تمت مبايعته بالخلافة بعد وفاة أخيه موسي الهادي في ليلة النصف من شهر ربيع الاول سنة071 هجرية وأمضي في الخلافة ثلاثا وعشرين سنة وشهرين و81 يوما وكان يغزو عاما ويحج عاما فحج9 حجات ولم يحج بعده خليفة من بغداد وقد حج في العام الذي تولي فيه الخلافة ثم حج ثانيا في عام173 وأحرم من بغداد وحج بالناس سنة174 وقسم بين أهل الحرمين مالا كثيرا ثم حج في771 وقد اعتمر الرشيد في شهر رمضان سنة197 هجرية وعاد إلي المدينة فأقام بها الي وقت الحج فاتجه إلي مكة وحج بالناس وسار من مكة إلي مني إلي عرفات وشهد المشاعر كلها ماشيا ورجع علي طريق البصرة ولما دخل الرشيد مكة وهو خليفة كان يوضع له الرمل حول البيت ومقدار عرضه ذراعان ويرش بالماء ويقف الحرس بينه وبين الناس وكان يطوف بين المغرب والعشاء ولايطيق ذلك أحد من الذين معه وكان إذا سعي شمر إزاره وجعل له ذنبين فكان يفتن من يراه وقد حجت زوجة الرشيد أيضا ماشية.. كما حج الرشيد سنة181 وحج في عام186 من الانبار وبرفقته ابناه عبدالله المأمون ومحمد الأمين وبدأ حجته بالمدينة وسار إلي مكة فأعطي أهلها ألف ألف دينار و50 مليون و50 ألف دينار وجمع بمكة القضاة والفقهاء وكتب كتابا أشهدهم فيه علي إبنه الأمين بالوفاء للمأمون وكتب كتابا آخر أشهدهم فيه علي المأمون بالوفاء للأمين وعلق الكتابين بالكعبة.. وفي عودة الرشيد من هذه الحجة نكب البرامكة بالأنبار سنة781 هجرية ثم حج الرشيد عام881 ووزع أموالا كثيرة وكانت آخر حجة له.. كما كان الخليفة يصطحب معه في كل حجة يقوم بها مائة من الفقهاء وابنائهم وفي العام الذي لايخرج فيه للحج كان يتكفل بنفقات حج300 رجل ويسافرون برفقة الكسوة الطاهرة الفاخرة التي يرسلها للكعبة,. ولم ير خليفة قبلة اكثر عطاء من هارون الرشيد وقيل لوسئلت الدنيا متي أيام شبابك لقالت أيام هارون الرشيد.