يبدو أن البلد ومع كل جيل شباب كان مقطوع حيلها من كثرة الخلف والسلف والضرب على القفا من القريب قبل البعيد. اتخرجنا فى كلية الإعلام يا ولداه و إحنا عارفين وموقنين تمام اليقين إن القانون مافيهوش زينب، وأن الصحافة مافيهاش حرية. فمن يملك يحكم وشاله ألدو حطه شاهين، ألدو قال ماانتوش لَاعبين. وألدو هو رئيس التحرير الذى يأتى لا مؤاخذة على مزاج المالك، مالك الجرنال، وبما أن زمان أيام المغفور له السادات ماكانش فيه جرنال «مستكل استكلال الأحرار» وماكانش فيه والعياذ بالله جرنال حزبى حتى ظهرت جرايد الأحزاب التى كانت تحبو ولم تفطم بعد فى ظل رب الأسرة الصحفية السعيدة بابا أنور، فبالتالى كل الحدوتة كانت فى «جيب الريس أنور» رب الأسرة الذى أعطانا الحرية شريطة الأدب واحترام رب الأسرة بابا أنور، وشال الرقابة و حط بدالها رئيس التحرير، وستى مكيرة وأنا أمكر منها، تعد قطع اللحمة وأنا أقطع منها ولا أحد ينكر مكر السادات ولا حتى اليهود، وهكذا عقد الريس أنور اتفاقية جديدة مع الصحفيين وخدعة أخرى اسمها خدعة حرية الصحافة، ومنحنا سلطانية السلطة الرابعة، وهو يعلم وإحنا نعلم إنه يعلم وهو يعلم إننا نعلم إنه يعلم، واللى فى القلب فى القلب وإديله حرية طالما أنا معين رئيس التحرير وهوه فى جيبى وأشيله وأحطه وقت ما أنا عاوز، زى ما أنا عاوز، وكده صرخات وضربات وكده شلاليت وبرانيط، وكده طبطبة وعلى كل لون ياريس والحق يقال كان رؤساء تحرير السادات ومن بعده مبارك وحتى قبل الثورة بخمس سنوات، لَعيبة، الواحد منهم ينصب خيمة سيرك الحرية وخللى الشعب يلعب وآهو رزق القراء على الصحفيين، المهم إن الريس بييجى مبسوط يا خواجة. ودارت الأيام وكبرت الأجيال وماتت أجيال واتحنطت أجيال و الريس الكبير مع الريس التحرير قاعدين ينخعوا على الشعب، قال إيه حرية، وكبرت الكذبة وطلعت صحافة الأحزاب وكل رئيس حزب مع الحزب يعينو ا رئيس تحرير، ومن يملك يعين وكبرت الجرايد و لم تكبر الأحزاب، وطلعت خوابير دكاكين الصحافة المستكلة وكل برغوت على قد دمه، وده جرنال من قبرص وده جرنال من المجلس أيضا، المهم إن رئيس تحريرهم صحفى معتمد من «النكابة»، نقابة الصحفيين وطبعا الريس التحريرى يذكرنى بمقولة الريس حنتيرة فيه ناس كده قاعدة كتيرة ولا حد قال تعميرة ولا واحد شاى، واللى حيدفع ويعلن راح يمدح واللى مايدفعش يبعد، والاسم حرية صحافة والفعل ابتزاز. واستمر حال الصحافة المصرية زيه زى الصحافة العالمية ووهم الديمقراطية وإنت حر يا خبيبى بشرط اوعى تزعل بابا، وبابا ده هو المالك، سواء كان مجلس شورى، فالشورى شورتك وتابعة للريس، أو مجلس أنس لشركات أصحاب البسبس نو وغسيل العو أو مجلس غسيل ونشر كله كله تحت خدعة حرية الصحافة وإحنا عارفين وهمه عارفين، لكن المشكلة إنهم مش عارفين إن القارئ هو كمان من العارفين. بلاش نتكلم فى الماضى وتمثيلية الديمقراطية والحرية الصحفية وكرامة الصحفى وباذنجان الحكومة المحشى، مافيش حاجة اسمها حرية، إن حرية الصحافة تقف تضرب تعظيم سلام أمام الحاكم، أى حاكم ما دام هوه مالكها، وكله بالقانون وسيادة القانون، والله يرحمك يا أنور، إنت اللى عملتها ووقعنا إحنا فيها.