أقام أتيليه القاهرة معرضا مهماً بعنوان «كاريكاتير الثورة» للاحتفال بنجاح ثورة 25 يناير وشهد المعرض تنوع الأعمال التي عبرت عن الثورة، وقد شارك فيه عدد كبير من رسامي الكاريكاتير المصريين والعرب والأمريكان كما شارك فيه الفنان البرازيلي «calos latuff» واستطاع فنانو الكاريكاتير التعبير عن انفعالهم بالثورة والاحتفال بها.. فكانت المشاهد التي رسمها هؤلاء الفنانون من قلب الميدان. • نوتة الثورة وشارك في المعرض الفنان جورج البهجوري الذي يستخدم رسوماته الساخرة لرسم الابتسامة علي الوجوه، والبهجوري يري أن الكاريكاتير يستطيع أن يحل مشاكل العالم من خلال الضحكة والابتسامة وبسببه يعم السلام في العالم، وقال إن رسوماته عن الثورة مشاهد شاهدها في الميدان وقد دون ملاحظاته في النوتة التي يحملها معه دائماً حتي يعود إلي مرسمه لنقل افكاره في صور كاريكاتيرية ساخرة، وقدم البهجوري في رسوماته التحية لشباب الثورة . • أنا الحكومة وصور الفنان حسن فاروق سقوط مبارك والتعديلات الدستورية والفساد.. فجاءت رسومه معبرة عن فترة طويلة عاشها الشعب في ظلم وفساد واستبداد حتي تحرك شباب الفيس بوك فغيروا مصير بلد بأكمله. أما الفنان أنديل، فقد تنوعت أعماله التي صورت الشباب خلال قيامهم بتنظيف الميدان والمطالبة بفتح ملفات الفساد ومحاسبة المسئولين دون خوف بعد أن تحول الشعب الصامت الصامد إلي مارد كبير استطاع التغيير، وقد تمكن أنديل من تصوير ذلك ببراعة، كما صور حالة الالتحام الذي حدث بين الجيش والشعب، فأصبحا يدا واحدة. • لا للفساد وشاركت دعاء العدل بعدد من الرسوم منها كاريكاتير الشابي التي صورت فيه ثلاثة من الفاسدين في أحجام كبيرة، ولكنهم استطاعوا منع جموع الشعب لفترات طويلة من الظهور أو الصعود إلي القمة قائلة «ومن يتهيب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر» كما رسمت الشرطة في خدمة الشعب وأوضحت في رسومها ما كان يعانيه الشعب المصري من جوع وذل وفقر، فقالت في رسم كاريكاتيري رائع «أنا مش كافر بس الجوع كافر» ، «أنا مش كافر بس الذل كافر»، «أنا مش كافر بس الفقر كافر». ورسم الفنان عبدالله الأحداث التي سبقت الثورة التونسية والمصرية من قيام بعض الأشخاص إشعال النيران في اجسادهم التي ساهمت في زيادة السحابة السوداء بسبب حرق قش الأرز والذرة وأجساد البشر الغاضبين بسبب ما يعانونه من ظلم وفقر وفساد. وأشار عبدالله في رسوماته إلي أن الوعود الكاذبة أصبحت لن تجدي نفعا بعد الآن وأن الكذب لم يعد له مكان بعد أن عرف الشباب طريق ميدان التحرير. وفي حين رصد الفنان عمرو سليم المعروف بأسلوبه الساخر فتاوي المشايخ التي أظهرت أن خروج المتظاهرين علي الحكام شيء محرم، مشيراً إلي غباء الأنظمة العربية التي لا تفهم شعوبها ولا تهتم بمطالبهم، كما أشار إلي تجميد أرصدة وزير الداخلية حبيب العادلي ورجل الأعمال أحمد عز وتقديمهم للمحاكمة كما رسم الحكام العرب بعد خلعهم من مناصبهم معلقا علي لسان زين العابدين بن علي «فيه ضيف حيشرفني هنا كمان شوية». أما مخلوف فقد ركز في رسومه علي إسقاط النظام، والثورات العربية، وهي تيمة موجودة في أغلب رسوم المعرض ، كما صور فساد الحرامية الذين امتنعوا عن العمل لخوفهم من اللجان الشعبية، ورسم مخلوف كاريكاتير لمظاهرة قام بها عدد من أسماك القرش في شرم الشيخ للمطالبة برحيل الرئيس السابق قائلا «مش هنمشي هو يمشي» كما ردد أبو الهول المقولة نفسها. ورسم نبيل صادق الفساد الذي تسبب فيه رجال الحزب الوطني الذي عاث في الأرض فسادا لدرجة أصبح التنظيف معها صعبا، كما صور استخدام رجال الوطني للبلطجية والحمير قائلا علي لسان أحد رجال الوطني « هما عندهم الإنترنت وإحنا عندنا البلطجية والحمير»، كما عبر عن الديمقراطية في ثوبها الجديد التي لن تمنح الفرصة للفساد والفاسدين في الظهور مرة أخري. وشارك في المعرض عدد من رسامي الكاريكاتير منهم مصطفي حسين، محمد حاكم، هاني شمس، إسلام ، الصباغ، عز العرب، كما شارك أيضا عدد من رسامي الكاريكاتير العرب والأمريكان، إلي جانب مشاركة متميزة للفنان البرازيلي «Calos latuff» الذي قدم عددا من الأعمال التي أظهرت ما قام به الثوار، مع التركيز علي مطالبهم التي من أهمها الحرية الديمقراطية والقضاء علي أسطورة أمن الدولة ، وحرص «latuff» في أعماله علي إيضاح صورة مصر الحقيقية.