الدفاع الروسية: اعتراض 13 مسيرة أوكرانية فوق مقاطعتي روستوف وبيلجورود    424 مرشحًا يتنافسون على 200 مقعد.. صراع «الشيوخ» يدخل مرحلة الحسم    اتحاد الدواجن يكشف سبب انخفاض الأسعار خلال الساعات الأخيرة    بسبب خلافات الجيرة في سوهاج.. مصرع شخصين بين أبناء العمومة    الحقيقة متعددة الروايات    بعد الزلزال.. الحيتان تجنح ل شواطئ اليابان قبل وصول التسونامي (فيديو)    "بعد يومين من انضمامه".. لاعب الزمالك الجديد يتعرض للإصابة خلال مران الفريق    بالأسماء| ننشر حركة تنقلات وترقيات قيادات وضباط أمن القاهرة    بمحيط مديرية التربية والتعليم.. مدير أمن سوهاج يقود حملة مرورية    نقيب السينمائيين: لطفي لبيب أحد رموز العمل الفني والوطني.. ورحيله خسارة كبيرة    رامي رضوان ودنيا سمير غانم وابنتهما كايلا يتألقون بالعرض الخاص ل «روكي الغلابة»    الطعام فقط ومكافأة حماس.. هل يعترف ترامب بدولة فلسطين؟    ترامب: أبرمنا اتفاقا تجاريا مع باكستان وسنعمل معًا على تطوير احتياطياتنا النفطية    سعر التفاح والبطيخ والفاكهة بالأسواق اليوم الخميس 31 يوليو 2025    «الصفقات مبتعملش كشف طبي».. طبيب الزمالك السابق يكشف أسرارًا نارية بعد رحيله    إيرادات أزور تتجاوز 75 مليار دولار ومايكروسوفت تحقق أرباحا قياسية رغم تسريح الآلاف    الحد الأدني للقبول في الصف الأول الثانوي 2025 المرحلة الثانية في 7 محافظات .. رابط التقديم    اصطدام قطار برصيف محطة "السنطة" في الغربية.. وخروج عربة من على القضبان    أول تصريحات ل اللواء محمد حامد هشام مدير أمن قنا الجديد    من بيتك في دقائق.. طريقة استخراج جواز سفر مستعجل (الرسوم والأوراق المطلوبة)    مذكرات رجل الأعمال محمد منصور تظهر بعد عامين من صدور النسخة الإنجليزية    المهرجان القومي للمسرح المصري يعلن إلغاء ندوة الفنان محيي إسماعيل لعدم التزامه بالموعد المحدد    هذه المرة عليك الاستسلام.. حظ برج الدلو اليوم 31 يوليو    يعشقون الراحة والسرير ملاذهم المقدس.. 4 أبراج «بيحبوا النوم زيادة عن اللزوم»    لحماية الكلى من الإرهاق.. أهم المشروبات المنعشة للمرضى في الصيف    د.حماد عبدالله يكتب: إحترام "العدو" العاقل واجب!!    في حفل زفاف بقنا.. طلق ناري يصيب طالبة    مصرع شاب وإصابة 4 في تصادم سيارة وتروسيكل بالمنيا    التوأم يشترط وديات من العيار الثقيل لمنتخب مصر قبل مواجهتي إثيوبيا وبوركينا فاسو    ختام منافسات اليوم الأول بالبطولة الأفريقية للبوتشيا المؤهلة لكأس العالم 2026    المصري يواجه هلال مساكن فى ختام مبارياته الودية بمعسكر تونس    إغلاق جزئى لمزرعة سمكية مخالفة بقرية أم مشاق بالقصاصين فى الإسماعيلية    الوضع في الأراضي الفلسطينية وسوريا ولبنان محور مباحثات مسؤول روسي وأمين الأمم المتحدة    نشرة التوك شو| انخفاض سعر الصرف.. والغرف التجارية تكشف موعد مبادرة خفض الأسعار..    التنسيقية تعقد صالونًا نقاشيًا حول أغلبية التأثير بالفصل التشريعي الأول بالشيوخ    بعد 20 سنة غيبوبة.. والد الأمير النائم يكشف تفاصيل لأول مرة (فيديو)    سعر طن الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الخميس 31 يوليو 2025    حدث ليلًا| مصر تسقط أطنانا من المساعدات على غزة وتوضيح حكومي بشأن الآثار المنهوبة    القبض على 3 شباب بتهمة الاعتداء على آخر وهتك عرضه بالفيوم    «أمطار في عز الحر» : بيان مهم بشأن حالة الطقس اليوم: «توخوا الحذر»    مدير تعليم القاهرة تتفقد أعمال الإنشاء والصيانة بمدارس المقطم وتؤكد الالتزام بالجدول الزمني    هل يعاني الجفالي من إصابة مزمنة؟.. طبيب الزمالك السابق يجيب    "تلقى عرضين".. أحمد شوبير يكشف الموقف النهائي للاعب مع الفريق    وزير الرياضة يتفقد نادي السيارات والرحلات المصري بالعلمين    هل تتأثر مصر بزلزال روسيا العنيف، البحوث الفلكية تحسمها وتوجه رسالة إلى المواطنين    مونيكا حنا: علم المصريات نشأ فى سياق استعمارى    فوضى في العرض الخاص لفيلم "روكي الغلابة".. والمنظم يتجاهل الصحفيين ويختار المواقع حسب أهوائه    شادى سرور ل"ستوديو إكسترا": بدأت الإخراج بالصدفة فى "حقوق عين شمس"    ترامب: وزارة الخزانة ستُضيف 200 مليار دولار الشهر المقبل من عائدات الرسوم الجمركية    تنسيق المرحلة الأولى 2025.. لماذا يجب على الطلاب تسجيل 75 رغبة؟    عيار 21 يعود لسابق عهده.. أسعار الذهب تنخفض 720 للجنيه اليوم الخميس بالصاغة    حياة كريمة.. الكشف على 817 مواطنا بقافلة طبية بالتل الكبير بالإسماعيلية    أسباب عين السمكة وأعراضها وطرق التخلص منها    ما المقصود ببيع المال بالمال؟.. أمين الفتوى يُجيب    ما حكم الخمر إذا تحولت إلى خل؟.. أمين الفتوى يوضح    الورداني: الشائعة اختراع شيطاني وتعد من أمهات الكبائر التي تهدد استقرار الأوطان    أمين الفتوى يوضح آيات التحصين من السحر: المهم التحصن لا معرفة من قام به    الشيخ خالد الجندي: الرسول الكريم ضرب أعظم الأمثلة في تبسيط الدين على الناس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



على مسئولية اللواء حسام سويلم: حماس «متورطة» فى مجزرة رفح!

يؤكد أن ما نشرته «الأهرام العربي» صحيح فيما يتعلق بتورط حماس بقتل 16 جندياً مصريا في رمضان الماضي، بل يقدم دليلا آخر يؤكد ضلوعها في هذه العملية، كما يكشف في حواره معنا عن مشروع «جيورا آيلاند» الذي يسعى لإقامة غزة الكبرى على مساحة 720 كيلو مترا من أرض سيناء، وكيف أن المادة 145 في الدستور الجديد، والتي تتيح لرئيس الجمهورية حق تعديل الحدود تخدم هذا المشروع، كذلك يقدم رؤيته لما سيقوم به الجيش في المرحلة المقبلة، وكيف أن هناك مخططا لتفتيته حتى تخلو الساحة للإخوان لتنفيذ المشروع الأمريكي، وأشياء أخرى كثيرة كشف عنها الخبير العسكري والاستراتيجي حسام سويلم، في هذا الحوار:
بداية كيف تقرأ المشهد الحالي؟
أراه متعدد الأوجه والأبعاد، ولكن بالإمعان فيه، نتأكد مما يدبر لنا، وهذا المشهد تشكل ملامحه أموراً عديدة منها زيارة الرئيس الأمريكي أوباما للمنطقة, والتي زار فيها الضفة وإسرائيل والأردن، لإرساء قواعد جديدة في المستقبل من شأنها تحقيق الأهداف الأمريكية، وقد واكبها إصلاح العلاقات بين إسرائيل وتركيا، وقيام الأسطول الروسي بتغيير مواقعه من طرطوس إلى بيروت، علاوة على سعي حماس لإقامة المنطقة الحرة والسماح لها بالأنفاق وقيامها بالضغط على قطر لكي تقوم بالتلويح بوقف معوناتها لمصر, وهو ما حدث بالفعل كوسيلة للضغط على الإخوان لتحقيق مطالبها فيما يتعلق بالأنفاق، وهناك أيضا ما يتعلق بليبيا التي بدأت في لعب دور جديد وخصوصاً بعد الاتفاقية التي وقعتها مع فرنسا, وبمقتضاها أصبح هناك وجود للناتو على حدودنا الغربية وفي المياه الإقليمية أمام ليبيا. بجانب الاضطرابات الداخلية ومعالمها واضحة للجميع, وكذلك ما يتعلق بالأمن في مصر وخصوصاً بعد ضبط 3 شحنات لملابس الجيش في أقل من شهر.كل ذلك يدخل في إطار لعبة دولية على حساب مصر, الهدف النهائي منه هو تصفية الصراع العربي الإسرائيلي، لصالح أمريكا بخلق صراع يضم القوس السني الذي يشمل شمال «إفريقيا ومصر والسودان والسعودية» في مواجهة الهلال الشيعي «إيران ودول الخليج ولبنان»، ومثل هذا الصراع من شأنه أن يفرغ الصراع العربي الإسرائيلي من محتواه, وهذا يتواكب مع إحياء مشروع «جيورا آيلاند» وهو مشروع يشمل إنشاء غزة الكبرى بمساحة 720 كيلو متراً مربعاً من سيناء، تقابلها مملكة الأردن الكبرى التي تشمل الضفة الغربية كلها فيما عدا 12 % سيتم ضمها لإسرائيل, في مقابل إعطاء مصر شريطا من صحراء النقب نحو 12 كيلو متراً, بدعوى أن ذلك سيمثل محورا يربط بين غزة والضفة الغربية, بما يعود على مصر بالخير الكثير بسبب التجارة بين الأردن الكبير وبين أوروبا. وهي ادعاءات غير حقيقية لأنه لا يعقل أن نبادل أرضا على البحر المتوسط من سيناء الغالية غنية بمواردها ومياهها، مقابل صحراء جرداء في النقب، علاوة على أن السماح بالوجود الفلسطيني على أرضنا يمكنه من الزحف ليستولي على باقي أراضينا, بجانب الوجود الكبير للجماعات والمنظمات الإرهابية منها التوحيد والجهاد, ومجلس شورى المجاهدين, وأنصار الشريعة، والسلفية المجاهدة، وأصحاب الرايات السوداء, هذه المنظمات على اتصال بنظرائهم في غزة مثل الجهاد الإسلامي وكتائب القسام وألوية الناصر صلاح الدين وجيش محمد وغيرها.
ولكن ملك الأردن رفض هذا المشروع؟
بالفعل رفضه الملك عبد الله، واعتبر كل من يوافق عليه خائنا، لأنه يجدد الدخول في صدام بين الأغلبية الفلسطينية والنظام الحاكم بالأردن، ومن هنا جاء الرفض برغم الضغوط الأمريكية.
وهل يمكن الاستغناء عن هذه المساحة الكبيرة من سيناء؟
لن يحدث ذلك، فكيف لشعب قاتل ودخل في مفاوضات طويلة من أجل كيلو متر مربع واحد أن يتنازل عن 720 كيلو متراً مربعاً, برغم أن المادة 145 من دستور الإخوان الجديد تعطي للرئيس الحق في أن يحدد حدود وأبعاد الدولة، وهي مادة تثير التساؤلات, خصوصاً أن حدودنا معروفة, ولكن وضعها بهذا الشكل يعد دليلاً على تحالف الإخوان وأمريكا وإسرائيل وحماس, لصالح هذا المشروع.
وما الفائدة التي ستعود على مصر من هذا المشروع حتى يدخل الإخوان في مثل هذا التحالف؟
الإخوان لا يهمهم مصر كوطن، وللأسف نحن دائما ننسى وباستمرار البعد الإيديولوجي لكلامهم. فهم منذ سيد قطب وحسن البنا لا يعترفون بالأوطان والقومية والوطنية, فالمسلم في عقيدتهم لا وطن له, وكل أراضى المسلمين ملكهم, وإذا هاجمهم اليهود في مصر يمكنهم تركها لهم, وهو كلام ليس بجديد وسبق أن قاله شكري مصطفي، الذي كان ينتمي لهم في حركة التكفير والهجرة, وذلك في التحقيقات التي أجريت معه بعد اغتياله وزير الأوقاف حسن الذهبي، عام 1977، فقد سألوه: ماذا لو دخل اليهود مصر هل ستقاتلونهم؟ فقال: لا ولكن سنغادر من شاهق إلى شاهق، أي من جبل إلى جبل. وعند سؤاله: وماذا عن الأسلحة التي معكم؟ قال سنفسدها. وهو نفس ما أكده سيد قطب في كتابه «معالم في الطريق» عندما وصف الولاء والانتماء للوطن بأنها « علائق نتنة» , فلا ولاء ولا انتماء لديهم سوى للجماعة والعقيدة.
وهل كل ذلك من أجل حماس؟
الإخوان يرون أن حماس منهم وهم منها, وهو كلام يرددونه حاليا، وكلنا يذكر ما قاله المرشد العام في عام 2009، بأنه في إمكانهم إرسال 10 آلاف فرد لغزة، لذلك ليس غريبا أن نجد حماس في المظاهرات أمام مجلس الدولة وفي قصر الاتحادية وفي مدينة الإنتاج الإعلامي وأمام مقر الإخوان في المقطم. وليس بغريب أيضا أن تدفع قطر 250 مليون دولار لحراسة مرسى، فكل ذلك حتى ينفذ الإخوان ما تريده أمريكا وإسرائيل وحماس في شمال سيناء.
وهل سيقبل الجيش بذلك؟
الجيش أدرك ذلك عندما رفض الرئيس مرسى طلبين له، الأول عندما طالب بهدم الأنفاق، فرفض مرسى برغم خطورتها، لأنها باعتراف الحمساوية شريان الحياة لهم، والطلب الثاني كان يتعلق بالعملية نسر, عندما قال الجيش للرئيس نحن نعلم أماكن البؤر الإجرامية ونطلب الإذن بتدميرها فرفض مرسى, مبررا ذلك بتفضيله الحل السلمي، وأرسل من يتفاوض مع الإرهابيين, فهل لدولة محترمة أن تتفاوض مع إرهابيين؟! ولكنه فعل ذلك لأنه لا يهمه المصريين، ولكن الأهم لديه هم من ينتمون للإخوان ويراهم منه وهو منهم,أما من لا ينتمي لهم فجميعهم في عرف الإخوان كفرة ويحل لهم مالهم وعرضهم ودماؤهم.
إذن فالأمر تحكمه معتقدات الإخوان وليس الدين؟
هم يتخذون من الدين ستارا، ومن يرجع إلي أصل هذه الجماعة سيجد أن الفكر الماسوني هو ما يحكمها، وقد كشف ذلك عباس العقاد منذ سنوات طويلة عندما قال في إحدى الصحف أن جد حسن البنا، وهو حسن الساعاتي، يهودي جاء من المغرب لنشر الفكر الماسوني, الذي يتسم بأنه فكر منغلق الذي لا يندمج مع الوطن, ولكنه يتخذ من الدين ستارا له، ويؤكد ذلك أيضا هذه الوثيقة التي أطلقها عبد الرحمن عبد البر، المفتي الخاص بالجماعة تحت مسمى «إنا فتحنا لك فتحا مبينا» عام 2011، أثناء الخلاف بين الإخوان والمجلس العسكري والتي برر فيها كل تصرفات الإخوان, تماما مثل «التقية» الخاصة بالشيعة والإيرانيين تحت بند الضرورات تبيح المحظورات، فهم يفعلون كل شيء ضد الدين مثل الكذب والغش تحت هذا البند، علاوة على وثيقتين أطلقهما خيرت الشاطر الأولى عام 2002، بعنوان «التمكين «، والأخرى حملت اسم» فتح مصر» وكأن مصر لم يقم بفتحها عمرو بن العاص, وبالتالي فمصر كوطن لا تعنيهم، حتى إن قاضيهم ياسين عبد الوهاب، قال في كتابه «فقه الجالية المعاصرة « إن مصر ما هي إلا حبة رمل وطين وماء، وتساءل باستهجان ما معنى الوطن؟ وهو نفس ما قاله سيد قطب، عن الانتماء والولاء بأنها «علائق نتنة»، فهم يدينون لعقيدتهم أينما وجدت، ويحترق كل شيء بما فيها مصر وسيناء, حتى إن دخول اليهود مصر لا يمثل مشكلة لهم، طالما تنظيمهم موجود، لذلك هم على استعداد كامل لتلبية أى طلب لأمريكا في مقابل أن تضمن لهم البقاء في حكم مصر، ومن هنا يأتي تنفيذ مشروع «جيورا آيلاند» في مقدمة اهتماماتهم.
هل هذا المشروع وليد هذه الأيام؟
لقد سبق أن طرحت أمريكا هذا المشروع على مبارك ومعه إغراء 12 مليار دولار، لكنه رفض، لذلك قالت وقتها انتظروا عندما يأتي وريث مبارك، وها هم الإخوان قد جاءوا لتنفيذ هذا المشروع الذي شرع في تنفيذه منذ أيام شارون عام 2005، وما كان وضع المادة 145 في الدستور الجديد التي تتيح لرئيس الجمهورية تعديل الحدود إلا لتنفيذ ذلك.
وماذا سيعود على حماس منه؟
المشروع يحقق كل ما تريده حماس لأنه يمكنها من تأسيس مملكتها في غزة وتحقيق الاعتراف الدولي بها والذي تنشده منذ زمن طويل, كما أنه يلغى ماديا وسياسيا سلطة فتح وأبو مازن, علاوة على أنه يحقق مطالبتها بإنشاء منطقة حرة بنفس منطقة المشروع وشراء أراض, فضلا عن طلب تجنيس نصف مليون فلسطيني بالجنسية المصرية وتوطينهم في سيناء, وهذا ما وعدهم به المرشد محمد بديع، في اجتماعه الأخير مع إسماعيل هنية، عندما قال له كنت أود أن تكون أنت رئيس وزراء مصر، واعدك أن أعطي أولوية لفلسطيني غزة في الاستيطان في سيناء، والحصول على الجنسية المصرية، وهو ما أراه يماثل تماما وعد بلفور، ولكن على الطريقة الإخوانية، حيث يعطي من لا يملك لمن لا يستحق. والمتأمل أكثر في الأمر يجد أن حماس دفعت ب 200 معدة بالقرب من الحدود للتجهيز للمنطقة الحرة, وفي المقابل نجد أن الشركة البريطانية قدمت طلبا لمحافظة شماء سيناء لإنشاء مدينة تضم مليون وحدة سكنية في حين أن عدد سكان سيناء 300 ألف، وهو دليل على النظرة المستقبلية الخاصة بتوطين الفلسطينيين في سيناء، وكشف ذلك تصريح نشر على لسان خالد مشعل، لصحيفة إيطالية يقول فيه: إن اعتراف واشنطن بحماس ممثلا وحيدا عن الفلسطينيين سيكون قريبا، وهذا يؤكد من ناحية أخرى أن هناك خطوطا مفتوحة بين أمريكا وحماس.
وأين فتح وأبو مازن من كل ذلك؟
فتح لن ترضى, ولا شك أن هذا المشروع سيؤدي إلى تجدد الصراع الدموي بين السلطة الفلسطينية، لأبو مازن من جهة وبين حماس من جهة أخرى، لأن كل منهما يريد أن يمثل فلسطين، وتعتمد حماس في ذلك على مساندة إسرائيل وأمريكا باعتبارها صاحبة غزة الكبرى والممثل الوحيد لفلسطين, وهذا يفسر تخلي الحمساوية مؤخرا عن بشار الأسد, وهو ما جعله يصفهم بالخونة، وما كان تخليهم عنه إلا بسبب الأولوية الجديدة للإخوان.
وهل سيسمح الشعب المصري للإخوان بتحقيق هذا المشروع؟
لا يمكن أن يسكت الشعب المصري والجيش على ذلك، فنحن خسرنا 100 ألف مصري من أجل سيناء، فهل يمكن أن نفرط في كل هذه المساحة من الأرض بهذه السهولة؟ لذلك يرفض الجيش هذا المشروع لأنه يهدد الأمن القومي المصري, وهو ما يجعلني أتوقع حدوث مواجهة بين الإخوان والجيش إذا استمروا في تقديم التنازلات لحماس وساعتها سيقف الشعب مع الجيش.
إذا كانت هناك خطة لتنفيذ هذا المشروع وفي نفس الوقت هناك توقع لوقوف الجيش ضده، فكيف لكل الجهات الراعية لهذا المشروع التعامل مع الجيش؟
هذا أيضا في الحسبان، ويؤكد ذلك تصريح أمريكا بأن الفصل بين الجيش النظامي السوري وجيش المعارضة يتم بواسطة قوات عربية، فأين هي القوات العربية التي تتحدث عنها، فقد انتهى الجيش العراقي والليبي والسوري، ولا يوجد جيش متماسك سوى الجيش المصري, لذلك يخطط هذا المشروع لتوريط الجيش المصري في سوريا, فإذا لم يوافق الجيش على خطتهم، سيخلقون له مشاكل له في الداخل وفي سيناء وفي الحدود الغربية، حيث توجد قوات فرنسية، وكذلك قد يقومون بإحياء مشكلة حلايب وشلاتين مع السودان، بجانب ما ستقوم به المنظمات والجماعات الموجودة في سيناء، كل ذلك سيؤدي إلى تشتيت جهود الجيش, ويعمل على تفريغ الساحة في الداخل لينفذ الإخوان المهام المطلوبة منهم بعيدا عن ضغوط الجيش عليهم. تماما كما حدث 5 أغسطس، عندما قام الإخوان بإزاحة المشير طنطاوي وعنان بما مكن مرسى من الانطلاق، فألغي الإعلان الدستوري المكمل، وفرض إعلانه الدستوري وحصن نفسه ومعه مجلس الشورى, كل ذلك فعله بعد أن قضى على المجلس العسكري الذي كان يمثل عقبة أمامه.
لك تصريح قلت فيه إن من قام بتهريب الأقمشة العسكرية هم من قتلوا الشهداء ال 16 في رمضان الماضي، فمن تقصد؟
أقصد بذلك حماس، والجيش نفسه رفض المصالحة مع خالد مشعل حتى يتم حسم مسئولية من قتلوا هؤلاء الشهداء، والدليل الذي لم تكتبوه في «الأهرام العربي» والذي يؤكد مسئولية حماس عن قتلهم، أنهم بعد أن نفذوا العملية أخذوا سيارة إلى معبر كرم أبو سالم وهاجموه، كما فتحت نيران الهاون من غزة على هذا المعبر للتغطية على هروب وانسحاب من قاموا بالعملية، فهذا دليل واضح على إدانتهم، لأنه لا يعقل أن تفتح هذه النيران بدون موافقة حماس التي تسيطر على كل شيء، كما تتبع هيئة إدارة الأنفاق مباشرة لرئيس الوزراء إسماعيل هنية.
وهل كان الإخوان على علم بذلك؟
بالطبع كانوا على علم بكل ذلك,لأنهم وجدوا أن هذه العملية ستزيح من أمامهم المجلس العسكري ومدير المخابرات اللذين كانا عقبة في وجه مخططات الإخوان, ولذلك سارعوا بمجرد القيام بالعملية وإزاحة المجلس العسكري بعمل لجنة الدستور والاستفتاء عليه, ثم تحصين مجلس الشورى. وكل هذا كشف مخططاتهم.
كيف تري عملية الإسراع في أخونة الدولة؟
هذا الإسراع يؤكد أنهم في قمة الغباء السياسي، فعلاوة على اتصافهم بالكذب في كل كلامهم، فقد جعلهم الغباء السياسي يقومون بكل شيء على عجلة, ودفعهم لحرق كل المراحل،وكان من نتيجة ذلك كره الناس لهم, وخسارتهم انتخابات الطلبة في الجامعات وفي النقابات مثل الصحفيين والصيادلة، حرق مقاراتهم, وعرف الجميع من هم الإخوان، ومن هم أعداء الداخل.
إذا كانت هذه هى الحال التي وصلت لها الإخوان، فهل ستغير أمريكا نظرتها لهم؟
أمريكا بالفعل بدأت تفيق بعد أن اكتشفت وخصوصاً بعد زيارة كيري الأخيرة، أن الإخوان غير مسيطرين على الساحة, فبدأوا في تغيير فكرتهم، وهذا أيضا ما دفع هنري كسينجر إلى لوم حكومة أوباما، لأنها ساعدت في إنهاء نظام حسني مبارك, وإن رهان أمريكا على الإخوان وتركها البلد لهم سيكون خاسرا.
وكيف يمكن إنقاذ مصر من كل هذه المخططات التي تحدثت عنها؟
الجيش فقط هو المتماسك حاليا، وقد صرح بأنه يراقب الأمور، وسيتدخل في مرحلة معينة والتي تصل فيها الأمور إلى مرحلة يستشعر معها خطراً, وأكد ذلك ما قاله وزير الدفاع بأن الجيش لن يسمح بهدم باقي مؤسسات الدولة، ولأن الشعب قد ينقلب على الجيش لو لم ينفذ مطالبه, وحتى لا يدخل في صدام معه، خرج أكثر من تصريح للجيش بأنه مع مطالب مصر ومساندة الشعب في مطالبه.
هل أخونة الجيش أمر مستبعد؟
أخونة الجيش أمر صعب، ولكن بعد أن بدأ تسلل الإخوان للكليات العسكرية، أصبح هناك خطر بالفعل, بعد أن كان هناك حرص قبل الثورة على منع تسلل الشخصيات ذات الأفكار والمعتقدات الهدامة إلى داخل الجيش, ولولا ذلك ما صمد الجيش طوال الفترة الماضية، ولو كان يضم عناصر من الإخوان وغيرهم من الإسلاميين، لكان الجيش قد تفكك وأصبح كل جزء تابعاً لتيار معين.
برغم كل ما تحدثت عنه من مخططات هل تشعر بالتفاؤل أم العكس؟
أنا متفائل جدا, لأن بعد 85 سنة عشناها مخدوعين في الإخوان, كشفهم الله لنا، وعرفناهم على حقيقتهم، فنحن في مرحلة تشخيص المرض, وتجارب التاريخ تقول إن نهاية الإخوان ستكون أشبه بنهاية البرامكة, ولن تقوم لهم قائمة مرة أخرى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.