مصر اصبحت الآن محط انظار العالم بعد ان وصلت بشعبها وجيشها العظيم الي قمة الديمقراطية, فبعد ثورة عظيمة تحاكي عنها العالم بأسره, قدم فيها الشعب العظيم دروسا مستفاده لاعظم الدول في الوقوف امام الظلم والفساد و الاستبداد, قدم الجيش المصري ايضا دروسا مهمة أخري وأهمها تقديم جميع الفاسدين الي المحاكمة. وعلي رأسهم الرئيس المخلوع وأسرته وزبانيتة في قضايا الفساد والقتل والتحريض علي القتل. مصر أصبحت نموذجا, لجميع الدول التي ترغب في الحرية والقضاء علي الفساد والانظمة الفاسدة التي تحكمها, وأصبح أيضا حسني مبارك الرئيس المخلوع نموذجا أيضا بالنسبة لجميع الرؤساء والحكام العرب الذين شاهدوا بأعينهم ماذا حدث لكبيرهم ومعلمهم, لقد اصبح الكبير ونظامه خلف القضبان, والذي كان يدعي بأنه المسيطر والمحرك والمنفذ, كل ما حدث لمبارك أصبح كابوسا لهؤلاء في صباحهم ومسائهم. الكابوس أخرجه هؤلاء الزعماء علي أبناء شعوبهم الأبرياء فما يحدث في ليبيا خير دليل, فهذا الرجل يقصف شعبه بالصواريخ والاسلحة الثقيلة من أجل أن يحافظ علي نفسه ولايلقي مصير مبارك, كما نجد ذلك الرئيس اليمني الذي يطالبه شعبه بالرحيل وعرضت مبادرات خليجيه لحل الازمة ووافق عليها, ولكنه عاد ورفضها بعد أن وصل إلي مسامعه محاكمة مبارك, بل انه أظهر وجهه القبيح واخذ يقتل في شعبه عن طريق إطلاق الرصاص علي المواطنين, ويظل متمسكا بحكمه حتي النهاية, اما في سوريا فالوضع مختلف, فهناك قتل للمئات يوميا في الشوارع عن طريق إطلاق الرصاص أو السحل أو الضرب حتي الموت, علي الرغم من خروج الرئيس السوري واعدا بإصلاحات عديده حتي يهدئ من روع شعبه او إستمالة الأغلبية له, وإما إدخال البلد في حرب أهلية بين الطوائف المختلفة لقد أصبح حسني مبارك كابوسا مفزعا لكل الرؤساء الذين أخذوا في إستخدام أبشع أنواع القتل وحولوا الشوارع الي حمامات دماء حتي لا يصلوا الي مصيره. ولكن هنا يجب ان نفخر بالجيش المصري أعظم جيوش الارض الذي التصق بشعبه وحافظ عليه وعلي ثورته وأرسي قواعد الديمقراطيه ووضع أسس الدولة المدنية وجنب الدولة الفوضي, وهو الأمر الذي تفتقده معظم الشعوب الأخري, وتراهن علي بقاء الزعماء ولكن في النهاية سوف تنتصر ارادة الشعوب. [email protected] المزيد من مقالات جميل عفيفى