3 تكونت أول محكمة ثورة بعد14 شهرا من قيام ثورة يوليو52, وقد استثنيت من تنفيذ القوانين العادية واختير قضاتها من ثلاثة من العسكريين الذين قادوا الثورة( البغدادي والسادات وحسن إبراهيم) وانعقدت جلساتها في مبني قيادة الثورة بالجزيرة لمحاكمة الشخصيات السياسية السابقة علي الثورة والتي اتهمت بإفساد الحياة السياسية وأجرت اتصالات مع المحتلين الانجليز أضرت بمصالح الوطن. وقد حاكمت رئيس الوزراء السابق إبراهيم عبد الهادي والوزراء السابقين فؤاد سراج الدين وإبراهيم فرج ومحمود سليمان غنام وأحمد عبد الغفار وعددا كبيرا من الشخصيات المدنية والعسكرية. وقد تراوحت الأحكام بين الاعدام والأشغال الشاقة والسجن والمصادرة وتم تخفيف معظمها فيما عدا ثلاثة أحكام بالإعدام تم تنفيذها الأول علي شخص إشتهر بإسم كنج صبري لنفوذه مع الانجليز الذين تجسس لحسابهم في منطقة القناة وأبلغهم عن الفدائيين المصريين واشترك في تعذيبهم, والحكمين الآخرين بالإعدام علي الفريد عوض ميخائيل وبولس مكسيموس لعملهما جواسيس للانجليز ومدهم ببيانات لها سريتها. وقد ضمت قائمة الذين حاكمتهم محكمة الثورة سيدة واحدة هي السيدة زينب الوكيل التي اتهمت بأنها أتت أفعالا ساعدت علي إفساد الحياة السياسية يتدخلها في شئون الحكم مستغلة زوجها مصطفي النحاس رئيس الوزراء الأسبق. وقد قدم محاموها ما يفيد مرضها فقررت المحكمة في نفس الجلسة تشكيل لجنة طبية انتقلت إلي بيتها وعادت بعد ساعة بتقرير يفيد بحالتها المرضية فاعفتها المحكمة من الحضور كما أعفتها من عقوبة السجن لمرضها إلا أنها قضت بمصادرة ما زاد من أموالها وممتلكاتها عما ورثته شرعا لصالح الشعب. وجاء في الحكم الصادر عليها. آسفت المحكمة أشد الأسف لموقف السيد مصطفي النحاس إزاء تصرفات زوجته وسماحه لها بالتدخل في شئون الحكم والسياسة وإستغلال مركزه هي وعائلتها للإثراء. وكان هذا في عام1953! [email protected] المزيد من أعمدة صلاح منتصر