تولي السلطنة في مصر وعمره تسع سنوات الا يوما بعد مقتل أخيه, وظل سنة إلا3 أيام وخلع بمملوك أبيه, وبعد4 سنوات عاد إلي السلطنة مرة ثانية دون أن يملك التصرف حتي في طعامه لمدة عشر سنوات و5 أشهر و16 يوما فدبر لنفسه أمرا وأظهر رغبته في الحج بأسرته وشرع في تجهيزه وعندما وصل إلي مدينة الكرك في الشام صرح بتراجعه عن الحج وتركه السلطنة للراحة, وأعاد الأمراء والهجن والمال والجمال إلي مصر وبعد عام شكا لنواب الشام حاله فحثوه لاستعادة ملكه ووعدوه بالنصر فتوجه إلي مصر ففر سلطانها فأقام الملك الناصر32 سنة وشهرين وعشرين يوما وقد حج3 مرات الأولي عام712 عندما علم بتحرك جيوش التتار للاستيلاء علي الشام فخرج بعساكر مصر فبلغه رحيل الغزاة يوم عيد الفطر فعزم علي الحج ودخل دمشق وفرق العساكر وسافر ومعه04 أميرا و6 آلاف مملوك علي الهجن أول ذي القعدة ومعه100 فرس فقضي نسكه وعاد لدمشق بعد مروره بالمدينة النبوية ثم حج في عام 719ولما قدم مكة أظهر من التواضع والذلة والمسكنة أمرا زائدا وسجد عند معاينته البيت الحرام سجود عبد ذليل والتفت إلي الأمير بدر الدين جنكلي وقال لا مازلت أعظم نفسي حتي رأيت البيت وتذكرت تقبيل الناس الأرض لي فدخل قلبي مهابة عظيمة لم تزل حتي سجدت لله تعالي وتقدم اليه القاضي بن جماعة وحسن له أن يطوف راكبا لأن النبي عليه السلام طاف راكبا فقال السلطان ياقاضي ومن أنا حتي أتشبه برسول الله صلي الله عليه وسلم والله لا أطوف واسعي إلا كما يطوف الناس ويسعون, وفرق في أهل مكة مالا كثيرا وقضي نسكه وسار إلي المدينة وصلي بها الجمعة وأقام يومين حتي قدم الركب وبعث المبشرين إلي مصر والشام.. وحج ثالثا سنة732وركب السلطان في70 أميرا فلما وصل الي ينبع تلقاه أمير مكة وواصل سيره وجري علي عادته في التواضع لله تعالي وكثرت الصدقات علي أهل مكة والانعام علي الأمراء والاجناد وقضي نسكه ودخل السلطان المدينة فهبت رياح عاصفة فاقتلعت الخيام وأظلم الجو وصار كل رجل لايعرف موضعه ويدخل علي غير خيمته فانزعج السلطان وخاف أن يفتك به أحد وحدث الصياح في الخيام وانجلي الأمر بعد طلوع الفجر وعاد السلطان الي مصر وصعد القلعة في موكب لم ير مثله وعمت الأفراح.