيل،ما شهدته مصر اليوم ملحمة تاريخية وقف امامها العالم برمته مشدوها متاملا لعظمة شعب اصيل برهن كعادته بانه صانع لتاريخه مجدد لامجاده ،قلب للوطن العربي باكمله خفقانه استمرار لاستقرار الامة العربية مضخة للدم في شراينيها كجسد واحد لا يكف عن النبض وتنبض به ما بقيت هناك حياة،ولكم اشعر بالفخر والاعتزاز بهذه الوحدة القومية العربية التي شكلها المصريون بكافة اطياف مجتمعهم مع عناصر الشرطة وهذا الجيش العظيم،فاذا قدمت العسكرية المصرية القديمة على ان الامبراطور تحتمس التالت على انه انبغ العقول العسكرية ،فاليوم قد قدمت للشعب المصري رجلا عظيما اخر اسمه الجنرال السيسي،فكم كان نابليون بونابرت محقا عندما مدح قوة هذا الجيش فقال لو كان عندي نصف هذا الجيش المصري لغزوت العالم،دون ان ننسى طبعا بسالة هذا الشعب والحروب التي خاضها لنصرة الاسلام والمسلمين وسالت دماؤه في كل من اليمن وفلسطين،وكيف لا وهو موطن للازهر الشريف منارة العلم والعلماء التي توافدت عليها كل الشعوب لتتعلم اصول الفقه والدين وتتتلمذ على يديه،فكان بمتابة اول جامعة عربية اسلامية عرفها التاريخ وكرم الله مصر في القران الكريم فجاء اسمها اكتر من مرة وشرفتها السنة النبوية في اكتر من حديث،وللمعلومية وللامانة فقط اتوجه لاشقاءنا في الاسلام وفي جميع الاقطار العربية لانني للاسف وجدت ان هناك خلط في الامور ،سقوط الرئيس مرسي اليوم لايعني سقوط الاسلام بل هو تجربة تيار اسلامي محدد وصل الى سدة الحكم ولم يكن له الحظ في تسيير شؤون البلاد بالطريقة التي توخاها الشعب المصري واقنعته،فلا داعي لشحن الاذهان بان الملايين التي انتفضت هي معادية للدين الاسلامي فلو كان كذلك ما راينا شيخ الازهر من بين الاشخاص الدين وكل اليهم الامر وقاموا بالقاء الكلمة بعد بيان القوات المسلحة،ومن هذا المنبر احبذ ان نسترجع معا الكلمات العظيمة التي قالها الرئيس جمال عبد الناصر عندما ساله احد الصحفيين البريطانيين قائلا لماذا لا تقول بانك تطبق تجربة اسلامية في الحكم مادمت تؤمن بالاشتراكية العربية المستندة على اسس اسلامية؟ فاجاب بكل عبقرية ان الحكم والسياسة مجرد تجربة انسانية لاتخلو من احتمالات الخطأ ،فاذا فشلت سوف يقولون عبد الناصر هو الذي فشل .....انني اريد ان اتحمل مسؤولية الفشل فيما لو حدث ولا احمله للاسلام....فلماذا اعرض الاسلام لهذا النقد الذي ينال منه بكل تاكيد. فرجاءا وعلى حد تعبير هذا القائد العظيم ليس الاسلام السياسي الذي فشل وانما الرئيس محمد مرسي وجماعته،ولكي تكتمل فرحت الشعب المصري وفرحتنا وتستمر هذه الملحمة التاريخية في مسارها الصحيح وفي جماليتها وسلميتها ،فليقتنع ما بقي من المعارضة والذين لايزالون يشغلون ميدان رابعة العدوية بان الارادة كانت ارادة شعبية وليس بانقلاب عسكري القوات المسلحة حققت ارادة شعبها كما عهدناها،وهذه ارادة اخوانهم واشقاءهم المصريين وهذه هي الديمقراطية الكلمة الاولى والاخيرة تبقى للغالبية العظمى دائما،وكما رضخ معارضوكم سابقا للانتخابات الرئاسية وانسحبوا واقروا ان الرئيس مرسي من انتخب رئيسا لمصر بارادة الاغلبية،ان الاوان كي تبادرون انتم اليوم لتكون مصالحة شاملة محضة بين كافة التيارات والقوى السياسية ،ولتجنبوا مصر اي توتر يمكن له ان يفرق بين كل مصري واخيه،القوات المسلحة أمنت سلامتكم ككل المصريين وهي عمادكم وامنكم وامانكم من كل دخيل او عميل،الشعب المصري يد واحدة لانه يضع مصلحة مصر فوق الجميع ،فامضوا بهذا البلد العظيم قدما الى الامام لانه قدوة للوحدة القومية وللتاريخ العربي المجيد ،لااجد خاتمة لما سبق خير من كلمات الشاعر حافظ ابراهيم في قصيدته مصر تتحدث عن نفسها وقف الخلق ينظرون جميعا كيف ابني قواعد المجد وحدي وبناة الاهرام في سالف الدهر كفوني الكلام عند التحدي انا تاج العلاء في مفرق الشرق ودراته فرائد عقدي ان مجدي في الاوليات عريق من له مثل اولياتي ومجدي