العراك الحالى بين نقابة الإعلاميين التى يرأسها الإذاعى الكبير حمدى الكنيسي، والمجلس الأعلى للإعلام الذى يرأسه شيخنا الكبير مكرم محمد أحمد، لا يسر عدوا ولا حبيبا، لا يخدم أى شىء فى هذا البلد الذى يئن من مشاكل عدة لا ينقصها الإعلام ولا أهل الإعلام ولا المواطن نفسه الذى هو محل اهتمام الجميع .. تقرأ ما كتبه الزملاء عن حرب كلامية على تنازع الاختصاصات بين الإعلاميين ومجلس الإعلام، ولينظر كثيرون بدقة إلى الوضع الراهن، سيجد أن الإعلام فى مصر يكاد يكون القطاع الوحيد بعد أحداث يناير 2011 الذى تم ضخ أموال فيه بالمليارا ت، وتم تدشين أكثر من قناة جديدة، بل وصل الأمر أن لكل قناة مجموعة قنوات، وبرغم ضخ هذه الأموال المهولة نجد تربصا واضحا للعاملين فى هذه القنوات والتقليل دائما من رواتبهم، ووصل الأمر لغالبية القنوات إلى التخلص من بعض العاملين بها دون حق.
وبالتالى فالسؤال: أين ذهبت مليارات الإعلام التى استثمرها رجال أعمال؟ والأهم أين ذهبت هذه الأموال، هل ذهبت لتطوير الأداء وبناء شبكة تليفزيون عالمية تنافس bbc والجزيرة والعربية وسكاى نيوز وغيرها؟ أنا كواحد من العاملين فى المجال أجزم أنه لا تقدم للإعلام دون الخروج من الصندوق الحالي، صندوق الرأى الواحد والفكر الواحد وهيمنة الشخص الواحد على أذواق الملايين فى مصر، كفانا هريا فى موضوعات لا تغنى ولا تسمن من جوع، سلطة إيه وعلى إيه ولماذا؟ تبحث عن دورك فى اتخاذ القرار بعيدا عن صالح الدولة والوطن، حادثة الواحات الإرهابية أفيد ما فيها أنها كشفت معدن البلد الواقف إلى جوار شرطته وجيشه و مؤسساته، والأهم استشعار المواطن بالخطر إذا تعرضت مؤسسات البلد لأى تشكيك.. فلنبتعد عن الكراسى مادام صالح الوطن مهدداً.