عندما يهتز ضمير الوطن رسالة قوية من الرئيس لقطع رأس الأفعي العمل الإرهابي ضد كنيسة القديسين.. يدق ناقوس الخطرويدفعنا للاستفادة من دروسه التفجير انتحاري.. والعبوة الناسفة محلية الصنع تحتوي علي قطع معدنية تهدف لإحداث اكبر عدد من الاصابات.. هذا ما رجحته وزارة الداخلية في حادث العمل الارهابي الاجرامي امام كنيسة القديسين بالاسكندرية الذي أودي بحياة 21 مواطنا واصابة اكثر من 95 بينهم 8 مسلمين. المؤكد أن هناك عناصر خارجية وراء هذا العمل الارهابي.. وهو ما أشار إليه الرئيس حسني مبارك في كلمته عقب وقوع الحادث بساعات بقوله إن هذه العملية الارهابية تحمل في طياتها دلائل تورط اصابع خارجية تريد أن تجعل من مصر ساحة لما تراه من شرور الارهاب بمنطقتنا وخارجها.. هذا العمل الاجرامي الآثم هز ضمير الوطن وصدم مشاعرنا وأوجع قلوب المصريين مسلميهم وأقباطهم.. فالارهاب لايفرق بين قبطي ومسلم.. وماحدث من اعتداء آثم علي كنيسة القديسين ليلة رأس السنة.. يؤكد ان مصر مستهدفة.. وأن الإرهاب يتربص بالوطن وشعب مصر.. ولكن كما قال الرئيس مبارك إن قوي الارهاب لن تنجح في مخططاتها وستفشل في زعزعة استقرار مصر أو النيل من امال شعبها ووحدة مسلميها واقباطها.. مؤكدا ان دماء ابنائنا لن تضيع هدراً وسنقطع يد الارهاب المتربص بنا.. المصريون جميعا في خندق واحد.. ورغم الحزن العميق الذي اصاب كل المصريين من اقباط ومسلمين.. بسبب تلك العملية الارهابية التي نفذتها ايادٍ خسيسة خائنة للوطن.. إلا انني أري أن تلك العملية الاجرامية هي ناقوس خطر يدفعنا للمزيد من الوحدة الوطنية.. وتعقب كل من يحاول الوقيعة بين المسلمين والمسيحيين.. وبتر رأس الأفعي.. إن هذا العمل الارهابي الأعمي يدفعنا للاستفادة منه نحو المزيد من الترابط.. وتوحيد الصف بين المسلمين والاقباط.. ووأد أية محاولة للوقيعة أو الفتنة. هذا العمل الارهابي.. يجب أن يدفعنا للمزيد من الفكر والتضافر لمواجهة التطرف الاعمي ومحو الافكار الخبيثة التي تسعي للهدم وزعزعة الاستقرار والتفرقة بين المسلمين والاقباط. ما حدث في الاسكندرية.. يجب أن يدفعنا لاتخاذ حزمة من الاجراءات سواء فيما يتعلق بالأمن.. أو مواجهة الفكر الضال الاعمي القائم علي العنف.. هذا الاعتداء الآثم الذي تم تصديره إلينا لبث الوقيعة باستخدم عناصر ضالة في الداخل مصابة بعمي البصيرة وعقد نفسية.. يجب أن يدفعنا لتغيير لغة الخطاب الديني في المساجد والكنائس لمحاربة كل دعوي متطرفة تنحاز للعنف ضد الآخر.. واستخدام لغة تحث علي التسامح والحكمة في المواقف.. هذا الحادث الارهابي الذي استهدف أبرياء.. يحتفلون بأعيادهم.. ينبغي أن يكون حافزاً لنا جميعاً.. ولكل عقلاء الأمة من مسلمين وأقباط أن يتحدوا لمكافحة النعرات الطائفية ومحاولات بث الوقيعة والفتنة.. والتأكيد علي أن المصريين سواسية في خندق واحد.. لافرق بين القبطي والمسلم علي أرضها.. وفي ادارة شئونها.. وإن الاعتداء علي الكنيسة يعد اعتداء علي الجامع.. وإن الهجوم علي دور العبادة.. حرام شرعاً. ينبغي أن نستثمر هذا الحادث في احتضان شباب مصر.. مسلمين واقباطاً.. لحمايتهم من سموم الفكر المتطرف.. وتنويرهم بالفكر الصائب.. والقيم النبيلة التي تحث علي التسامح.. وحب الآخر.. احترام عقائده وديانته. ردود افعال المصريين عقب الحادث.. اثبتت أن جميع ابناء مصر.. ضد الارهاب.. وضد الاعتداء علي الكنيسة.. والهجوم علي مواطنين أبرياء. أكدت ردود الافعال أن مصر كلها اصابها الحزن العميق والاوجاع المؤلمة.. تجاه حادث ارهابي أعمي لم يفرق بين القبطي والمسلم.. كما أكدت أن هناك عقلاء من المسيحيين تصدوا لاخوانهم من ابناء ديانتهم عندما حاولوا الاعتداء علي المسجد المواجه لكنيسة القديسين.. وهناك أيضا مسلمون تعاطفوا معهم.. ونظموا مسيرة تؤكد علي وحدة الهلال والصليب.. ولافرق بين المسلم والقبطي.. فقد تفاعل كل المصريين مع الحادث وأحسوا بالجراح المؤلمة.. وعبروا عن حزنهم العميق وقدموا تعازيهم لأسر الضحايا.. كل اجهزة مصر تفاعلت مع الحدث.. وكل مسئول سواء كان من المسلمين أو الاقباط عبر عن مشاعره واحزانه تجاه هذه العمل الارهابي.. فقد وصف السيد صفوت الشريف مرتكبي الجريمة بأنهم خونة ودمويون.. قاموا بعمل اجرامي يتسم بالجنون سواء كان صادرا عن أفراد أو مجموعة أو فئة متعصبة ومعقدة النفس ودموية التفكير.. وقال البابا شنودة إن هناك قوي لاتريد خيرا لهذا البلد.. وإن الحادث استهدف زعزعة استقرار البلاد.. ومعظم وزراء الحكومة والمفكرين والساسة.. أكدوا رفضهم وادانتهم لهذا العمل الارهابي.. وتأكيدهم علي وحدة الصف ونبذ العنف ولفظ التطرف الاعمي أو الفكر الضال. أعتقد أن ما حدث يدفعنا لنكون أكثر ترابطا وتضامنا لمواجهة أي محاولة لبث الفتنة والوقيعة.. وأكثر قوة لمواجهة الفكر المتطرف. ويدفعنا أكثر لاحتضان شبابنا من الاقباط والمسلمين لتنويرهم بالافكار الصائبة السديدة.. وابعادهم عن أي فكر تخريبي ضال.. ينحاز للعنف والتدمير. ينبغي أن نستفيد من هذا الحادث الارهابي.. القادم إلينا من الخارج.. ونفذته أيد مصرية.. لنعيد النظر في الخطاب الديني بالمدارس والجامعات ودور العبادة سواء في الكنائس أو المساجد.. وأن نتعامل بقوة وحسم مع كل من تسول له نفسه بث الفتنة أو الوقيعة.. أو نشر افكار مسمومة هدامة أو تحمل فكراً تخريبياً يستغل الشباب الغض لتنفيذ أعمال إرهابية تهدف لزعزعة استقرار الوطن وترويع الناس.. لخدمة اجندات اجنبية وأهداف خبيثة. لقد بعثت الرسالة التي اطلقها الرئيس حسني مبارك عقب الحادث الارهابي بساعات من خلال كلمات واضحة موجزة قوية.. الاطمئنان في نفوس الشعب.. والأمل في مكافحة الارهاب والقضاء علي فلوله.. فقد أكد الرئيس أن أمن الوطن والمواطن المصري.. مسئوليته الأولي.. واننا سنتصدي للارهاب ونهزمه.. وسنقطع رأس الأفعي. وعندما يقول الرئيس مبارك إن دماء ابنائنا في انفجار كنيسة القديسين لن تضيع هدراً.. فهو يؤكد أن الاقباط في قلبه وأنهم مسئوليته ولا فرق عنده بين المسلم والمسيحي.. وأن جميع المصريين في خندق واحد.