تمر مصر باختبار لقوة ترابط الشعب المصري من مسلمين وأقباط بعد وقوع الحادث المأساوي لتفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية, والذي راح ضحيته22 قتيلا وعشرات المصابين.. فتوقيت هذا الحادث خطير وله هدف خبيث ومعني وهو الوقيعة بين أبناء الشعب المصري وتفتيته. وهذه الوقيعة وراءها بكل تأكيد يد أجنبية خفية تريد تدمير مصر, ويجب أن نلتفت لها حتي لانعطي الفرصة لأعداء مصر للتدخل في شئونها, ولكن كان من الملاحظ أن أبناء مصر في المهجر والبعض في الداخل استغلوا الأحداث في وقت لم يكن المطلوب فيه سوي التهدئة لصالح مصر.. وحول الأيدي الأجنبية وضرب وحدة مصر وزعزعت أمنها وكيفية مواجهة المواقف الصعبة بين أبناء الشعب؟ يقول الأنبا بيسنتي أسقف حلوان مؤكدا أنه يوجد تدخل أجنبي لكن للأسف وجد من يستجيب له في الداخل, فالعملية ورائها خلفيات وشحن بطريقة عدوانية بين المسلمين والمسيحيين, فمن يجرؤ علي هذه الفعلة أثناء الصلاة سوي إنسان لايمت لمصر بصلة, والمنتفع من التفجير كاره لمصر, وإن كان مصريا فهو مغيب العقل متطرف. وبسؤالي عن تبني بعض المهاجرين عمليات الإثارة في الإعلام العالمي ضد مصر لماذا ؟. أكد الأنبا بيسنتي انني أسافر أكثر من مرة لأوروبا وأمريكا وكندا وعندما يفتح أقباط المهجر سيرة أي شيء في مصر, أقول لهم إن المسيحيين في مصر بخير وليس معني وجود بعض الأحداث أن هناك مشكلات كبيرة بين طرفي الشعب. إذن هنا استثارة من بعض أقباط المهجر لايصح الاستجابة لها. ويشير إلي أن الذين يتكلمون في الخارج سواء مصريين أو غيرهم نأخذ كلامهم ونراجعه ونفنده ونرد عليه.. مشيرا إلي إننا يجب أن نحل مشكلاتنا الداخلية حتي لاتكون مادة للكلام من أقباط المهجر. هل هذا معناه أنه يوجد مشكلات؟ يقول لو عملنا بجدية للقضاء علي التصرفات والعداء لمصر, لابد من متابعة الحلول والمقترحات, وننمو في اتجاه الود والحب وننبذ التطرف. لكن ماهي المشكلات بالتحديد؟ لاشك أن مطالب المسيحيين ليست مربوطة بهذا الحادث فقط, وقد أثيرت الآن لأنه حدثت مظاهرات واحتجاجات مسيحية من أبنائنا, ولانستطيع وقف المطالب من المواطن المسيحي. * لماذا لاتوجهونهم وتوقفون هذه المطالب التي جاءت في وقت غير مناسب؟ أجاب لا نستطيع وقف المطالب من المواطنين المسيحيين. فقلت له لا أنتم قوي توجيهيه ولايجب أن ننكر ذلك, وأي مطالب تريدون؟ وأوضح نحن منذ سنوات نطالب بقانون دور العبادة الموحد يكون فيه بناء الكنيسة بنفس سهولة بناء الجامع, منذ بداية الترخيص حتي البناء, وهذا القانون له6 سنوات ولم يناقش. أليس لديكم كنائس تكفي؟ قال الأنبا بيسنتي لوفرضنا أن المسيحيين10%, يجب أن يتم بناء كنيسة مقابل10 مساجد, ونحن لن نبني أكثر من احتياجاتنا, ونخفف عن كاهل الدولة حيث تتكفل الكنيسة بأجور العاملين فيها, فخادم الإنجيل يأكل من الإنجيل. وأضاف ان الأقباط في الخارج سيهدأون عندما نسير في الاتجاه الذي يرسخ الوحدة الوطنية والمواطنة عمليا, لكنه يؤكد أن الشعب المصري في مجمله من أحلي شعوب الدنيا كلها. كلمة لأقباط المهجر وأرجو توجيه كلمة للأخوة الأقباط في الخارج. قال أحبائي الأقباط الذين يعيشون خارج مصر: نحن نعيش في مصر بخير مهما حدث من أحداث فمصر الوطن الغالي الذي تبارك السيد المسيح والسيدة العذراء ومكثا فيها3 سنوات و11 شهرا, آكلين من أرضها وشاربين من مائها, وأي مشكلات تظنون أنها تضايق إخوانكم بداخل مصر, هي موضع دراسة وستكون في طريقها إلي حلول معقولة ويجب عليكم الاطمئنان.. نحن بخير. وإن كان هناك بعض التناقض إلا إننا يجب أن نحافظ علي التماسك ولا أري أن هناك مشكلات كبيرة بين أبناء مصر مسيحيين ومسلمين.. والخسارة ستكون للجميع إذا جرينا وراء أهواء الآخرين.. فيكفي إنني لم أجد أحلي من مصر. الأيدي الخفية وفي بداية كلامه استنكر إسحاق غالي عضو مجلس محلي محافظة حلوان ومساعد أسقف حلوان هذا الحادث الأليم بشدة لأنه يستهدف مصر مسيحيين ومسلمين لتفتيت الوحدة الوطنية بين أبناء الشعب, وإذا كان القائم بالحادث قد غرر به من إحدي الفئات الأجنبية الخارجية فأنه مجرد من أي مصرية تماما, ولاشك أنه يوجد أيد خفية خارجية وراء هذا الحادث ضد شعب متحاب ومتقارب والعلاقات بينه قوية, والهدف منها تفتيت الوحدة الوطنية بين أبناء مصر العظمي التي تترابط فيها الوحدة الوطنية بقوة. ووجه الشكر للرئيس مبارك علي حكمته وتحركه الفوري ومتابعة الحادث منذ وقوعه لحظة بلحظة. واضاف أن أقباط المهجر متأثرون بسبب عدم تفعيل قانون دور العبادة الموحد, فهو سيحل مشكلات كثيرة. إن بعض أقباط المهجر يهيجون الدنيا دون داع. وهم يطالبون بالمساواة.. لكننا نرفض أي تدخل خارجي في شئون مصر لأن مصر قوية وتتمسك بالوحدة الوطنية ولن يستطيع أي تدخل خارجي تفتيت الوحدة الوطنية. لكن ما يقوله أقباط المهجر يجرحنا كمسلمين وهم بعيدون عن الأحداث فماذا يريدون من مصر؟ أكد مساعد الأنبا بيسنتي: أرفض أي تدخل من أقباط المهجر وغيرهم لأنه يؤدي لعدم الاستقرار الأمني لمصر. وسألته هل هناك دخل لإحدي الدول المجاورة؟ قال: أشك بنسبة90% أن وراء الحادث تدخل أجنبي خطير هدفه زعزعة أمن مصر, وقد نجح أبناء الشعب في الاختبار الصعب الذي جاء مفاجئا وعنيفا, لكنه يشير إلي أن الجهات الخارجية لاتستطيع العمل بمفردها في مصر لكن باستغلال النفوس الضعيفة التي لايجب انتسابها للمسلمين أو المسيحيين, ولايستحق أن نقول عنه مصريا, لأنه تجرد من القيم والأخلاق والوطنية التي تربينا عليها. ويطالب المسلمين والمسيحيين بالتمسك بالمحبة التي نشأت بينهم منذ القدم, ومنذ أن خرج الشعار المشهور من الأزهر تحيا الهلال مع الصليب, ويحث القيادات الدينية مسيحية ومسلمة تفعيل وتكثيف خطابهم الديني في الكنائس والمساجد علي التوعية لدعم المحبة بين الأطفال والتلاميذ وطلاب الجامعات, ولابد من كشف عدونا الخارجي, فنحن مازلنا أقوياء وإلا كانت قد خربت مصر في هذه اللحظات التاريخية العصيبة, وتخطينا هذه العقبة يؤكد نجاح الشعب في الاختبار الصعب لمواجهة الحاقدين علي الوحدة بين أبناء الوطن داخل مصر العظيمة. وتحدثت مع أحد المربين وهو الأستاذ فؤاد حبيب مدرس الفيزياء الأول بمدرسة المعادي الثانوية بنات عن الحدث وما ترتب عليه وما يجب عمله, فأشار إلي أنه في ثاني أيام الانفجار وجدت البنات المسيحيات يبكين في الفصل والمسلمات يواسيهن فأحسست بقوة الشعب المصري وإنه سيتخطي هذه الأزمة بقوة, لأن من فعل ذلك أحد المأجورين ولايمت لدين, وله هدف ضرب الوحدة الوطنية ولذلك فالمحرض قوي خارجية فهم يريدون لمصر ان تكون العراق أو لبنان, ورغم ذلك الموقف أظهر قوة الوحدة الوطنية ضد هذه المكيدة الأجنبية التي لن تخرج عن اسرائيل أو إيران الذي يرجح كافتهما عن القاعدة لأن موضوع الجاسوس كان مؤلما لاسرائيل, كما أن ايران يهمها زعزعت أمن مصر. وينادي بأن الخطاب الديني لابد أن يكون أكثر تنويرا وتطورا, فقد أعجبتني كلمات الرئيس وهو رمز الدولة واعتبر ان الأمر يمس شخصه, فهو فقال إن المساس بأمن مصر يخصني, وقد تحركت الأجهزة الأمنية. ويطالب بضرورة الاهتمام بالمناهج الدينية في مصر والتركيز علي الجوانب التربوية والأخلاقية والسلوكية, ولابد من التهدئة بين الطرفين لأنه لايوجد ما يستوجب تعكير صفو جو مصر, ولابد أن يكون كل مدرس قدوة للتلاميذ وحكيما خاصة في الثانوي لأنهم شباب ثائرون, ولابد من كشف الخطر الخارجي علي أبناء مصر والأصابع الخفية العابثة ولانعطي لأحد الفرصة لكي يندس بأفكاره وأعماله بين المسلمين والأقباط, ويطالب بتسهيل عملية بناء الكنائس وإلغاء الديانة من البطاقة.