كتب هاني عزت:وصفت جماعة الإخوان المسلمين نظام الحكم الدستوري بأنه أقرب نظم الحكم القائمة في العالم كله إلي الإسلام, وأن الحكم الدستوري قرره الإمام المؤسس حسن البنا في رسالة المؤتمر الخامس الذي عقد في2 فبراير1939, حيث قال: الواقع أيها الإخوان أن الباحث حين ينظر إلي مباديء الحكم يجدها تنطبق كل الانطباق علي تعاليم الإسلام ونظمه وقواعده في شكل الحكم. وقال الدكتور محمود غزلان عضو مكتب ارشاد الاجماعة ان الرافضين لنتيجة الاستفتاء علي التعديلات الدستورية يعزون موقفهم لخوفهم من سيطرة الإخوان علي مجلسي الشعب والشوري, وبالتالي علي الهيئة التأسيسية لوضع الدستور, وبالتالي صياغة دستور يتوافق ورؤية الإخوان المسلمين, وهذه مغالطة كبيرة, مشيرا إلي أن ما حدث هو رفض كثير من الاقلية التي تمثل22% من المصوتين في الاستفتاء لنتيجة الاستفتاء, والاصرار علي الانتهاء من الدستور أولا, بل تأجيل الانتخابات البرلمانية, بدعوي عدم جاهزيتهم لخوض الانتخابات, ثم بدعوي عدم استتباب الأمن, ثم بدعوي شهر رمضان. وأعرب عن أسفه من أن عددا من الرافضين لنتيجة الاستفتاء يطعن في وعي الشعب ويتهمه بالجهل بل يسخر منه, حتي قال أحدهم: ان المواطنين لا يعرفون الفرق بين الدستور وقرص الطعمية وطالب بعضهم بما سماه التصويت التمييزي, أي أن غير المتعلم صوته يساوي نصف صوت, والمتعلم صوته بصوت, في مخالفة صريحة للمباديء الديمقراطية التي تقرر أن للفرد الواحد صوت واحد, ويطلب بعضهم أن تضع الدستور لجنة غير منتخبة من الشعب, لأن الشعب يجهل أولوياته وتحكمه العصبيات أي انها يجب أن تكون لجنة معينة من المجلس الأعلي للقوات المسلحة أو الحكومة في تفضيل واضح لمبدأ التعيين علي مبدأ الانتخاب بما يتناقض مع المباديء الديمقراطية. ووجه غزلان سؤالا للرافضين لنتيجة الاستفتاء: هل لو جاءت النتيجة كما كنتم تريدون, هل كنتم سترمون الشعب بهذه النقائص والسباب؟ وهل كنا نحن الذين قلنا: نعم للتعديلات الدستورية سنرفض النتيجة ونلتف علي ارادة الشعب؟ ومن الذي يتصرف الآن تصرفا حضاريا راقيا؟ فنتيجة انتخابات البرلمان في علم الغيب, ودور الإخوان محدود للغاية والخوف منهم ليس له محل علي الاطلاق.