قلنا إن التعليم في انتظار بصمات الوزير الجديد ولم يتأخر الدكتور أحمد زكي بدر كثيرا واختار أن يضع أول بصمة من بصماته علي الثانوية العامة.. والثانوية العامة يا سادة هي اللعبة المحببة والمفضلة عند كل وزراء التعليم في مصر منذ اختراعات العلمي المتأدب والأدبي المتعلم وثانوية التحسين وثانوية المواد الاختيارية والإجبارية ومعها الثانوية سنة واحدة أو سنتان.. فقد بشرتنا الصحف بأن الوزير الجديد بدر قرر أن يضع بصمته علي الثانوية العامة في خبر مفصل عنوانه تعديل مشروع تطوير الثانوية العامة لاحظ أن الوزير الجديد ربنا يوفقه يدخل تعديلا علي مشروع لتطوير لم يبدأ تنفيذه بعد وهو الإنجاز الأول من نوعه علي مستوي الوزراء الجدد الذين قد يعدلون أو يلغون نظاما قائما.. ولكن تعديل مشروع لا يفهمه أحد خطوة تحسب للدكتور بدر وهي خطوة لم يسبقه إليها أحد!!ورغم أن الوزير السابق الدكتور يسري الجمل كان قد اقسم بكل ما هو مقدس أن هذا التطوير مقدس أيضا وأنه جاء نتيجة توصيات مؤتمر من المؤتمرات الوهمية التي سماها الوزير من باب الدلع قومية وأن مشروع الثانوية العامة الجديد سوف يطبق حتي لو انطبقت السماء علي الأرض.. ورغم ثقة الوزير السابق يسري الجمل في تطبيق مشروعه لتطوير الثانوية العامة الذي حاول مرارا وتكرارا أن يشرحه أو يفسره فإن الجميع عجزوا عن فهم هذا المشروع اللغز.. بمن فيهم من الخبراء والمتخصصين في التعليم الذين كانوا كلما استمعوا لشرح الوزير السابق الجمل عن مشروع الثانوية العامة لطموا خدودهم تحسرا علي غبائهم ومستواهم الذي يجعلهم يفشلون في معرفة ما هي هذه الثانوية العامة ففي كل مرة يفهمون شيئا مخالفا تماما لما فهموه في المرة السابقة وتحولت ثانوية الجمل إلي لغز يحتاج حله لجهود وعبقرية المفتش كورومبو. وكلما حاول الوزير الجمل أن يشرح هذه الثانوية العامة المعقدة والمرتبكة تأكد الناس أنهم أمام كارثة محققة لأن هذه الثانوية الجديدة لا يفهمها أحد بمن فيهم الوزير, ومع ذلك يحاول تطبيقها, وكما راحت هنادي في الوبا.. راح الجمل في وباء الإنفلونزا بعد حقنة التطعيم الشهيرة وتنهد الناس وهم يحلمون بثانوية عامة مفهومة علي أقل تقدير. وجاء الوزير البدر ليستهل عهده الميمون بإدخال تعديل علي التطوير الذي مازال مشروعا وكانت النتيجة هي مزيد من الارتباك وعدم الفهم.. وكل ما وصل إلي فهم الناس هو أن هذه الثانوية اللغز سوف تصبح بلا قيمة, لأن دخول الجامعة يا شاطر بعد ذلك سوف يكون له شروطا أخري وامتحانات جديدة يعني يا شاطر لكي تدخل الجامعة أنت أمام امتحانات طول السنة الدراسية تحت اسم التقويم الشامل والنجاح في هذا التقويم الشامل هو الشرط الأساسي لدخول امتحان الثانوية العامة دون أن تضاف درجات هذا التقويم الشامل لمجموع الطالب, وبعد النجاح في التقويم الشامل ثم النجاح في مقررات الثانوية العامة سوف تكون أمام أحد طريقين الأول طريق الندامة بدخول امتحان آخر في مقررات أخري يتوقف علي نجاحك فيها دخول الجامعة, وهذا الامتحان الجديد سيحدد مدي استعدادك للكلية التي تريدها ولا تسأل عن فائدة التقويم الشامل الذي لم يشمل اكتشاف الكلية التي يمكن أن تنفع فيها والطريق الثاني هو طريق اللي يروح ما يرجعش وهو طريق يعتبر هذه الثانوية شهادة منتهية وعليك وعلي سوق العمل يا بطل تدور فيه علي شغلانه تآكل منها عيش والشغل طبعا علي قفا مين يشيل. وفي تعديل التطوير الذي مازال مشروعا طلب الوزير الجديد بدر تطوير المناهج لتكون متوافقة مع امتحانات القدرات والقبول بالجامعات.. وإضافة مواد جديدة للثانوية العامة تكون مؤهلة للقبول بعدد من الكليات ومواد أخري مؤهلة لسوق العمل من بينها تكنولوجيا الصناعة والزراعة وإدارة الأعمال, علي أن يقوم المجلس الأعلي للجامعات بعد ذلك بتحديد المواد المؤهلة للالتحاق بالجامعات في كل قطاع. أوعي يا شاطر تقول أنك مش فاهم الكلام السابق.. امال حتعمل أيه في اللي جاي؟! ففي تعديل الوزير بدر لتطوير ثانوية الجمل سيتم دمج3 مشروعات لتطوير المناهج في مشروع واحد فقط يهتم_ خد بالك من الكلام وحاول تفهم بوضع خريطة للمفاهيم وإعداد المفردات علي أن تراجع المناهج النهائية بعد تطويرها بواسطة متخصصين من خارج وزارة التربية والتعليم. انتهي تعديل البدر لتطوير الجمل والسؤال: فهمت حاجة؟! إذا كانت الإجابة نعم إتصل بإدارة فوازير التربية والتعليم علي زيرو تسعماية. وطبعا لن يكون لغز تعديل البدر لتطوير الجمل هو اللغز الأخير فهناك العديد من الفوازير القادمة سوف تسقط فوق رؤوس التلاميذ وأهاليهم وطالما أنهم يريدون أن يتعلموا فعليهم أن يتحملوا ويتوقعوا كل المفاجآت من التعديل والتطوير وتعديل التطوير وبعدها تطوير التعديل حتي يعرف التلميذ وأهله أن الله حق وأن التعليم مش بالساهل!!