(مدرسة الناصر فرج بن برقوق) في قرافة المماليك, أنشأها الملك الظاهر برقوق الجراكسي الأصلي المصري المولد والنشأة وكان سلطانا علي مصر والشام والحجاز وهو السلطان رقم 26 من ملوك الترك في مصر . والثاني من الجراكسة ولد سنة 791 ه وتولي الحكم بعد وفاة أبيه ونعت بالملك الناصر وحكم مدة7 سنوات . ولما شعر أن بعض الأمراء يريدون قتله ترك لهم ملك مصر واختفي في القاهرة في بيت( ابن غراب) بين الخليج وبركة الفيل, وجاء الأمراء بالأمير عبدالعزيز شقيق برقوق وأعلنوا خلع برقوق وكان عمره 17 سنة وحكم مصر منذ مات أبوه الظاهر برقوق ست سنين وخمسة أشهر و11 يوما. وبويع عبدالعزيز سلطانا وكثرت الشائعات حول اختفاء الناصر فرج فقيل انه سافر إلي الشام وقال آخرون إنه قتل. وكان السلطان الجديد تحت كنف أمه ليس له من السلطة إلا الاسم وبقي في السلطنة لمدة شهرين و 10 أيام إذ عاد الناصر فرج إلي قلعة الجبل في الخامس جمادي الآخر سنة 809 ه وجددت له البيعة بالسلطنة وخلع عبدالعزيز. وخرج الناصر فرج إلي الشام والتحم مع الأمراء المنشقين عليه وهزم فرج وهرب إلي دمشق وأعلن الأمراء الخليفة المستعني بالله سلطانا, وقتل فرج ليلة السبت 16 صفر سنة 815 ه في برج قلعة دمشق وكانت مدة سلطنته الأولي والثانية 13 سنة و3 أشهر و11 يوما. وكان من أشجع الملوك وأكرمها وأكثرها احتمالا وأصبرها علي العصاة من أمرائه بينما وصفه المقريزي بأنه خرب بسوء تدبيره جميع أراضي مصر والشام. ودخل تيمور بلاد الشام سنة 803 ه وخرب حلب وحماة وبعلبك ودمشق حتي صارت دمشق كوما ليس بها دار. وتكرر سفره إلي بلاد الشام وانفق في سفرياته أموالا عظيمة تزيد علي ألف ألف دينار. وتذكر الدكتورة سعاد ماهر في دراساتها ان المدرسة التي انشأها السلطان فرج تكاد تكون مربعة وهي وملحقاتها تعتبر طرازا فريدا من نوعه في العمارة الإسلامية إذ جمعت بين طراز المدارس المكون من4 ايوانات متعامدة يتوسطها صحن وبين أسلوب المساجد المكونة من صفوف من البوائك وهي من الأمثلة الفريدة في العمارة الإسلامية التي جمعت بين تخطيط المدرسة والجامع وتقع هذه المدرسة بالعباسية. وكان حي العباسية في الأصل يمتد جنوب أرض الطبالة ( الفجالة وبركة الرمل حاليا ), وفي سنة 1849 م أنشأ عباس باشا الأول ثكنات الجيش شمال هذه المنطقة تجاه مقر الزعفران, فبني رجال الجيش والأهالي بيوتهم حولها وعرفت منذ ذلك الحين بالعباسية. وكانت الأرض تمنح مجانا لمن يريد البناء في هذه المنطقة لزيادة العمران.