الآن وبعد أن أدت الحكومة اليمين الدستورية أمس, أمام المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة.. تبقي المهام الثقيلة التي يتعين علي هذه الحكومة تنفيذها بعد أن ضاعت أيام كثيرة في إجراء التعديل, وعمل تعديل علي التعديل إلي أن وصلنا إلي الشكل النهائي للحكومة. ولن تجد الحكومة أفضل من التكليفات التي طالبها المشير حسين طنطاوي لكي تستعيد ثقة الناس, وتبدأ في تحقيق آمالهم. إن سرعة استعادة الأمن والهدوء والاستقرار ومواجهة أي محاولة للعبث بأمن البلاد.. هي أولوية لا يختلف عليها اثنان بالنظر إلي الوضع المزري الذي يشعر به غالبية المصريين, ولا يطمئنهم علي أحوالهم وممتلكاتهم. وتمثل مهمة عودة الانتاج واستعادة الاقتصاد عافيته أولوية مماثلة وشديدة الأهمية بعد أن بدأت البلاد تشعر بوطأة الأزمة الاقتصادية, خاصة محدودي الدخل الذين لن يصبروا طويلا علي تردي أوضاعهم المعيشية. أما المهمة الثالثة, فتتمثل في تهيئة الأوضاع من أجل محاكمة عادلة وناجزة لكل من أفسد أو اشترك في افساد الحياة السياسية خلال الفترة السابقة, واتخاذ ما يلزم من إجراءات للتصدي بكل حزم لكل صور وأشكال الفساد والمفسدين. إن المهام ثقيلة وصعبة أمام الحكومة الجديدة, وتكاد تكون فوق الاحتمال, لكن لا أحد يطالب د.شرف وحكومته بالمستحيل بالنظر إلي أن الحكومة هي حكومة تسيير أعمال ولها مدة زمنية محددة باجراء الانتخابات وتسلم الحكومة الجديدة الحكم. لكن لو استطاعت حكومة د.شرف أن تضع البلاد علي بداية الطريق, من ناحية استعادة الأمن وعودة الاقتصاد للنمو من جديد وتهدئة الجو السياسي, فإنها ستكون قد حققت إنجازا كبيرا سيقدره لها المواطنون. وبكل تأكيد, فان هناك اعترافا بأن الحكومة الجديدة لن تسير علي طريق مفروش بالورود, بل هناك أشواك وعراقيل من كل الجهات إلا أن إصرارهم علي العمل وشجاعتهم في اتخاذ القرار والتمسك بصلاحياتها كاملة من شأنه أن يجعل الناس تلتف حولها وتدعم خطاها.