ما من تجمع او جلسة او دعوة او حتى "قعدة " على المقهى ويكون احد اطراف هذا اللقاء صحفى او صحفية الا ولابد ان يتطرق الحديث عن احوال الصحافة المتردية واسباب انهيار صاحبة الجلالة الى درجة ان البعض اصبح ينظر اليها وكأنها مهنة سيئة السمعة! المهتمون برسالة الصحافة وقيمتها واهميتها يتساءلون .. لماذا كل هذا التدهور فى الخطاب الصحفى ؟ما الذى جعل مهنة لها فدسيتها وهيبتها والتى توصف بأنها السلطة الرابعة تأتى الان فى ذيل القائمة ؟ والحقيقة ان هناك اسباب عديدة وكثيرة لهذا الفشل والاخفاق لكن فى رأى الشخصى ان خلط الاعلام بالاعلان يأتى على قمة اسباب هذه الكارثة الصحفية التى نعيشها الآن . تصور عزيزى القارئ ان هناك صحفبا بات كل حلمه فى كيفية الحصول على اعلان من الوزارة او الهيئة او المؤسسة التى يغطى اخبارها ضاربا بكل اخلاقيات المهنة والقسم الذى أداه يوم التحاقه باعرق النقابات المهنية ( نقابة الصحفيين ) عرض الحائط وهو فى سبيل تحقيق هذا الفوز العظيم _ من وجهة نظره _يدوس على كرامة المهنة كلها دلك لان الذى يمنحه هذا الاعلان يعرف جيدا انه يشتريه ويشترى جريدته على طريقة " اطعم الفم .. تستحى العين "وبالفعل نجحت تللك النظرية فى 150 % من الحالات فهناك صحفيون يغضون الطرف تماما بل وكثيرا منهم يصابون بالعمى عن كل خطايا واثام المسئول صاحب العطايا والهدايا والاعلانات طبعا بل والمثير للدهشة والشفقة فى نفس الوقت ان اغلب هؤلاء المرتزقة يأخذون مواقف المدافعين وباستماتة عن كل مخالفات وجميع قرارات المسئول الفذ الذى لم تنجب نساء الدنيا احدا فى عبقريته وذكائه وعظمته حتى بعد ثورة يناير المجيدة وتوقع الجميع ان يدخل هؤلاء الفاسدين جحورهم ويتواروا خجلا لكن وللاسف مازالوا ينفثون السموم ويستخفون بالعقول ويمارسون التضليل ليل نهار . ومالحل ؟ لابد من تدخل نقابة الصحفيين وتفعيل القانون الذى يجرم عمل الصحفى بالاعلان حفاظا على كرامة المهنة من ناحية والمحافظة على حق القارئ فى معرفة المعلومات من جهة اخرى بعد احتجبت بفضل الاعيب مندوبى الصحف فى الوزارات الذين يتفننون فى اخفاء السلبيات واظهار انجازات الوزارة فقط مادام هناك مقابل سخى فى شكل اعلانات .